نطالب بتغليظ عقوبة سرقة الملكية الفكرية
هناك أفراد نصبوا أنفسهم رقباء علي المجتمع.
أثار عدد من المثقفين والكتاب والناشرين موخرا العديد من القضايا والمشكلات التي تواجهها صناعة النشر وهي الصناعة التي تحافظ علي الحياة الفكرية والثقافية وتسهم في تدفق نهر الإبداع والابتكار الذي نروي منه جميعا.
ومن هذه المشكلات والصعاب السطو غير المسلح علي الملكية الفكرية من خلال الإنترنت ووجود عدد كبير من الناشرين خارج مظلة اتحاد الناشرين المصريين,وبذلك يصبح الاتحاد غير مسيطر علي هؤلاء مما يؤدي إلي خلق عقبات في مسيرة الفكر والإبداع وفقد الثقة بين الكاتب والناشر ومن هنا يأتي دور الاتحاد في تنظيم تلك العلاقة بين دفتي عملية النشر .
تطرق الحوار إلي العديد من الحقائق والتفاصيل التي تكشف دقة المشاكل التي تعاني منها صناعة النشر…
0 ما أهم المشكلات التي تتعرض لها صناعة النشر حاليا؟
00 هناك فوضي كبيرة في سوق النشر وذلك لأن هناك الكثير من الناشرين خارج مظلة اتحاد الناشرين وبالتالي لايخضعون للائحته الداخلية أو لقوانين عملية النشر,لذلك قمنا بتبنية هؤلاء الناشرين وإعلانهم من خلال إعلان رسمي سوف يتم نشره بجريدة رسمية بإخطارهم من خلاله بضرورة الإنضاعه؟؟؟؟ والالتزام بلائحته الداخلية المنظمة لعملية النشر سواء بين الكاتب والناشر أو بين الناشر وسوق التوزيع,وقد أمهلهم الاتحاد فترة لتوفيق أوضاعهم تنتهي في 15 نوفمبر المقبل ذلك وقد يسرنا إجراءات الانضمام سواء من النواحي الإدارية أو المالية وذلك بتخفيض قيمة الاشتراك حتي تصل إلي 1500 جنيه حتي يصبح كل الناشرين يعملون تحت مظلة اتحاد الناشرين ويستطيع الاتحاد أن يحمي مصالحه فكثيرا ما يهاجم الاتحاد بأنه غير متصد لقضايا حرية الإبداع الخاصة بإصدار معين لدار نشر معينة فمن غير المعقول أن يدافع الاتحاد عن دار نشر غير منضمة إليه.
لماذا يعترض الكثير من الناشرين علي تطبيق القانون رقم 25 لسنة 1965 والذي ينص في المادة الخامسة علي ضرورة الانضمام للاتحاد لكل من يشارك في صناعة النشر؟
** هذا القانون وضع عقوبات عند مخالفته بالحبس ثلاثة أشهر وغرامة لاتزيد علي 1000 جنيه مع مصادرة المطبوعات وتطبيق هذا القانون يساعد علي عمل قاعدة بيانات تحصر عدد الناشرين وعدد الكتاب الجدد والكتابات والمطبوعات المنشورة فبعض الناشرين يقومون بالسطو غير المسلح علي كتب زملائهم الناشرين ونشرها وبعضهم يسيء للناشرين المصريين في المعارض الدولية من خلال بعض الممارسات السلبية لذلك يحرص الاتحاد علي تطبيق هذا القانون وتفعيله .
