عندما يظل الفكر حبيس العقل يؤدي ذلك إلي تأخر الشعوب وتخلفها,فالفكر نتاج التقدم والقوة الدافعة للتغيرات السريعة في المجتمعات,فوجود آلية لخروج الفكر من العقل يساهم في حل أزمات ومشكلات قائمة…لهذا قام بعض الشباب بمبادرة لإنشاء بنك للأفكار.
حول هذه الفكرة وما مدي الإقبال علي هذا البنك؟ومعايير صلاحية الأفكار القابلة للتنفيذ؟كان لنا هذا التحقيق…
في البداية يقول أحمد زنون-صحفي بجريدة المستقبل الدولي بمحافظة الشرقية ومؤسس جمعية بنك الأفكار:
نقوم بتجميع الأفكار التي تصل إلينا وعرضها علي لجان متخصصة داخل البنك لاستخلاص الأفكار الصالحة والاستفادة منها في الحياة العامة,وبالفعل تم الإعداد للفكرة وتحضير مقر لها بمحافظة الشرقية ولاقت هذه الفكرة إقبالا من الشباب حتي وصل عدد أعضاء الجمعية إلي خمسين عضوا.
إطارات ملونة…للسيارات
يضيف زنون أن الباب مفتوح لتلقي الأفكار في مختلف المجالات وعلي سبيل المثال جار تنفيذ فكرة تقوم علي تصنيع إطارات سيارات ملونة,وذلك للخروج عن نطاق اللون الأسود المضاد,وإدخال التعديل في لون الإطارات علي السيارات والموديلات المصنعة والقيام بتصعنيها وطرحها في الأسواق لدي جميع التجار لإعطاء فرصة لجميع مالكي السيارات الذين يرغبون في التغيير تماشيا مع الأذواق. ولاقت الفكرة الترحيب من جهة المسئولين في وزارة الصناعة والمجلس القومي للبحوث وجار تنفيذها.
وزارة للأفكار الجديدة
ويوضح صاحب الفكرة أن الجمعية طالبت بإنشاء وزارة للأفكار الجديدة لحل مشاكل الشباب وقال:تصوري أن يكون مقر الوزارة في القاهرة العاصمة علي أن يتم إنشاء فروع لها في محافظات مصر ويتم تجميع الأفكار الجديدة التي تصل من المواطنين إلي فروع الوزارة في المحافظات شهريا وإرسالها لمقر الوزارة الرئيسي الذي يقوم بدوره بعرضها علي لجان متخصصة من كبار المفكرين والكتاب والأدباء والمتخصصين والعلماء لدراستها واختيار أهم الأفكار منها لتطبيقها والاستفادة بها في حياتنا وفي نهاية العام يتم تجميع الأفكار الصالحة في كتاب واحد تجمع فيه خلاصة أفكار المواطنين لتطوير وتحديث بلدهم حيث يكتب اسم وبيانات صاحب كل فكرة جديدة في هذا الكتاب, ويتم صرف مكافأة مالية لكل صاحب فكرة جديدة وتلتزم جميع الوزارات والهيئات بتنفيذ جميع الأفكار التي أقرتها وزارة الأفكار الجديدة.موضحا أن فكرة الوزارة تخلق نوعا من الاندماج والتعاون بين الحكومات والشعوب للمشاركة في تطور الحياة.
من جانبه يقول أحمد بكري-أحد مؤسسي بنك الأفكار إن أهداف الجمعية هي ترويج الأفكار الجديدة التي يقرر صلاحيتها أو عدم صلاحيتها نخبة من المتخصصين وبعد ذلك يتم عمل إجراءات تسجيل هذه الفكرة علي اسم صاحبها في الشهر العقاري بحضور مندوب الجمعية,وأضاف أن الجمعية تتكون من مجموعة من الشباب ويرعاهم نخبة من أساتذة الجامعة المتخصصين في عدة مجالات, وأشار إلي أن الأفكار التي ترد إلي الجمعية يتم تقسيمها إلي جزئين جزء ينفذ طبقا لحدود الجمعية وإمكاناتها كأفكار خاصة بالبيئة وجزء آخر يرفع للجهات المعينة بالتنفيذ لترعاها.
وتقول د.هناء فاروق-مدرس مساعد بكلية الإعلام -جامعة القاهرة إنه بالنسبة لحقوق الملكية الفكرية فهي تشمل الحقوق الأدبية للمؤلف والحقوق المادية والحقوق الأدبية تعني حق المؤلف في التحكم في نشر مؤلفه أو عرضه علي الجمهور من خلال وضع اسمه علي العمل وأن ينسب إليه أما الحقوق المادية فتمثل في الإيراد الذي يتلقاه المؤلف ماقبل جهده العقلي في إنتاج مصنفه ومقابل استقلاله سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وحقوق المؤلف محمية لمدة50 سنة وبعد الوفاة15سنة.
براءات الاختراع…حبيسة الأدراج
وأشارت د.هناء إلي عدم وجود مناخ يؤيد الابتكار والمبادرات الفردية في مصر,فلا يوجد عمل جماعي ينتج منتجا متكاملامثل كوريا الجنوبية فدليل وجود أي نشاط داخل المجتمع هو الشباب فهم الذين لديهم أفكار كثيرة وهم العقل المفكر,ولكنهم لا يجدون من يرعاهم أو يدعمهم فلابد للدولة أن تتدخل وتضع أجندة أولويات وتقوم بتقديم الدعم المالي وإذا عجزت تستعين بدعم أجنبي وأوضحت أن أكاديمية البحث العلمي يوجد فيها الكثير من براءات الاختراع ولكن كلها تترك حبيسة الأدراج.