عادت العذراء لتجدد مباركتها لمصر
يذكر فيكتور سلامة فى مقدمة الطبعة الأولى أن مع ميلاد فكرة هذا الكتاب كان لابد أن نغوص فى صفحات “وطنى” ونبحر بالخيال إلى بداية القرن الأول للميلاد. حيث كانت العذراء مريم على موعد مع المصريين، ثم تمضى الأيام والسنون وتعود العذراء إلى مصر فى القرن العشرين لتضيف مجدا جديدا إلى أمجاد الكنيسة القبطية، وتتجدد مباركة مصر .. فقد عادت العذراء من أجل النفوس العطشى إلى البر والخير والحق والمحبة والسلام.. عادت من أجل النفوس الجريحة التى مزقتها الأحزان وسحقتها الألم .. عادت من أجل الأفكار الحائرة بين العقائد والهرطقات .. عادت من أجل الأرواح الهائمة وراء المجهول تنشد الحقيقة .. عادت من أجل المعذبين بالأسقام والأمراض وأثقال الجسد وعجز الطب والعلم .. عادت من أجل المخدوعين وراء الغنى الكاذب والنور الباطل الأجوف .. عادت من أجل صرعى الشر وضحايا الخطيئة وعبيد المذلة والعار .. عادت من أجل هؤلاء وغيرهم ومن أجل هذا كله وغيره أشرقت فى تألقها البهى على قباب الزيتون وبابا دبلو وأسيوط ، لتصنع العديد من المعجزات والعجائب الذى يرصدها هذا الكتاب .
وينقسم الكتاب الذى يقع فى حوالى 95 صفحة إلى خمسة عشر فصلا، هى رسالة من السماء، رسائل مريمية، تجليات الزيتون، ظهورات بابا دبلو، ظهورات واشراقات بأسيوط، فوق قباب الكنيسة بالوراق، تجليات العذراء بين الشك واليقين، ظهور العذراء حقيقة، الظهور من وجهة نظر علمية، عجائب العذراء، شفاعات ومعجزات بالزيتون، إيمانيات ومعجزات بابا دبلو، إعجازات ومعجزات أسيوط، معجزة الوراق، وينتهى الكتاب بملحق للوثائق والصور .
تجليات الزيتون وأرض بابا دبلو
محيرة أنت .. ومحيرة هى ظهوراتك يا أم النور .. ففى الوقت الذى لا نجد فيه عزاء أو مساندة من إنسان تأتين كعادتك رسالة من السماء، هذا ما يؤكده الكتاب ذاكرا تجليات السيدة العذراء فوق قباب كنيسة الزيتون عام 1968 ، حيث كانت وطأة هزيمة 1967 مازالت جاثمة على الصدور، جائت السيدة العذراء لتطمن شعب مصر أن الله معهم، فتعتبر هذه الظهورات من أكثر ظهوراتها تفردا وسموا وقوة وروعة وانتشار، حيث تمت فيها مئات المعجزات التى عجز الأطباء عن علاجها، واستطاع أن يراها الآلاف من البشر، وكانت العذراء تظهر بأشكال عديدة ومتنوعة، فقد كانت تظهر فى هيئة روحانية نورانية مجسمة ومنظورة، أو كانت ترتدى شالا نورانيا على رأسها ويداها ممدودتان إلى الأمام، وفى أوقات أخرى كانت تؤمى برأسها وتبارك الجموع الحاشدة، أو تمسك بيدها غصن زيتون .
ووسط الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى اشتدت قسوتها على شعب مصر ظهرت فى كنيسة القديسة دميانة بأرض بابا دبلو بشبرا لتبعث برسائل روحية تضئ الطريق بالأمل وتبث الطمأنينة فى غد أفضل، وجاء هذا الظهور بعد 18 سنة من تجليات الزيتون، وقد بدأ الظهور يوم 25 مارس 1986 عندما ظهرت إلى جانب منارتى الكنيسة وشاهدها السكان بهالة نورانية على القبة الشمالية ثم شاهدوا سطوع نورها على المنازل المجاورة، وكان لأول مرة تشهد المنطقة التى تقع فيها الكنيسة الآلاف القادمين إليها من كل مكان .