وأنا أري أنه قد يكون سبب اعتراضهم علي تطبيق القانون راجعا لأهواء شخصيته ولكن علي ما يبدو أن كل من لايريد الانضمام لاتحاد الناشرين فهو لايريد أن يخضع لضوابط وتنظيم عملية النشر وأبسط هذه الضوابط ضرورة إبرام عقد بين دار النشر والكاتب عند الاتفاق علي النشر,وذلك حفاظا علي حقوق الطرفين فهناك الكثير من دور النشر تحافظ علي الحقوق المالية للكاتب مما يؤدي إلي عرقلة الحياة الفكرية وعملية الإبداع عند الكتاب والمبدعين وفقد الثقة بين طرفي صناعة النشر وهما الكاتب والناشر فتلك الضوابط قد لاتتفق مع أهواء هؤلاء الناشرين لذا لايرغبون في الانضمام للاتحاد.
0 وما الجزاءات التي سوف تطبق علي من لاينضم للاتحاد؟
00 من لاينضم للاتحاد سوف يحرم من المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب والكثير من المعارض الأخري العالمية وهؤلاء الناشرون الذين لايريدون الانضمام للاتحاد يجهلون أنه مثلما يلزمهم بواجبات سوف يحافظ أيضا علي حقوقهم المادية والأدبية وذلك مثل التصدي للاعتداءات الصارخة علي حقوق الملكية الفكرية وعملية نشر الكتب علي الإنترنت بالمجان.
0 كيف تصدي الاتحاد لهذه الاعتداءات علي حقوق الملكية الفكرية؟
00 أصبحت هذه المشكلة تمثل عقبة أمام قيام الكتاب والمفكرين والناشرين بواجباتهم تجاه أمتهم مما يؤدي إلي عرقلة عملية الفكر والإبداع وهذا يعد المشكلة الثانية التي تواجه صناعة النشر والتي يتصدي لها الاتحاد بقوة فنجد أن ما تتعرض له الآن حقوق الملكية الفكرية من قرصنةصناع الإنترنتبقيامهم بإدخال أحدث الإصدارات علي مستوي جميع المجالات ونشرها علي الإنترنت مع تجاهل حقوق النشر والناشر والكاتب وإهدار جهد فريق عمل كامل كرس وقته وجهده وماله لهذا أو ذاك الإصدار وبشكل تضيع معه حقوق الملكية الفكرية وهو الهم الأكبر للاتحاد لذلك قام اتحاد الناشرين المصريين بإرسال خطاب لكل من فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية وكذلك لقداسة البابا شنودة وذلك لموافاتنا بالرأي الشرعي وحكم كل من الدين الإ سلامي والدين المسيحي فيمن يقوم بطبع أو نشر أو توزيع كتاب لمؤلف أو دار نشر تملك حق الطبع وذلك بأي صورة من صور النشر المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية دون موافقة أو إذن كتابي من المؤلف صاحب العهمل أو الدار الناشرة له مما يعد اعتداء علي حقوق الملكية الفكرية والتزوير وقامت دار الإفتاء المصرية والمكتب البابوي بالرد علينا وتضمن الرد تحريم وتجريم مثل هذه الأفعال تحريما مطلقا حيث جاء بخطابات الرد أن حقوق التأليف والنشر ملك لأصحابها يجري فيها ما يجري في الملك الذي هو حق خالص يختص به صاحبه فحقوق التأليف والاختراع أو الابتكار مصونة شرعا وقانونا ولأصحابها حق التصرف فيها ولايجوز الاعتداء عليها وبناء علي ذلك فإن انتحال الحقوق الفكرية أو التعدي عليها دون إذن أصحابها أمر محرم شرعا لأنه إهدار لحقوق الناس واستلاب لأموالهم.
0 لماذا هاجم الكثير من المثفين تدخل رجال الدين في هذا الأمر؟
00 لأنهم اعتبروا أن تدخل رأي رجال الدين في قضايا النشر والإبداع بمثابة هدم للدولة المدنية ولكني اختلف معهم تماما فالمجتمع المصريمسلمين ومسيحينمجتمع متدين لذلك نري إن آراء رجال الدين تنظم الكثير من أمور حياتنا ومعاملاتنا في نفس الوقت نجده مجتمعا مثقفا ومطلعا ومنفتحا علي العالم فلايوجد تعارض بين الأمرين ورأي رجال الدين يأتي دائما في قضايا الإبداع لننقذ القاريء من عمليات السطو علي الملكية الفكرية وحث الجميع علي المحافظة علي حقوق الكاتب والناشر ومشاكله ومشكلة المجتمع كله في المحافظة علي هذه الحقوق.. يأتي هذا من خلال حثه علي عدم المشاركة في هذه الجريمة.
