أثار ارتباط اسم سوزان مبارك بحملات التطعيم ضد شلل الأطفال, جدلا في بعض الأوساط العائلية خاصة الأمهات, متساءلات هل ستتوقف تلك الحملات مع رحيل من ترعاها؟ وما علاقتها هي بهذا الأمر؟
عندما بحثنا وجدنا أن تلك الحملات ترعاها وتمولها حقيقة.. كل من منظمة الصحة العالمية والروتاري الدولي ومراكز الولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها واليونيسيف. والدافع هو استئصال شلل الأطفال من كل بلدان العالم.
ووجود اسم سوزان مبارك (شرفيا), بالإضافة إلي أنها كانت من أبرز الشخصيات التي كانت علي صلة بتلك الجهات المدعمة لهذه الحملات. وفي هذا الصدد طمئننا الدكتور سلام عبدالمنعم وكيل وزارة الصحة, قائلا: إن التطعيمات الدورية اليومية مستمرة لا مساس بها, وأيضا حملات التطعيم ضد شلل الأطفال مستمرة, وهي تتمثل في حملتين الأولي في شهر مايو مع بداية دخول الصيف, والحملة الأخري في شهر أكتوبر – نوفمبر مع بداية دخول الشتاء. وهي جرعات تنشيطية للوقاية من المرض خاصة في حالة انتقاله من إحدي البلدان الأخري, حيث يحسب لمصر الآن أنها خالية تماما من مرض شلل الأطفال.
ذكر أيضا الدكتور عمرو قنديل مدير عام الإدارة العامة لمكافحة الأمراض المعدية أن الحملات القومية لمكافحة شلل الأطفال تأتي إلي جانب التطعيمات الثابتة التي يتناولها الأطفال 6مرات منذ ولادتهم حتي بلوغهم عمر18 شهرا, ويسري ذلك علي كل أطفال مصر في هذه السن, وأن آخر حالة شلل أطفال تم تسجيلها في مصر كانت في مايو2004, ومنذ ذلك التاريخ لم تظهر حالة في مصر, لذا تم إعلان مصر في مارس.2006
الدكتور أيمن إميل إسكندر أستاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة , واستشاري مناظير الجهاز الهضمي بمستشفي أبو الريش – يوضح لنا ماهية هذا المرض – لا قدر الله إن ظهر – فهو مرض فيروسي يغزو الجهاز العصبي وهو كفيل بإحداث الشلل التام في غضون ساعات من الزمن. ويدخل الفيروس جسم الإنسان عبر الفم ويتكاثر في الأمعاء. وتتمثل أعراض المرض الأولية في الحمي والتعب والصداع والتقيؤ وتيبس الرقبة والشعور بألم في الأطراف. وتؤدي حالة من أصل 200 حالة إلي الإصابة بشلل لا يشفي منه (عادة في الساقين). ويلقي 5% إلي 10% من المصابين بالشلل حتفهم عندما تتوقف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها. ويصيب هذا المرض الأطفال دون السادسة لذا فتلك الجرعات تعطي للأطفال حتي ذلك السن. ويجب أن تعطي الجرعات الوقائية حتي وإن اختفي المرض من مصر, فحسب تقارير منظمة الصحة العالمية إذا بقي طفل واحد مصابا بفيروس شلل الأطفال يصبح أطفال جميع البلدان معرضين لخطر الإصابة بالمرض. ففي الفترة الممتدة بين عامي 2009 و2010 شهدت 23 بلدا كانت فيما مضي خالية من شلل الأطفال عودة ظهور المرض فيها جراء وفود الفيروس إليها.
الجدير بالذكر أنه في عام 2010 لم يعد شلل الأطفال يتوطن إلا أربعة بلدان في العالم, بعدما كان يتوطن أكثر من 125 بلدا في عام .1988 والبلدان الأربعة التي لا يزال المرض يتوطنها هي أفغانستان والهند ونيجيريا وباكستان.
ويبقي السؤال: هل ستستمر حملات التطعيم ضد شلل الأطفال في مايو وأكتوبر القادمين؟!