##يا ابني ما تضيعش وقتك في الإجازة علي كلام فاضي ذاكرلك حاجة تنفعك تحسن بها مستواك للسنة إللي جاية##.##يا بابا أنا خلاص ما صدقت الإجازة تيجي لسة هاذاكر تاني##.
يتضح من ذلك أن كلمة الإجازة الصيفية لها وقع مختلف علي كل من الآباء والأبناء فبينما يراها الأبناء راحة ومتعة وخلو بال من عناء مسئولية المذاكرة والامتحانات طوال فترة العام الدراسي,يراها الآباء فرصة لتحسين المستوي الدراسي للعام القادم.
تري ما حال الأبناء في هذه الحالة؟وكيف يتم استثمار أوقات فراغهم بطريقة تؤهلهم لاستقبال عام دراسي جديد بنشاط وحيوية؟!
يقول دكتور ثروت إسحق -أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس إن الإجازة الصيفية تعد حلما ينتظره ملايين الطلبة والطلاب باعتبارها استجابة لحاجة الجسم والنفس إلي الراحة وكسر روتين الحياة والتخلص من الملل بعد معاناة طويلة دامت أكثر من 8 شهور مع الكتب والدراسة بهدف الانطلاق نحو كل ما هو ممنوع أثناء فترة العام الدراسي كمشاهدة التليفزيون واستخدام الكمبيوتر والخروج مع الأصدقاء وغيرها من الأساليب الذين يتوقعون منها الخروج عن أي ارتباط يقيد من حريتهم واستمتاعهم بأوقات فراغهم.
لكن سرعان ما يتبدد الوضع من حال لآخر حينما يرغم الآباء الأبناء علي الاستذكار أثناء فترة الإجازة الصيفية ولو بعدد ساعات محدودة.
وهذا بالطبع أمر مرفوض علي الإطلاق لكونه يشعر الأبناء بأن السنة الدراسية ممتدة بدون إجازة,الأمر الذي ينعكس سلبا علي أدائهم وتحصيلهم في العام الدراسي الجديد.
ويضيف بأن هذا الواقع يرتبط بالطموح الذي يتوقعه الآباء من أبنائهم للحصول علي مجاميع كبيرة,وهم يتجاهلون أن هناك فرقا كبيرا بين الضغط علي أولادنا وأن تثقل أنفسهم وعقولهم بمقررات دراسيةفيدخلون العام الدراسي مجهدين وبين المحاولة في تجديد نشاطهم بحيث يقبلون علي استمتاع ورغبة في الاستذكار أثناء العام الدراسي الجديد ويتضمن فهما معكوسا لأبعاد العملية التعليمية,فالقضية ليست قضية كم الساعات التي سيقضيها الابن أو الابنة في الاستذكار بل أساليب الفهم والقدرة علي التركيز والاستيعاب والتشويق وإثارة الانتباه,وهو ما يعكس بدوره الفرق بين الشخصية الشرقية والغربية.
ففي الغرب يعتقدون بل ويؤمنون أن عطلة نهاية الأسبوع في غاية الأهمية لكي يجدد الطالب قواه الفكرية والثقافية والعقلية والمزاجية.
ويشير دكتور سمير عبد الفتاح -أستاذ علم النفس جامعة عين شمس إلي أنه من الصعب أن يتحمل الطالب ما لا يستطيع أن يتحمله,فالإجازة هي فرصة لاكتشاف المهارات المختلفة,مؤكدا علي ضرورة تدعيم الأسرة تلك المواهب أثناء فترة الدراسة بحيث يتم تنميتها وممارستها في الإجازة بشكل منتظم بالفعل فهي تضيف بشكل غير مباشر للعملية التعليمية حيث تجعل الطالب مقبلا علي العام الدراسي الجديد وأكثر استعدادا للتحصيل بصورة كبيرة.فلم تكن ممارسة الأشنطة بمختلف أنواعها أثناء فترة الإجازة الصيفية مجرد برامج لشغل أوقات الفراغ -كما يتبادر إلي ذهن البعض- وإنما أنشطة وخدمات وبرامج ذات محتوي اجتماعي وأخلاقي وذات غايات تربوية وتعليمية تهدف في النهاية إلي النمو المتوازي والمتكامل للطلاب.