سادت حالة من السخط والغضب بين الأقباط بسبب خروج المئات من مسلمي قرية المريناب بإدفو وبعض القري المجاورة عقب صلاة الجمعة وتوجهوا لكنيسة مارجرجس بالقرية وقاموا بإشعال النيران فيها, ثم قاموا باستخدام الآلات الحادة بهدم قباب وسقف الكنيسة وأجزاء من جدرانها وتدمير بعض الأعمدة الخرسانية وإحراق أربعة منازل يملكها أقباط مجاورة لمبني الكنيسة.. وفر بعض الأقباط هاربين خارج القرية في ظل تأخر وصول قوات الأمن, حيث فشلت قوة مركز شرطة إدفو في وقف المتشددين عن عمليات الهدم التي استمرت حتي السادسة من مساء الجمعة لحين وصول تعزيزات من مديرية أمن أسوان التي قامت بوقف استكمال الهدم للتفاوض مع أهالي القرية.
وكانت الأحداث أسفرت عن حرق أجزاء من منازل صبحي عزيز وميلاد صبري ورفعت عياد وشنودة يوسف.
وقال القمص مكاريوس كاهن الكنيسة إن الكنيسة تعرضت للحرق وهدم بعض من أجزائها وحرق أربعة منازل للأقباط.. وقام المتشددون بمنع وصول سيارات الإطفاء للقرية لفترة طويلة, مشيرا إلي أنه سبق إرسال تحذيرات متتالية منذ تفجر الأزمة والمطالبة باتخاذ إجراءات وقائية لتأمين القرية ولكن لم يحدث.
قال شاهد عيان من أقباط القرية: عقب صلاة الجمعة سمعنا أصوات هتافات التكبير وخرجت أعداد من المساجد تجاه الكنيسة وكان عددهم 1000 شخص وقاموا بإشعال النيران في أخشاب داخل الكنيسة كانت تستخدم لإنهاء الجزء الأعلي من الكنيسة, وبعدها صعد العشرات بالآلات الحادة وهدموا القباب وسطح الكنيسة وجزءا من الأعمدة, والكنيسة مرخصة بتصريح رسمي رقم 42 لسنه 2010 باسم كنيسة مارجرجس وبترخيص دور أرضي وساحة الكنيسة ودور علوي للسيدات وقباب.
كان محافظ أسوان اللواء مصطفي السيد قال في تصريحات تليفزيونية له إن ما حدث بالقرية بسيط نافيا وجود كنيسة بالقرية وأنهاعبارة عن مضيفة وأن هناك تصريحا صدر خطأ من موظفي الوحدة المحليةبإحلال وتجديد المبني بنفس المساحة والارتفاع, ولكن المبني تجاوز الارتفاع المسموح بزيادة أربعة أمتار, وتم مطالبة الكنيسة بإزالة الجزء المخالف واستجابت لذلك ببدء إزالة القباب منذ أسبوع ولكن بطء عمل المقاول المكلف بذلك أدي لقيام الأهالي باتخاذ قرار بهدم القباب بيدهم وأن الكنائس في إدفو بخير وما تم حرقه مخزن مجاور للمضيفة التي كانت تحت الإنشاء وتمكنت قوات الإطفاء من إخمادها ونفي حدوث أي إصابات في الأرواح وأن هناك جلسات مع الشباب لإقناعهم بالعودة عن هذه التصرفات.
ورفض ميخائيل عبدالله أحد أعضاء مجلس الكنيسة بإدفو تصريحات المحافظ الذي أكد أن الأوراق الرسمية الحاصلة عليها صادرة باسم كنيسة مارجرجس وبها الأوراق والرسومات الهندسية ووضعت بها القباب مشيرا إلي أن المحافظ أدلي بهذه التصريحات أثناء تواجده بالقاهرة مؤكدا علي هدم أجزاء من الكنيسة بعد إحراقها وحرق 4 منازل للأقباط.
من جانب آخر نظم عشرات من الأقباط والحركات وقفة احتجاجية أمام دار القضاء ومسيرة من دوران شبرا يومي الجمعة والسبت احتجاجا علي قيام متشددين بحرق وهدم الكنيسة, ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالانفلات الأمني وعدم معاقبة الجناة في الأحداث الطائفية التي أدت لقيام المتشددين بالاستمرار في أفعالهم التي تهدد كيان الوحدة الوطنية وتعيق تحقيق إنجازات الثورة بترسيخ العدالة والمساواة.