الحب معني كبير في حياة البشرية, قد يختلف الكثيرون في نظرتهم للحب, لكن الأكيد أن الحب هو القيمة الأسمي في الحياة.. وجميع الأديان السماوية تؤكد ذلك فالمسيحية تري الحب علي أنه البذل والتضحية والعطاء لأنه مكتوب لأنه هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له حياة أبدية يو 3:16. كما عرف الإسلام الحب علي أنه مودة ورحمة بقوله تعالي وجعلنا بينكم مودة ورحمة. وتختلف رؤانا للحب.. وكيف نحب؟ وماذا نحب؟ فالجميع يحب ولكن كل علي طريقته,فالحب أنواع فهناك حب ينمو مع الإنسان كحب الأسرة وحب الذات وحب الوطن وهناك حب يكتسب مع الزمن كحب الأصدقاء أو حب الجنس الآخر وعلي الرغم من كل هذه المفاهيم إلا أننا أردنا أن نصل إلي معناه الحقيقي لذا طرحنا هذا التساؤل, ما هو الحب؟!!!
يقول ثروت عبدالسميع المشرف علي إدارة المعجمات بمجمع اللغة العربية إن التعريف اللغوي للحب هو ميل الأشخاص للأشياء العزيزة أو الجذابة كحب الأبناء وحب المال وحب الوطن وقد يتركز حول النفس فيصبح حبا للذات أو يجاوزها فيصبح عزريا أو أفلاطونيا بل صوفيا حبا لله وهو ما يعني أنه قد يتعدي الحسيات ليصل إلي حب الصفات أو حب الله من خلال شخص معين دون الالتفات إلي الشهوات وهذا التعريف علي حسب كتاب المعجم الكبير الصادر عن مجمع اللغة العربية.
أما الدكتور سيد صبحي أستاذ الصحة النفسية والعميد الأسبق لكلية التربية النوعية بجامعة ع. شمس فيقول إن الحب هو طاقة انفعالية عالية جدا لابد وأن تحدث بما يسمي الوصال الوجداني بين فرد وآخر, موضحا أن هذا الوصال الوجداني يقوم علي عدة عوامل أساسية: الوعي المشترك والتميز والحرص والانتماء فهذه العوامل هي التي تتداخل لتكمل هذا التواصل.
وحول أسباب تغير مفهوم الحب لدي الكثير من الشباب يقول إن السبب الرئيسي في ذلك يرجع إلي ضعف الثقافة العامة وانتشار الأفكار المغلوطة خاصة عن طريق شبكة الإنترنت أو الفضائيات والتي حولت الحب إلي شهوة جنسية فقط.
وتضيف الدكتورة زينب شاهين مستشارة تنمية المرأة أن هناك عناصر أساسية لتكوين الحب وهي المشاركة بين الأطراف والتي تؤدي إلي معرفة كل طرف بالآخر,مما يتسبب في إحداث التفاهم وهو ما يؤدي إلي تحمل كل فرد مسئوليته وبالتالي ينتج عن ذلك عناية كل طرف بالآخر, أي أن المشاركة والمعرفة والتفهم وتحمل المسئولية وعناية كل طرف بالآخر هي عناصر تدعيم الحب وعن كيفية بدء الحب تشير إلي أن الحوار يعد هو البداية لأي حب حيث إن الحوار يؤدي إلي مشاركة مرورا بعد ذلك بالعناصر الأساسية للحب..
وعن الحب من أول نظرة تقول إنه يعد كبوابة للحوار لذا فهو يعد بداية فقط ولا يعتبر حبا كامل النمو.
وحول وصف البعض للحب علي أنه ضعف تقول إن الحب ليس ضعفا ولكنه يعد منتهي القوة لأنه يعتمد علي تحمل المسئولية والمشاركة والقدرة علي العطاء.
وعن أسباب تغير مفهوم الحب لدي الشباب؟
تشير إلي أن مفهوم الحب يتغير من وقت لآخر علي حسب المعطيات الثقافية والاجتماعية والنفسية التي يعيشها المجتمع في كل مرحلة زمنية.