تعد مدينةمرسيلياأقدم وثاني أكبر المدن الفرنسية,حيث أسسها الإغريق في عام600ق.م,ثم سيطر عليها الرومان بعدما ازدهرت كميناء ومركز تجاري,وتتناثر المواقع التاريخية والآثار في أرجائها ومعظمها إضافات رومانية إلي المستوطنات الإغريقية الأولي,ويتركز عنصر الجذب المعماري في الميناء الملون وآثاره وتتميز ببساطتها وواقعيتها وتنقصها خاصية الاستعراض في المدن الفرنسية بشكل عام,خصوصا بوجود الكثير من أماكن الجذب والساحات العديدة المخصصة للمشاة والتي تنتظر الزوار.
تشبه مرسيليا في تقسيماتها وشوارعها باريس,مما يجعل التنقل بين أرجائها في المترو أمرا ميسورا,كما بها آثار تاريخية تعود إلي زمن الرومان والإغريق,وتعج منطقة الميناء القديم بالمطاعم والفنادق والأبنية التجارية وسوق يومي للأسماك علي رصيف المرسي البلجيكي مما يوفر للمدينة النشاط والحيوية وتوجد بها أيضا أعداد من المتاحف مثل المتحف البحري.
كما تشتهر مرسيليا بدار الأوبرا تللك التحفة المعمارية المزخوفة والواقعة في قلب المدينة والتي كاد يدمرها حريق شب في العام1920,ويتميز سكانها بالطيبة والوداعة والانفتاح ودفء المشاعر,ويشكلون تجمعا متعددا من الناحية العرقية علي الرغم من أن حوالي ربع السكان ينحدرون من أصول أفريقية وينشرون عبقا أفريقيا في الأجواء,كما تشكل مرسيليا نقطة انطلاق لاستكشاف جمال الطبيعة المتوسطية والشواطئ الخلابة والأخاديد المائية المتوسطية المجاورة.ومن أشهر الشواطئ القريبة من مركز المدينة شاطئدوكاتلانزالذي يشكل بداية كورنيش مرسيليا الذي ينتهي في شاطئ برداو الذي يتميز كونه شاطئ المدينة الرئيسي وبصفاء مياهه.
ويمكن الاستمتاع برياضة المشي علي الكورنيش,والذي يوصلك إلي مدخل لمياه البحر رائع المنظر وتكتمل صورته بالعديد من قوارب الصيد الصغيرة الراسية بالقرب من الصخور في بحيرة تستقطب عشاق ركوب القوارب وتطل عليها حدائق الزهور وأشجار النخيل وحديقة نباتية,وتجد العديد من الخلجان الصغيرة علي امتدادشبه جزيرة مالموسك.
أما عن بلدة كاسيس فهي منتجع رائع غرب مرسيليا وتحيط بها الصخور البيضاء الشاهقة ولم تلحق بها تغيرات كبيرة وبقيت محافظة علي السحر القديم الذي خسرته المدن الفرنسية التي كونت لنفسها هالة حضارية ومستوي من الرقي وأنشئت البلدة بجانب جبل وتركزت القرية القديمة حول ميدان ظليل.ومن الرحلات الشعبية المشهورة ركوب قارب إلي الأخاديد البحرية الضيقة الممتدة بين الجبال والتي نحتت مداخل في الصخور الجيرية,وإذا كانت لديك الطاقة والنشاط فبإمكانك المشي للوصول إلي أبعد وأفضل الأخاديد خلف الشاطئ من جهة الغرب والذي يبعد مسافة90دقيقة,وتستطيع أن تنزل متسلقا الصخور إلي الشاطئ وتنتشر بعض أشجار العثوب حيث تجد مكانا بين الصخور لتمد جذورها,المياه هناك عميقة وزرقاء اللون والسباحة بين الصخور العالية تجربة يجب إلا تفوت أي زائر.
أقيم علي جزيرة إيف التي تكسوها بعض الأشجار المبعثرة سجن إيف الذي اشتهر كمكان عقوبة السكندر دوما كونت مونت كريستو وكان فرنسوا الأول قد أنشأ قلعة في الجزيرة نفسها للدفاع عن مرسيليا ومينائها في القرن السادس عشر,وتحول المكان نفسه فيما بعد إلي سجن حكومي,وبقيت الزنازين محفوظة علي حالها,ولاتزال الرسومات المنحوتة علي جدران الزنازين موجودة حتي الآن,أما الشاهد خلف هذه الجزيرة باتجاه مرسيليا بما فيها الجبال فهي من أروع المناظر الطبيعية علي شواطئ المتوسط.
يقع ساحل ماسيف دي كالانك الموحش غرب كاسيس وجنوب مرسيليا,وتوجد في هذا الشاطئ الذي يمتد19كيلو مترا بعض أجمل وأروع المناظر الطبيعية مثل الأخاديد التي نحتتها المياه في الصخور الجيرية الناصعة البياض والتي تصل أعماقها إلي كيلو مترين,وتتعلق الصخور البيضاء التي تخطف الأبصار فوق البحر وتجتذب متسلقي الصخور ويمكن تنظيم جولات المشي,ورحلات القوارب عن طريق الشركات السياحية ومن أبرز المشاهدات في كالانك بلدة سورميو بشاطئها ومطاعم الأكلات البحرية ومينائها الصغير,وتنفصل سورميو عن مستوطنة صغيرة ساحرة الجمال في مورجيو بوسط رأس مورجيو والتي توفر منظرا بانوراميا وإطلالة علي الأخاديد في الواجهة الشرقية في ماسيف.