شريعة الله مملوءة حبا لخليقته.كلها حنو وعطف علي كل من هو محتاج إلي لمسة حنان,يعلمنا بها كيف نعامل المساكين بالحب…
ومن ذلك:الشرائع الخاصة بالشفقة علي العبيد..
فقد شملت الوصايا العشر إراحة العبد في اليوم السابع.إذ قال الرب في تقديس هذا اليوملاتصنع عملا ما:أنت وابنك وابنتك وعبدك وأمتك وبهيمتك ونزيلك الذي داخل أبوابكخر20:10.لكي يستريح عبدك وأمتك مثلك.واذكر أنك كنت عبدا في أرض مصر..تث5:15,14.
وإلهنا المحب كما أراح العبد في اليوم السابع,أمر بتحريره في العام السابع…
فقالإذا أشتريت عبدا عبرانيا فست سنين يخدم,وفي السابعة يخرج حرا مجانا…إن كان بعل امرأة,تخرج امرأته معه..خر21:3,2.في السنة السابعة,تطلقه حرا من عندك..وحين تطلقه حرا من عندك,لاتطلقه فارغا تزوده من غنمك ومن بيدرك ومن معصرتك,كما باركك الرب الهك تعطيه,واذكر أنك كنت عبدا في أرض مصرتث15:12-15.
وفي معاملة العبد الهارب يقول الرب:
عبدا أبق إليك من مولاه,لاتسلم إلي مولاه عندك يقيم في وسطك في المكان الذي يختاره في أحد أبوابك حيث يطيب له..لاتظلمهتث23:15.
أي أن الله منح هذا العبد حق اللجوء إليك…فغالبا لايهرب العبد من سيده إلا إذا كان في خطر منه,وكان السيد قاسيا عليه.
كذلك أعطي الرب العبيد والأجراء الاستفادة بغلة العام السابع:
فقال وأما السنة السابعة ففيها يكون للأرض سبت عطلة,سبت للرب.لاتزرع حقلك,ولا تقضب كرمك.زريع حصيدك لاتحصد,وعنب كرمك الممول لاتقطف.سنة عطلة تكون للأرض ,ويكون سبت الأرض لكم طعاما:لك ولعبدك ولأمتك ولأجيرك ولمستوطنك النازلين عندك ولبهائمك…لا25:4-7
وأمر الرب بالعتق لجميع العبيد في سنة اليوبيل:
وهي السنة الخمسون في العهد القديم,وتكون مقدسة وعيدا.وقال عنها الربوتقدسون السنة الخمسين وتنادون بالعتق في الأرض لجميع سكانهالا25:10…حتي الذي باع أرضه,يرد إلي ملكه في سنة اليوبيللا25:28,10.
ظهرت محبة الرب أيضا في معاملة الغريب:
فقال ولا تضايق الغريب .فأنكم عارفون نفس الغريب,لأنكم كنتم غرباء في أرض مصرخر23:9.وقال أيضاوإذا نزل عندك غريب في أرضكم,فلا تظلموه…كالوطني منكم يكون لكم الغريب النازل عندكم وتحبه كنفسك.لأنكم كنتم غرباء في أرض مصرلا19:32.وقال الرب أيضا عن معاملة الغرباء في الأحكام حكم واحد يكون لكم:الغريب يكون كالوطنيلا24:22.
وفي الشفقة علي الغريب واليتيم والأرملة.
قال الربوإذا افتقر أخوك وقصرت يده عندك,فأعضده غريبا أو مستوطنا, فيعيش معكلا25:35..ولا تضطهد الغريب ولاتضايقه…ولاتسيء إلي أرملة ولايتيم إن أسأت إليه,فأني إن صرخ إلي أسمع صراخه,فيحمي غضبي واقتلكم بالسيف.فتصير نساؤكم أرامل,وأولادكم يتاميخر22:21-24.
وقال عن نصيب الغريب واليتيم والأرملة في موسم الحصاد وفي العشور:
وعندما تحصدون حصيد أرضكم,لاتكمل زوايا حقلك,ولقاط حصيدك لا تلتقط.وكرمك لا تعلله,وبثار كرمك لا تلتقط.للمسكين والغريب تتركهلا 19:10,9وقال أيضا إذا حصدت حصيدك في حقلك.ونسيت حزمة في الحقل,فلا ترجع لتأخذها.للغريب واليتيم والأرملة تكون لكي يباركك الرب إلهك في كل عمل يديك. وإذا خبطت زيتونك فلا تراجع الأغصان وراءك للغريب واليتيم والأرملة تكونتث24:19-21.