0 ما موقف اتحاد الناشرين العرب واتحاد الناشرين الدولي من التصدي لمثل هذه الظاهرة؟
00 اتحاد الناشرين المصريين عضو في اتحاد الناشرين الدولي وما هو جدير بالذكر أن جميع اتحادات الناشرين تتصدي لهذه الظاهرة بجميع أدواتها وتهاجمها,وهناك الكثير من الأفكار تطرح لتقنين هذه الظاهرة مثل عمل موقع إلكتروني لعرض أحدث الإصدارات الناتجة عن دور نشر الاتحاد ويكون الدخول لها من خلال اشتراك ولكن هذه الأفكار جاري بحثها ودراستها لحل الأزمة وهناك أيضا توجه من اتحاد الناشرين المصريين لمجلس الشعب بضرورة تغليظ وتشديد العقوبات المفروضة في جرائم سرقة الملكية الفكرية.
ومن الأمور التي تدعو للدهشة أن مصر بعد أن كانت من الدول القليلة التي تحث علي الحفاظ علي الملكية الفكرية أصبحت من أكثر الدول التي انتشرت فيها هذه الظاهرة خاصة علي الكتب والمؤلفات العربية والأجنبية وهذا يعد خلاص في الحياة الثقافية.
0هل هناك تعاون بين اتحاد الناشرين المصريين واتحاد الناشرين العرب؟وما شكل هذا التعاون؟
00 هناك تنسيق دائم مع نخبة المعارض الدولية والعربية وميزة الاشتراك في جناح مجمع في معرض فرانكفورتوبعض المعارض الدولية والتنسيق الدائم لحضور الندوات والمؤتمرات الدولية ومما هو جدير بالذكر أن أعضاء اتحاد الناشرين العرب يعترفون أن اتحاد العرب لايقوي إلا بقوة اتحاد الناشرين المصريين.
0 هل تعتقد أن الكتاب الإلكتروني أثر بالسلب علي الكتاب الورقي في ظل التطور اللافت في وسائل الاطلاع؟
00 لانستطيع القول بهذا فهناك مثلا الصحافة الإلكترونية تسير جنبا بجنب مع الصحافة الورقية فهذه لها روادها وتلك لها محبوها ولاتستطيع الاستغناء عن الاثنين ,ولكن لابد لصناعة النشر أن تواكب هذا التطور الالكتروني وتتساير ولاتدخل معه في منافسة بل لابد وأن يكون هناك تكامل بينهما وهذا يعد الفارق الكبير بيننا وبين صناعة النشر في أوربا ومراجعة أنهم وضعوا أسسا وقواعد للنشر لم يخالفوها فكل من الكاتب والناشر والقاريء يعرف حقوقه وواجباته ,بينما نجد صناعة النشر هنا تحيط بها حالة من الفوضي والعشوائية.
0هل تري أن المنظومة التعليمية في مصر لها علاقة يتراجع عادة القراءة في المجتمع المصري؟
00 نعم بالتأكيد فالغاء حصة المطالعة عامل أساسي هذا كذلك نجد نظام التعليم قائما علي الحفظ وليس الفهم مما تحتل عند الطالب إحساسه بالإبداع والابتكار وكذلك أيضا كثرة المناهج وعدد الكتب الدراسية لايترك للطالب الفرصة للاطلاع علي غيرها من الكتب والتي قد يكون تهواها نفسه وبالتالي تقتل عادة وحب القراءة بداخله لذلك يجب أن يكون لوسائل الإعلام دور فعال تجاه هذا الصدد بالإعلان والترغب في القراءة وزيادة البرامج الثقافية.