ظهورات السيدة العذراء بأسيوط والوراق
وجاءت تجليات السيدة العذراء للمرة الرابعة بكنيسة الوراق فى ديسمبر 2009 ، بينما كانت التسابيح المريمية تصدح فى كل الكنائس مساء الخميس 10 ديسمبر سطع نور مبهر فى السماء، لم يشاهده المارة فى الوراق فقط بل شاهده الكثيرون فى أحياء تبعد لمسافات طويلة، لم يعرف أحد إلى أين ينتهى هذا النور العظيم، ولكن المارة أمام كنيسة السيدة العذراء بالوراق هم فقط الذين شاهدوا النور يتوقف أمام الكنيسة وحولها، ومع الساعات الأولى من يوم الجمعة 11 ديسمبر وقبل أن يشرق نوره شاهدوا العذراء تتجلى فوق القباب وتنتقل بين المنارتين وتوالت الظهورات حتى توافد الآلاف من القاهرة ومن كل محافظات مصر ليشاهدوا ويسبحوا العذراء مريم لتجليها فوق كنائسها بمصر، فماذا كانت رسالتك هذه المرة يا أم النور؟ فهل كنت تواسينا وتعزينا لما سوف يحدث بعد تجلياتك بفترة قصيرة من أحداث مؤلمة فى مأساة نجع حمادى، إن كانت عقولنا البشرية لا تعرف أسبابا لظهوراتك الدائمة إلا أننا على يقين أنها رسالة من السماء .
ويرد الكتاب على الشك الذى حدث فى التجليات الأخيرة للسيدة العذراء فى كنيسة الوراق، وادعاء البعض أنها من مصادر شيطانية، وأخذها البعض فرصة للهجوم على الأقباط والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث وصل الأمر إلى الادعاء بأن الكنيسة تضع العذراء فى مكانة مساوية للذات الإلهية، ويكمن هذا الرد فى نشر البيان الذى صدر من مطرانية الأقباط الأرثوذكس بالجيزة، والذى يثبت فيه نيافة الأنبا ” ثيئودوسيوس” أسقف عام الجيزة بأنه شاهد عيان لتجليات العذراء فى الوراق، وأن ظهور العذراء حقيقة، وفى حوار معه أجرته جريدة “وطنى” فى عددها الصادر 10 يناير 2010 يؤكد الأنبا ” ثيئودوسيوس” بأن الكتاب المقدس يحمل لنا فى سفر الرؤيا ( 12 : 1 ) أخبارا عن ظهورالسيدة العذراء فيقول : ” وظهرت آية عظيمة فى السماء امرأة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها وعلى رأسها أكاليل من اثنى عشر كوكبا … ” فكيف نشكك فى أن الله يعطينا فى كل فترة عربونا لهذا الظهور الذى سيحدث مع نهاية العالم لتعزينا والدة الإله وتفرح قلوبنا حتى نتمسك بابنها وفدائه وخلاصه المقدم لنا .
العذراء تصنع المعجزات والعجائب
وحدثت العديد من المعجزات والعجائب التى قامت بها السيدة العذراء خلال تلك الظهورات، والتى يرصدها الكتاب فعندما تتجلى العذراء مئات الألوف يتدفقون لرؤيتها ولإيمان الناس بمنزلتها وشفاعتها يترجونها أن ترحم نفوسهم وامراضهم، فالسيدة العذراء تظهر فوق القباب صامتة، لا تتكلم وفى هدوء تام تصنع المعجزات والعجائب، معجزات لا ندرى وسائلها ولكن نلمس نتائجها، وستبقى كل المعجزات شهادة كرامة للعذراء مريم، وأعظم شاهدا وأصدق برهانا للتجليات والظهورات على مر العصور، حيث يسطر الكتاب بعض منها، مثل السيدة التى كانت مصابة بالتهاب حاد فى قاع العين يحجب الرؤية فشفيت فى الحال عقب رؤية النور فوق قباب كنيسة العذراء بالزيتون، وهناك رجل كان فاقدا النطق والسمع إثر حادث عندما زار كنيسة الزيتون ورأى النور شفى وعاد له النطق والسمع، وهناك رجل آخر شفيت أذناه بعد أن يئس من علاجها بعد أن توجه لكنيسة القديسة دميانة، هذا إلى جانب سيل من المعجزات قد تابعتها جريدة “وطنى “ بالتفصيل أسبوعيا.