وقد أمر الرب أيضا بإعطاء اللاوي والغريب واليتيم والأرملة عند تعشير كل عشور المحصول,لكي يأكلوا ويشبعواتث26:12وقال أيضافي آخر ثلاث سنين,تخرج كل عشر محصولك في تلك السنة وتضعه في أبوابك ,فيأتي اللاوي لأنه ليس له قسم ولانصيب معك,والغريب واليتيم والأرملة الذين في أبوابك,فيأكلون ويشبعون لكي يباركك الرب إلهك في كل عمل يدك الذي تعملتث14:29,28.
* وما أكثر وصايا إلهنا المحب في العطف علي الفقراء:
فقالإن كان فيك فقير,أحد من إخوتك في أحد أبوابك في أرضك…فلا تقس قلبك ولاتقبض يدك عن أخيك الفقير.بل افتح يدك لهتث15:8,7.
بل يقول الكتاب أيضا الديانة الطاهرة النقية عند الله الأب هي هذه:افتقاد اليتامي والأرامل في ضيقهم,وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالميع1:27.ويقول الكتاب أيضامن يسد أذنيه من صراخ المسكين,فهو أيضا يصرخ ولايستجابأم21:13.
بل الرب يعتبر من يقدم إلي المساكين,كأنه يقدم له شخصيا:
فيقول للذين يقفون عن يمينه في يوم الدينتعالوا يا مباركي أبي,رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم.لأني جعت فأطعمتموني,عطشت فسقيتموني,كنت غريبا فآويتموني,عريانا فكسوتموني,مريضا فرزتموني,محبوسا فأتيتم إلي…الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي قد فعلتممت25:34-40.
أن الشفقة علي المساكين,جعلها الرب من أساسيات مسحته:
فقالروح السيد الرب علي.لأن الرب مسحني لأبشر المشاركين,أرسلني لأعصب منكسري القلب,لأنادي للمسبيين بالعتق وللمأسورين بالإطلاق…لأعزي كل النائحين…لأعطيهم جمالا عوضا عن الرماد,ودهن فرح عوضا عن النوح…أش61:1-3.
وقد ظهرت محبة الرب أيضا في شريعة الرهن والقرض:
فمنع أن يسترهن شخص الأساسيات التي يحتاجها الفقير وتكون ضرورية له.فقال:إن ارتهنت ثوب صاحبك ,فألي غروب الشمس ترده له لأنه وحده غطاؤه هو ثوبه لجلده في ماذا ينام؟!فيكون إذا صرخ ,إلي,أني أسمع لأني رؤوفخر22:27,26.
وقال أيضا لايسترهن أحد رحي أو مرادتها,لأنه إنما يسترهن حياة تث24:6.ذلك لأن الرحي التي يطحن عليها صاحبها غذاءه,أو يستخدمها لرزقه,إنما تمثل حياة بالنسبة إليه.
وبالمثل قاللاتسترهن ثوب الأرملةتث24:17.
ومن الناحية النفسية أو الإنسانية في مسألة القرض والرهن,قال الربإذا أقرضت صاحبك قرضا فلا تدخل بيته لكي ترتهن رهنا منه.في الخارج تقف.والرجل الذي تقرضه,يخرج إليك الرهن إلي خارج وإن كان رجلا فقيرا,فلا تنم في رهنه. رد إليه الرهن عند غروب الشمس لكي ينام في ثوبه ويباركك فيكون لك بر لدي الرب إلهكتث24:10-13.
كل هذه كانت وصايا في العهد القديم ,التي تناسب مستوي روحيات الناس وقتذاك أما في العهد الجديد,فإن الرب يقول في العظة علي الجبلمن سألك فأعطه.ومن أراد أن يقترض منك فلا تردهمت5:42وقال أيضاإن أقرضتم الذين ترجون أن تستردوا منهم فأي فضل لكم؟!فإن الخطاة أيضا يفعلون هكذا.بل أحبوا أعداءكم وأحسنوا وأقرضوا,وأنتم لاترجون شيئا,فيكون أجركم عظيما وتكونوا بني العليلو6:34-35كل من سألك فأعطه.ومن أخذ الذي لك,فلا تطالبه لو6:30وقال كذلك علي لسان المعمدان من له ثوبان فليعط من ليس له,ومن له طعام فليفعل هكذالو2:11.
