تعقد بعد غد الثلاثاء القمة المصرية الأمريكية بين الرئيسين مبارك وباراك أوباما في البيت الأبيض, في ختام الزيارة التي يجريها الرئيس إلي الولايات المتحدة -وتعد الأولي منذ خمس سنوات – والتي بدأت أمس السبت متضمنة لقاءات مع كل من جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي, وهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية, وجيمس جونز مستشار الأمن القومي , وكذلك مجموعة من الشخصيات السياسية النافذة علي الساحة الأمريكية.
ومن المنتظر أن تشمل المباحثات التي يجريها الرئيس العديد من الموضوعات أبرزها تطورات الأوضاع الإقليمية, وخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية, والسعي الأمريكي لدفع عملية السلام في المنطقة, والقضايا الإقليمية الأخري وأبرزها النفوذ الإيراني المتزايد في منطقة الشرق الأوسط,وتطورات الأوضاع في السودان, وكذلك سبل تعزيز العلاقات الثنائية المصرية- الأمريكية علي الصعيدين السياسي والاقتصادي حيث أكد المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة في تصريح له بمناسبة الزيارة أن العلاقات الاقتصادية بين مصر والولايات المتحدة تشهد تطورا كبيرا سواء في التجارة البينية أو الاستثمارات المشتركة, ويتضح ذلك من ارتفاع حجم التبادل التجاري من 2ر4 مليار دولار في عام 2005 إلي 4ر8 مليار دولار بنهاية العام الماضي.
وأظهر تقرير أمريكي صدر حديثا عن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط أن اللقاء المرتقب بين الرئيسين مبارك وأوباما سيشهد ##تحولا## من جانب الولايات المتحدة باتجاه مصر, كرد فعل علي عدم استجابة السعودية لمبادرات أوباما السابقة, وأشار إلي أن الاستجابات السعودية ##الباردة, بل والرافضة## لهذه المبادرات ربما تدفع الرئيس الأمريكي نحو مصر كحليف في المنطقة, بعد أن كانت السعودية الشريك المفضل لإدارة الرئيس السابق جورج بوش.
واعتبر التقرير الذي استعرض الخطوات التي اتخذتها الحكومة المصرية في مواجهة إيران في الآونة الأخيرة, ومن بينها ضبط ما عرف بـ##خلية حزب الله في مصر## والضغط علي حركة حماس في غزة وسماح القاهرة لسفن حربية إسرائيلية بالمرور في قناة السويس, اعتبر أن كل خطوة اتخذتها مصر بشأن هذه القضايا الخطيرة أسهمت في تحسين مصالح الأمن القومي المصري, وألمح التقرير أيضا إلي أن زيارة الرئيس مبارك ستكون الموعد المناسب لإعادة وضع قضايا الحكم علي الأجندة الثنائية بطريقة جادة, إن لم تكن علنية مشيرا إلي أن أوباما في خطابه في القاهرة فشل في أن يشير مباشرة إلي مصر أو يواجه العالم العربي بشأن مشكلات الديموقراطية والحكم مثلما واجه الأفارقة في غانا.
وتناقلت وكالات الأنباء إعلان تحالف المنظمات القبطية بالولايات المتحدة عن نجاحه في الحصول علي تصريح بالتظاهر داخل حديقة البيت الأبيض خلال زيارة الرئيس مبارك, في الوقت الذي قامت عدة جمعيات ومنظمات تابعة للحكومة بحجز الشوارع المحيطة بالبيت الأبيض لتنظيم مظاهرات تأييد للرئيس مبارك, ويتزامن ذلك مع رفض الكنيسة القبطية وبعض المنظمات القبطية في الولايات المتحدة لفكرة التظاهر أثناء زيارة الرئيس مبارك للولايات المتحدة.
تجدر الإشارة إلي أن اللقاء المرتقب بين الرئيسين مبارك وأوباما سيكون اللقاء الثالث بينهما, حيث التقيا في القاهرة عندما استقبل الرئيس مبارك الرئيس الأمريكي بقصر القبة بالقاهرة خلال زيارة أوباما لمصر في الرابع من يونية الماضي والتي وجه خلالها رسالته للعالم الإسلامي من القاهرة,
أما اللقاء الثاني الذي جمع بينهما في يوليو الماضي في مدينة (لاكويلا) الإيطالية علي هامش قمة مجموعة الثماني.