استكمالا للمبادئ النبيلة التي نادت بها ثورة يناير المجيدة, وانطلاقا من تحسين صورة الجهات الحكومية المنطبعة لدي الشعب منذ عقود سحيقة أطلق د. جودة عبدالخالق وزير التضامن الاجتماعي دعوة إلي الشباب في محافظات مصر المختلفة, من خلال إعلانات مطبوعة انتشرت بتلك المحافظات مطالبة الشباب بالتطوع للعمل الرقابي علي المؤسسات والأجهزة التابعة للوزارة لأنها حاجة إلي مجهودات الشباب الثوري العظيم في الرقابة علي المخابز وعلي توزيع أنابيب البوتاجاز وتحقيق النزاهة وعدالة التوزيع بين فئات الشعب الراغبة في متطلباتها الأساسية المعيشية, وللوقوف علي مدي قابلية الشباب للتطوع سألنا أحمد عادل – 21 سنة – يسكن بحي عين شمس فقال: إنها مبادرة رائعة ولو أني لم أعلم بها إلا من خلالكم الآن ولكني سأبحث أكثر وأتقدم لها بلاشك ولا يهمني عدم وجود المقابل المادي إطلاقا فالجميع يعلم الحال الذي وصلت إليه مصر واقتصادها وصعوبة البحث عن عمل مجزي قبل تحقيق أهداف الثورة النبيلة فدعونا نعمل تطوعيا حتي تجني البلاد ثمار ذلك وتنهض علي أقدامها ثم نطلب المقابل.
وقالت أمل محمد – 28 سنة – تسكن بالشروق: لقد تقدمت فعلا رغم استلامي عمل بالفعل في دار حضانة إلا أن العمل في هذا الجانب له إحساس مختلف وتكفي المساهمة في تحقيق العدل ومراقبة المهربين والمستغلين للظروف ومنعهم من تطبيق البلطجة والجشع علي المواطنين.
بينما قال جون لبيب – 25 سنة – يسكن بحي عين شمس: لقد شهدت مصر انهيارا كاملا في الشهور الماضية ويكفينا أننا مازلنا أحياء ونجد قوت يومنا وإذا كانت الثورة نجحت كما تقولون فليكن كل شخص رقيب لنفسه ضد الجشع والفساد ووفروا المتطوعين لأعمالهم أو وفروا لهم مقابل لعملهم حتي يستطيعوا الاستمرار فأي مقابل مهما كان بسيطا سيشجع الشباب المتطوع علي الاستمرار والشعور بنتيجة ما يفعلون أكثر من العمل بلاأي عائد في ظل ظروف غريبة تعم البلاد.
- ورغم جمال المبادرة وتمني الشبب بتكرارها في عدة مجالات إلا أن صداها جاء بين مؤيد ومعارض فرجعنا للمسئولين لتطمين الشباب بجدية المبادرة والحديث عن استفسارات أكثر.
هل تنجح اللجان الشعبية المؤلفة من مجموعة من شباب وشابات مصر في المساهمة في الرقابة علي منظومة الدعم؟ التي تشمل العديد من القطاعات أهمها المخابز في جميع الأحياء التي تبيع الخبز بشكل مدعم من خزانة الدولة حتي يصل لمستحقيه وكذلك مستودعات اسطوانات البوتاجاز التي تقدم الاسطوانات للفئة التي تدخل في إطار مستحقي الدعم, دون تسربها للأعمال التجارية التي تدر ربحا علي أصحابها. وبالتالي فإن السؤال يطرح نفسه مرة أخري, لكل بشكل آخر: هل تستطيع اللجان الشعبية الشبابية المتطوعية أن تنجح في هذه المهمة الجديدة وهي مراقبة منظومة توزيع الخبز والبوتاجاز بالإضافة إلي تقديم بعض الخدمات الأخري, كما أعلن عنها شباب هذه اللجان.