ومن محبة الله تعليمه عن الديون في سنة الإبراء:
إذا قال في آخر سبع سنين تعمل إبراء.وهذا هو حكم الإبراء:يبريء كل صاحب دين يده مما أقرض صاحبه.لا يطالب صاحبه أو أخاه لأنه قد نودي بإبراء للربتث15:2,1
* ومن محبة الله أيضا تعليمه عن منع الربا
إذ قاللاتقرض أخاك بربا,ربا فضة أو ربا طعام,أو ربا شيء مما يقرض برباتث23:19لا تأخذ منه ربا ولا مرابحة,بل أخش الرب إلهك فيعيش أخوك معك .فضتك لاتعطه بالربا…وطعامك لاتعطه بالمرابحةلا25:37,26إذا أقرضت فضة لشعبي الفقير الذي عندك فلا تكن له كالمرابي لاتضعوا عليه رباخر22:25
لقد منع الله أخذ الربا من الفقير,لأنه لايملك ولأن أخذ الربا يزيده فقرا علي فقر,وهذا ضد الرحمة والمحبة.ويختلف الوضع بالنسبة إلي المصارف البنوكحيث أن المال الذي تضعه فيها تستخدمه في استثمار اقتصادي وتربح به فتكون أنت شريكا في هذا الربح ,باعتبار أنك شريك في رأس المال المستثمر…
* وتظهر محبة الله أيضا في منع تأخير أجرة الأجيرأو طلب الفقير:
فيقول في ذلكلاتظلم أجيرا مسكينا وفقيرا من إخوتك أو من الغرباء الذين في أرضك في أبوابك. في يومه تعطيه أجرته ولاتغرب عليها الشمس لأنه فقير وإليها حامل نفسه.لئلا يصرخ إلي الرب فتكون عليك خطيةتث24:15,14.
ويقول الكتاب أيضا لاتمنع الخير عن أهله,حين يكون في طاقة يدك أن تفعله.لا تقل لصاحبك اذهب وعد فأعطيك غدا,وموجود عندكأم3:28,27.
* ومن محبة الله أيضا الدفاع عن المظلومين والمساكين:
يقول المزمور عن الرب الرب يحكم للمظلومينمز146:7الرب يقوم المنحنين…الرب يحفظ الغرباء.يعضد اليتيم والأرملةمز146:9,8مز145:14الرب يجري حكما للمساكين وحقا للبائسينمز140:12.
ويقول الربمن أجل شقاء المساكين وتنهد البائسين,الآن أقوم-يقول الرب اصنع الخلاص علانية.
ويعطينا الكتاب مثلا لدفاع الرب عن نابوت اليزرعيلي,وعن أوريا الحثي:
فلما اغتصب أخاب الملك وزوجته إيزابل حقل نابوت اليزرعيلي ودبرا مؤامرة فقتلاه وإذا بالله يتدخل ويرسل إيليا النبي ليقول لآخاب الملكفي المكان الذي لحست فيه الكلاب دم نابوت اليزرعيلي,تلحس الكلاب دمك أنت أيضا…1مل 21:19.وقد كان وانتقم الرب من آخاب وزوجته إيزابل لدم نابوت اليزرعيلي الذي ظلم منهما.
وبنفس الأسلوب,وبعقوبة أخري,عاقب الرب داود الملك انتقاما لدم أوريا الحثي الذي ظلم منه وتم قتله2صم 12:7-12.
وبالمثل انتقم الرب لدم هابيل الصديق الذي قتله أخوهتك4
ولكي ينقذ الرب الذين قتلوا خطأ,أقام لهم مدن الملجأ:فأمر موسي بتخصيص ست مدن تسميمدن الملجأوقال في ذلك:تعينون لأنفسكم مدنا تكون مدن ملجأ لكم,ليهرب إليها القاتل الذي قتل نفسا سهوا.فتكون لكم المدن ملجأ من الولي,لكي لايموت القاتل,حتي يقف أمام الجماعة للقضاء…عد35:12,11…
ما أعجب محبة الله وحنوه,إذ يشفق علي هؤلاء,ويحميهم من ولي الدم…
وتثبيتا للعدل حتي لايظلم أحد, أمر أن لاتقبل شهادة رجل واحد وقال في ذلكلايقوم شاهد واحد علي إنسان في ذنب ما أو خطية ما من جميع الخطايا التي يخطيء بها.علي فم شاهدين أو علي فم ثلاثة شهود يقوم الأمرتث19:15.مع معاقبة شهود الزورتث19:16-21
* ومن محبة الله أنه منع العنف والتسلطلو25:53,46,42…
* ومن محبته أيضا منع أن يرسلوا إلي الحرب الرجل الخائف,أو الذي خطب فتاة,أو المتزوج حديثا.فقالإذا اتخذ رجل امرأة جديدة فلا يخرج في الجند,ولايحمل عليه أمر ما. حرا يكون في بيته سنة واحدة,ويسر امرأته التي أخذهاتث24:5أنظر أيضاتث20:5-8.
* وبعد يا إخوتي,ألعلني أخطأت إذ كتبت لكم تسع مقالات فقط عن محبة الله لخليقته,بينما الكتاب المقدس كله يحكي محبة الله للناس.اعذروني إذن…وأحب أن أختم بأن محبة الله لنا,تقتضي أيضا محبة منا نحوه.