صراع مزمن مازال يدور في قلب محافظة الغربية بسبب تواجد المناطق الحرفية والورش الصناعية داخل قري ومدن المحافظة في ظل عجز المسئولين عن توفير أماكن تستوعب ذلك الكم الهائل من المنشآت الحرفية خارج الكتل السكنية والحجة عدم توافر مساحات فضاء تصلح لإقامة مثل هذه المناطق.
يوضح حسين الشرقاوي, أحد الأهالي, أهمية وجود مناطق صناعية حيوية تقام خارج المناطق السكنية للمساهمة في إزالة الإشغالات والقضاء علي ما تخلفه تلك الورش من مخلفات تعمل علي تلوث البيئة.
ويطالب أحمد البنا, موظف, المسئولين بتوفير أماكن بديلة ومناسبة لأصحاب هذه الحرف قبلما يتم غلق الورش بالمحاضر المغالي فيها لكونها تفتح أبوابا كثيرة ويعيش علي رزقها أسر عديدة.
ويشير سيد الشوربجي, أحد الأهالي, إلي مشكلة اندثار تلك الحرف إذا ما تم غلق تلك الورش دون البحث عن بديل مثلما حدث مع صناعة الحصير, والتي شهدت ازدهارا في فترة من الفترات عكس الحال هذه الأيام رغم كونها صناعة صحية مناسبة للبيئة إلي جانب تفردها من الناحية الجمالية باعتمادها علي الفن من خلال الرسوم الزخرفية.
ويضيف شكري البصلي, أحد صانعي الأواني الفخارية, بأن صناعة الفخار من الصناعات المميزة التي تعود إلي العصور القديمة, واعتاد المصريون القدماء علي استخدامها كأوان للرسم عليها ووضع رموز خاصة بهم وعله توارثها الحرفيون عن الأجداد وهناك العديد من الأسر تعيش علي مثل هذه المهنة.
لذا فهي بحاجة إلي مساعدة من قبل المسئولين لاستعادة هذه الحرف قبل اختفائها,نظرا لما يواجه أصحابها من معوقات لكونها صناعة يدوية ليست بسيطة بداية من جلب الأتربة وحتي عملية التصنيع ووضعها في الأفران بنظام معين وفي اتجاه مخالف بعضها البعض ومتابعتها أثناء الحرق ليصبح في النهاية منتج صالح للبيع. فضلا عن محدودية الإمكانات المادية خاصة أن عملياتا البيعا ليست مستمرة فقد تتوقف عن العمل في فصل الشتاء مما يتسبب في الخسارة.
ويسطرد البصلي في حديثه مطالبا المسئولين بإقامة معارض خاصة لذلك التراث, كما أنه ينبغي أن يكون هناك نقابة تحمي أصحاب المهن الحرفية وتمد لهم يد العون في وقت الشدائد.
وفي النهاية يطالب عدد كبير من الحرفيين في محافظة الغربية بإقامة مدينة خاصة لهم خارج الكتل السكنية بدلا من وضع العراقيل أمامهم بعدما أثبتت الدراسات الميدانية الحاجة الملحنة لتنفيذ مثل هذا المشروع مطالبين بتفعيل قرار رئيس الوزراء الصادر في 16 يناير 1999 بضرورة إنشاء مناطق صناعية بالجهود الذاتية تحمي أصحاب هذه الحرف من المخاطر التي يتعرضون لها.
وبناء عليه تقدم عبدالمنعم الشريف, عضو مجلس محلي محافظة الغربية سابقا, باقتراح للجنة الدائمة بالمجلس لإنشاء منطقة صناعية بمركز بسيون خاصة أنه يوجد بالمركز قري صناعية بها حرف وصناعات متعددة ممثلة في تجارة الموبيليا وصناعة الخزف والبويات والطوب الأسمنتي ولكن للأسف ظل المقترح حبيس الأدراج ومن جانبه قرر اللواء عبدالحميد الشناوي, محافظ الغربية, البحث عن أراض تابعة لأملاك الدولة أو تابعة للإصلاح الزراعي لإقامة 4 مناطق صناعية علي مساحة 200 فدان لحل المشكلة. فهل يتحقق حلم أبناء المحافظة في القريب العاجل؟!