بعد أن أوقفه الحي عدة مرات بسبب استكمال التراخيص والإجراءات الرسمية بدأ العمل في متحف المركبات الملكية, ثم ظهر خلاف جديد بين وزارة الخارجية والمجلس الأعلي للآثار حول تبعية أرض المشروع التي يقع عليها المتحف محل النزاع.. مشروع متحف المركبات بمنطقة بولاق بعد أن توقف لمدة قرابة الـ 6 سنوات يستكمل حاليا الترميم والتطوير فكان لـ وطني هذا التحقيق.
في البداية قال علي هلال رئيس قطاع المشروعات بالمجلس الأعلي للآثار إن هذا المتحف الذي يقع بشارع 26 يوليو ينفرد بأروع العربات الملكية الأثرية ابتداء من عهد الخديو إسماعيل أي منذ عام 1863 وحتي عهد الملك فؤاد بخلاف احتوائه علي أندر الأوسمة والنياشين وكذلك اللوحات الزيتية الفريدة.. وبدأ مشروع ترميم وتطوير هذا المتحف فعليا منذ عام 2002 وكان المقرر له الانتهاء 2007 بتكلفة إجمالية 47 مليون جنيه وحتي اليوم لم يكتمل.
الشخصيات الملكية
أكد محمد عبدالفتاح رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلي للآثار بأن التميز في هذا المتحف يرجع إلي أنه يضم مجموعة ضخمة من العربات الملكية ذات القيمة التاريخية وهي تشكل 22 نوعا مختلفا وهي تبلغ 96 عربة ملكية لعل أهمها العربة التي أهداها نابليون الثالث والملكة أوجيني للخديو إسماعيل بالإضافة إلي 38 لوحة زيتية أبداها كبار الفنانين لأهم شخصيات الأسرة المالكة وكذلك 246 قطعة من أندر الأوسمة والنياشين, 149 قطة عملة نقدية نادرة هذا إلي جانب الزي الرسمي لسائقي تلك العربات الملكية.
أوضح المهندس عبدالحميد قطب رئيس الإدارة المركزية للشئون الهندسية بالمجلس الأعلي للآثار قائلا إن المتحف يبدأ أولا بما يسمي المدخل شأنه مثل باقي قصور العائلة المالكة من حيث التصميم ويليه المبني الرئيسي والذي يتكون من طابقين كل طابق عبارة عن صالة رئيسية بمسطح إجمالي 2000 متر ثم يأتي مبني الوسط الذي يخترقه ممر يربط بين فناءي المبني والذي سيتم استغلاله كمعرض للمركبات كبيرة الحجم, وفي أقصي الجنوب مبني آخر يتكون من طابق واحد مسطحه 800 متر, أما المبني الأخير بالمتحف والذي يقع في الجزء الشرقي فهو يتكون من طابق واحد مسطحه 900 متر وكل تلك المباني سوف تصبح قاعات توزع عليها القطع الأثرية النادرة والتي سوف تعرض علي الجمهور, أما عن واجهات المتحف فقد تم تزيينها بحليات هندسية منحوتة علي حرف F كرمز للحرف الأول من اسم الملك فؤاد.
مشاكل التمويل
أما المهندس فاخر صبحي مدير الإدارة الهندسية بقطاع المشروعات بالمجلس الأعلي للآثار أوضح أن المتحف لن يغلق وجار الترميم به, ولكن المشكلة الحالية في التمويل المادي حيث رصد له 47 مليون جنيه لم يصل منها سوي 27 مليونا فقط وهذا ما سبب تأخيره حيث كان مقررا له الانتهاء آخر 2007 بعدما تم حله قضائيا تبعية أرض المتحف للآثار بدلا من تبعيتها لوزارة الخارجية, وأن ما تم إنجازه في المشروع حتي الآن هو حقن أساسات جميع المباني وعمل خزان مائي لفناء المتحف, وتم تجهيز مبني الوسط تمهيدا للبدء في إنشاء السقف الجمالوني وهو الجزء الوحيد الذي تم إنشاؤه في المشروع.
أكدت إيناس باسم المهندسة بالمشروع أنه تم الانتهاء من عمل الحوائط الخرسانية أو كما يطلق عليها هندسيا القمصان وكذلك الأعمدة والسلالم وأعمال الحفر وتربة الإحلال والخرسانة وأعمال البياض الشامل, شاملة الشبابيك والنوافذ, كما تم الانتهاء من الهيكل الخرساني بالنافورة وسط المبني. ونأمل أن التوقف الذي دام ما يقرب من 6 سنوات لا يستمر, حيث كان مقررا للمشروع أن يأخذ فترة ترميم من 2002 وينتهي 2007