في البداية أعرب الدكتور جودة عبدالخالق وزير التضامن والعدالة الاجتماعية – بعد توقيع الوزارة لبروتوكول التعاون المشترك مع كل من مؤسسة مصر الحياة للتنمية ومؤسسة مجد ثورة 25 يناير الذين يضما مجموعات الشباب في محافظات مصر أعضاء اللجان الشعبية – أن أحد أهم الأهداف الرئيسية لهذه اللجان هي رقابة منظومة الدعم وتأكيد وصوله لمستحقيه بتنفيذ مشروعات توزيع الخبز المدعم واسطوانات البوتاجاز بالإضافةإلي أهداف أخري مثل تدريب الشباب لإيجاد فرصة عمل وخدمة المجتمع, بالإضافة إلي تنفيذ مشروعات للتنمية الاجتماعية لنظافة أسطح العقارات والبدرومات وخدمات الرعاية الصحية للفئات الخاصة, كما أوضح أن الوزارة ملتزمة بمساعدة اللجان الشعبية في عمليات التدريب وتقديم الدعم الفني لإنشاء مراكز المعلومات للجان الشعبية.
وعن أهداف مشروع البروتوكول بين الوزارة واللجان الشعبية متمثلة في مؤسستي المجتمع المدني, قال أسامة أبواليزيد رئيس مجلس إدارة إحدي هذه المؤسسات: إن مشروع البروتوكول يهدف إلي التعاون بين مؤسسات الدولة المعنية ومنظمات المجتمع المدني والشباب من أجل تشكيل لجان التنمية الشعبية في كل مركز من مراكز مصر, حيث تتكون كل لجنة من هذه اللجان إلي فريق تنمية بشرية وفريق تنمية اجتماعية وفريق تنمية اقتصادية وفريق أمن شعبي بعد الحصول علي موافقة الجهات المختلفة.
كما تهدف لجان التنمية البشرية إلي محو الأمية وإعداد دورات تأهيل وظيفي وتعديل سلوكي بالإضافة إلي إعداد دورات لتوعية السياسة في مختلف المجالات, بالإضافة إلي مشروع مكتبة اللجنة, كما يهدف فريق التنمية الاقتصادية إلي تحديد قدرات أهالي المنطقة الكائن بها اللجنة ما بين غير قادر علي العمل بسبب السن أو العجز أو الإعاقة, أو قادر علي العمل ولكن يعاني من البطالة ثم يقوم الفريق بالمساعدة علي الحصول علي مستحقات غير القادرين في منظومة الدعم والمساعدة علي تأمين مجالات العمل.
كما يهدف فريق التنمية الاجتماعية إلي القيام بمشروعات النظافة المتعلقة بتنظيف أسطح العقارات والبادرومات وخدمات الرعاية الصحية ورعاية الفئات الخاصة والتوعية بأهمية المواطنة والسماحة الدينية.
وأضاف حمدي الفقي منسق اللجان الشعبية علي مستوي الجمهورية والمتحدث الرسمي بلسانها أن فريق الأمن الشعبي يهدف إلي القيام بمشروعات رقابية علي منظومة الدعم والتأكد من وصوله إلي مستحقيه بتنفيذ مشروعات لتوزيع الخبز المدعم والبوتاجاز وكافة منظومة توصيل الدعم لمستحقيه وحل المشاكل الناجمة عن ذلك. بالإضافة إلي وضع خطط وآليات عمل لمشروعات تنموية للشباب والمساهمة معها في تنفيذها, وتدريب قيادات من الشباب علي العمل التطوعي وفكر اللجان ليكونوا نواة مدربين لتدريب كوادر من شباب المحافظات علي العمل التطوعي عامة وفكر وعمل اللجان خاصة.
كذلك تدريب الشباب علي العمل لإيجاد فرص عمل لهم في مجالات مرتبطة باللجان مثل العمل كعمال أفران أو مدربين تنمية بشرية أو مدرسين محو أمية, والعمل علي التعاون مع الجمعيات والمؤسسات الأهلية للقيام بدور فاعل فيما يتعلق بخدمة المجتمع والمشروعات التنموية للمساعدة في تطبيق سياسات واستراتيجيات أهداف المشروع.