ثورة 25 يناير دقت ناقوس الخطر إلي كل من يمارس القهر أو الكبت في أي مجال.. بل لم يعد كافيا أن تسمع ابنك أو تلميذك وإنما أن تنصت وتحاور بكل ما تعنيه الكلمة لتصلوا معا إلي حلول مقنعة لهم.. فحرية التعبير لا تكتمل إلا بمن يعي أبعادها ويتفاعل معها.
احذروا أن تكونوا سلطاويين
يقول د. ثروت إسحق أستاذ الاجتماع بجامعة عين شمس: لابد أن نعلم الأولاد الحوار الجيد الذي تقيمه مع الآخر وأن يحرص الأهالي علي تعليمهم محبة الآخر واحترامه رغم الاختلاف معه فمشكلة الأهالي أو الكبار أنهم يريدون الأولاد نسخة كربونية منهم سواء المدرس في المدرسة أو الآباء في المنزل أو كل مسئول يدير مؤسسة, أيضا فلابد أن نلغي هذه الفكرة أنه آن الأوان لكي نعرف أن التسلط خطأ فادح في المعاملة ودائما أقول احذروا ثورة الشباب الكامنة من كثرة الضغوط عليهم فهذا الجيل ليس جيل الآباء والأمهات, جيلنا كان يسمع ولا يناقش الآباء والكبار ونقبل أيديهم لكن الآن لابد من عدم فرض السيطرة بل نتحاور, ولا يوجد الآن وقت لغير ذلك فالأهالي عندما يفرضون علي الابن دخول كلية معينة يقبلها دون رغبة, هذا خطأ سوف يؤدي به إلي عدم نجاحه بسبب الضغط عليه!
فالحوار هو السبيل الوحيد مع الأطفال منذ الصغر بل وأقول مع التربية بل وأقول نبدأ في التربية قبل أن يولد الطفل بـ30 عاما أي تربية الأم والأب أولا قبل تربية الطفل لأنه يري قبل أن يسمع فالطفل لابد من النقاش والحوار معه في فترتي ابتدائي وثانوي ولابد من الحوار معه حتي الكبر وتتعامل مع الطفل باعتبار أنه إنسان له رأي ويفهم ما يدور حوله, لابد أن نعلمهم أن العنف يؤدي إلي عدم التسامح مع الآخرين وبالتالي عدم قبوله للحوار.
فالشخصية المستبدة غير قادرة علي التسامح مع الأفكار والآراء وتكون شخصية مستبدة ولابد من التسامح أولا مع النفس ثم الآخر, فالحوار يحتاج إلي تعلم لغة من نحاوره وعدم الاستعلاء.
ويضيف د. ثروت: احذروا ثورة الشباب أيها القادة فلديهم قاموس يستخدمونه اسمه كبر دماغك يري الكبار أنهم لا يفهمون مثلهم, فيتعاملون معهم ومع نصائحهم بهذا المنطلق بل ويصمتون في بعض الأحيان ويقومون بثورة العناد ويرفعوا الأعلام ضد الكبار ومن المفيد التعامل مع الصغار باحترام وتفهم لمطالبهم أول بأول حتي لا تأتي لحظة هذا الانفجار فمثلا عندما تكون هناك مشكلة للأطفال في المدارس نجد الآباء يتركون أولادهم ويذهبون إلي إدارة المدرسة للتفاهم معها ويتجاهلون الأولاد ونجد الطفل ناقما علي أهله بسبب ذلك التجاهل في الاستماع لرأيه.
فنحن الذين نربي المستبدين لكي يكونوا مستبدين ونخلق الشخصية الديكتاتورية لابد أيضا في مثل هذه الحالة أن الأسرة تحتضن الابن ورجل الدين يحتضنه والمؤسسات الاجتماعية تحتضنه وعلينا دفعهم للمشاركة في النشاط الفني والموسيقي في المدارس, فهناك مقولة تقول: علموا أولادكم الفنون ثم بعد ذلك أغلقوا السجون وهي لأفلاطون.
تقول د. فيبي وفيق عطا أستاذة علم النفس والأمراض النفسية والعصبية والمشورة الأسرية إنه لابد أن يسمح الآباء لأولادهم بالتعبير عن آرائهم ولا يضعونهم في قالب معين يريدونهم عليه, فمشكلة الأولاد هي عدم سماع الأهالي لهم, علينا أن نحرص علي سماع أولادنا وننمي عندهم ملكات وقدرات التعبير عن النفس ليحسنوا إعلان آرائهم, والآباء ليس لديهم حماس لقبول آراء أولادهم, مما يخلق في نفوسهم وعقولهم مشاعر وأفكار القهر والتسلط, علينا أن نحرص علي الحوار مع أطفالنا من الصغر وأن نعطيهم قيمة الحوار, وحب الآخرين مهما اختلفنا معهم.