0 ما تقييمك لما يقدم من أعمال أدبية روائية أو قصصية تتحول إلي أعمال درامية؟
00 أنا مقتنع بما قاله الأديب الكبير نجيب محفوظ بأن العمل الأدبي أبدعه صاحبه بما هو عليه ثم أتي مبدع آخر وقدمه في شكل آخر وهو الشكل الدرامي وبهذا يكون دور المبدع الأول وهو الكاتب قد انتهي عند بداية دور المبدع الثاني وهو السيناريست والمخرج والممثل فهذا إبداع وذلك إبداع آخر ولكن ستظل هناك علاقة مباشرة بين الاثنين وهذا التناول الدرامي هو طرح للفكرة الأدبية ولكن برؤية جديدة.
0 الكاتب جمال الغيطاني يطلق عليك صاحب اللاءات الأربع الجنس والدين والسياسة والفتن الطائفية فهل ستطبق هذه اللاءات في الاتحاد؟
00 لن يأتي ذلك بشكل إلزامي للناشرين ولكنه يأتي بشكل نقل الخبرات من جيل إلي جيل فهذا النوع من أنواع الرقابة الثقافية والأدبية بعدم نشر مالا يتناسب مع منظومة المجتمع المصري مثل سب الأديان والدعوة للفتنة الطائفية أو الدعوة لقلب نظام الحكم أو الجنس للجنس.فهذا كله لايخدم الحياة الفكرية والأدبية لذلك يقوم الاتحاد بعمل دورات تثقيفية للناشرين يبث من خلالها هذه المباديء التي ترقي بعملية النشر.
00 ما تقييمك لهامش الحرية الفكرية في مصر؟
00 لدي وجهة نظر في هذا الخصوص وهي أن الناشر يجب ألا ينتمي لأي حزب مثل الصحفي حتي يستطيع أن يعبر وينشر وجهات النظر المختلفة كلها,ومن خلال تواجدي علي الساحة الثقافية كناشر أستطيع أن أقول إن مساحة الحرية الفكرية الموجودة في مصر هي الأكبر علي مستوي الوطن العربي وإن كنا نطالب ونطمع في أكثر من هذا .
0 ولكن كيف تقيم تصدي فئة من المجتمع للعديد من الروايات والكتب مثلوليمة الأعشاب بالبحروكتاب ألف ليلة وليلة؟
00 أنا صاحب قضية ألف ليلةسنة 1986 وسجنت دفاعا عنها والحكم المنشور حاليا هو الحكم الصادر لصالحي وقتها وأن قضية ألف ليلةوغيرها تكمن في أن هناك أفرادا معينين في المجتمع بدأ كل منهم ينصب نفسه رقيبا علي المجتمع بدون وجه حق,فأنا ضد الرقابة وضد المصادرة فإذا كانت هناك إصدارات بها أفكار غريبة عن المجتمع المصري فلماذا لا أرد عليها بكتاب بدلا من مصادرة الإبداع ويكون ذلك في مصلحة القاريء حتي تتضح له حقيقة الأمور وهذا هو لب الفكر والإبداع فلابد من وضع معايير واضحة للمصادرة والرقابة عموما وهذه المعايير موجودة في البلاد الأوربية ويتم التعامل بها.فيجب عمل وثيقة ميثاق شرق للناشرين تضع بها هذه المعايير للنشر كذلك يجب عدم خلق ضجة إعلامية حول مثل هذه القضايا التي تثار بسبب روايات تعد من التراث الأدبي أو الشعبي وذلك لأن هذه الضجة في الكثير من الأحيان تثار من أجل ترويج الرواية وزيادة نسبة المبيعات فكلها أمور تسييء للعمل الإبداعي .