ارتفعت نسبة غياب التلاميذ من المدارس خوفا من تفشي فيروس إنفلونزا الخنازير,حيث وصلت النسبة إلي70% في بعض مدارس الجيزة…كذلك تم إغلاق الفصول التي ظهرت فيها حالات إصابة لمدة أسبوعين.كيف سيواصل هؤلاء التلاميذ متابعة دروسهم؟.وإن قررت وزارة التربية والتعليم تأجيل أو إيقاف الفصل الدراسي.فما الوسيلة التي سيتعلم بها أبناؤنا؟,وما خطة الوزارة في هذه المرحلة لتحقيق الحد المعقول من جودة التعليم هذا العام؟,هل الخطة كافية أم يشوبها القصور؟,وما الاقتراحات المجدية والمؤدية إلي مستوي تعليمي جيد لأبنائنا؟.
الطالبة ولاء أحمد بمدرسة أم الأبطال التجريبة الثانوية بالجيزة قالت إن الطالبات لا يذهبن للمدرسة بانتظام, وأنهن لا تحتجن لذلك حيث يتابعن دروسهن من خلال الدروس الخصوصية,وكثافة الفصل تبلغ 40طالبة ولم يحضر اليوم سوي تسع طالبات.
شاركتها الرأي آية عبد الرحمن من مدرسة المنشية الإعدادية بالجيزة وقالت إن كثافة الفصل 40طالبة حضر منهن اليوم21طالبة.ومعظم الطالبات خائفات من الإنفلونزا, فيتابعن دروسهن في المنزل.
بعد التعرف علي هذه الأراء كان علنا التوجه لوزارة التربية والتعليم للوقوف علي الخطة الموضوعة لضبط أي خلل يحدث أثناء الدراسة.تحدثنا للدكتور أمين أبو بكر وكيل الوزارة للتعليم الأساسي.فأوضح أن الخطة ما هي إلا بث قنوات تليفزيونية تعليمية لمساعدة الطلبة علي فهم دروسهم!,لكن لا توجد أية نية لتقليل المناهج أو حذف أي درس من أية مادة.كذلك الفصل الذي يتم غلقه بعد ظهور حالات إصابة به لم توجه له أي خطة في هذا الظرف الاستثنائي.بل أن كافة الطلبة سواء أغلقت فصولهم أم لا يدرسوا المناهج ذاتها وسيدخلوا نفس الامتحان دون مراعاة أي ظرف.وهذا من شأنه-والكلام للدكتور أمين-أن يجعل الطالب يعتمد علي ذاته وينمي مهاراته الفردية ويكسبه مهارات جديدة في التعليم!!!,
هذه خطة الوزارة أو بمعني آخر اللاخطة.فالطلبة لهم الله, لتقييم رد فعل الوزارة عرضنا خطتها علي الدكتورة لبني عبد الرحيم رئيسة قسم المتابعة والتجريب بمركز البحوث التربوية فقال إنه كان من المفترض أن تعالج الوزارة هذه المشكلة بشكل قومي بدلا من المعالجة الفردية وترك الأمور للظروف والمستجدات.فلم تجيد الوزارة إدارة هذه الأزمة.
وأضافت أنه بالنسبة لما يجب عمله لتحقيق حد معقول من جودة التعليم للطلبة يجب أولا تقليل المناهج خاصة أن مناهجنا تذخربالحشو,فكان يمكن الاستغناء عن هذه الدروس أو عمل تلخيص للمنهج.وتقليل المنهج سيؤدي بنا إلي الخطوة الثانية تلقائيا وهي تقليل زمن الفصل الدراسي بحيث ينتهي الفصل الأول بامتحاناته في شهر ديسمبر ويبدأ الفصل الدراسي الثاني في يناير وينتهي في مارس.
لكن الوزارة لم تفعل ذلك الآن في حين أنها يمكن أن تضطر لاتخاذ ذلك القرار فيما بعد ويكون الطلبة قد درسوا موضوعات ليس لها أهمية, وتركوا موضوعات أكثر أهمية نتيجة لإيقاف أو إنهاء الدراسة بشكل مفاجئ.
وأكدت د.لبني عبد الرحيم أن هناك إجراءات لم تأخذها الوزارة في الاعتبار وهي:
*متابعة الطلبة للدروس من خلال القنوات التعليمية لن تجري, لأنه لا يوجد تفاعل بين الطالب والقناة وقد يشرد ذهن التلميذ كثيرا أثناء متابعة الدرس فلا يحصل دروسه جيدا.أما بالنسبة لمتابعة ولي الأمر لابنه فذلك لن يتحقق في كثير من الأسر فقد يكون ولي الأمر أميا أو مستوي تعليمه منخفضا,وقد يكون متعلما ولا يستوعب بعض المواد الصعبة كالرياضيات.
*سيلجأ أولياء الأمور للدروس الخصوصية بالمنزل,وهي في الحقيقة لم تصبح خصوصية, فالدرس به من ثلاثة إلي عشرة تلاميذ وبهذا سنكون حولنا المنزل إلي فصل دراسي يواجه مخاطر الإنفلونزا مثل فصل المدرسة.الأهم من ذلك وضوح القرارات أمام أولياء الأمور لتقليل مستوي قلقهم وتوترهم.