ظن الناس أن المدارس بعد الثورة ستكون أفضل ولكن حدث عكس ذلك حيث طالت الإضرابات والاعتصامات قطاع التعليم في الكثير من المحافظات.
وبدأ العام الدراسي دون معلم يشرح والمعلم مشغولا بحاله ومستقبله فنجد المدارس بها فوضي عارمة وأصبحت أماكن يتجمع فيها التلاميذ فقط دون شرح فهل يترك أولادنا التعليم تضامنا مع معلميهم أم ماذا يفعلون في ظل هذا الإضراب؟ وكيف يذاكرون دروسهم حتي لا يضيع منهم عاما دراسيا؟ وكيف يتصرف الأهالي وما حال المدارس الآن هذا ما سوف يتطرق إليه تحقيقنا:
رصدت وطني حال أكثر من مدرسة في ظل إضراب المعلمين وكيف يمر اليوم الدراسي علي التلاميذ في المدارس يبدأ اليوم الدراسي كالمعتاد في ميعاده يوميا لكن المدرسين يتواجدون شكليا فقط ويجلسون أمام التلاميذ في الفصول دون شرح وقد يتلقون فقط أسئلة من التلاميذ في مختلف نواحي الحياة العامة بعض الفصول يمارسون الرياضة في الملعب. والبعض الآخر يجلس في الطرقات وتحدث مشاكل عديدة بين التلاميذ نتيجة فراغ اليوم الدراسي مما يضطر الأسر إلي أخذ أولادهم من المدارس أو عدم إرسالهم أصلا حتي ينتهي الإضراب خوفا علي أولادهم من العنف بينهم بينما مدارس أخري تمارس فيها أنشطة فنية ورياضية في ظل وجود انضباط.
وعن كيفية الخروج من هذا المأزق يقول د. رؤوف عزمي توفيق أستاذ تكنولوجيا العلم بالمركز القومي للبحوث التربوية إلي أن تحل المشكلة لابد من إيجاد البدائل وهي متابعة التعليم الإلكتروني والدروس التي تذاع علي قنوات التليفزيون.
ولأن من جهة أخري يعرف التلاميذ أنه توجد أزمة حتي يحصل المدرس علي حقوقه وكرامته وفكرة غياب الأولاد عن المدارس وعدم الذهاب إليها أشار د. رؤوف إلي أنه لايمكن الاستغناء عن المدارس أو اختزالها في الدروس الخصوصية فقط لأن المدرسة تساهم بشكل أساسي في تكوين شخصية الطفل وصداقاته مع الغير ففكرة تشجيع الأهالي علي غياب الأولاد في هذه الفترة فكرة خاطئة جدا لأن عملية التعليم عن بعد حتي في الدول المتقدمة يتخللها الذهاب إلي المدرسة أو ممارسة الأنشطة ومقابلة المعلم.
ويقول د/كمال مغيث الخبير التربوي أن لغياب المعلم عن المدرسة أثرا سلبيا وآخر إيجابيا فالأثر السلبي لغيابه عن المدرسة هو التأثير الأساسي علي شرح الدروس وارتباطها بالشهور الدراسية ومن الممكن أن يكون التلاميذ من أنفسهم مجموعات تقوية تضم طلبة متفوقين يساعدون زملاءهم في مواعيد محددة معلنة تطوعا.
يقول محمد دياب مقرر الاتحاد الحر لمعلمي مصر لابد أن يكون لدي أولياء الأمور وعي بحق المعلم وخاصة أن من ضمن مطالب المعلمين المضربين المطالبة بتطوير المناهج والنظر إلي المدراس وبخاصة في الأرياف والقري المعدمة وهي لا تصلح للتعليم فالمعلم لايسعي فقط لتحسين أحواله المعيشية الخاصة لكنه يطالب بتطوير التعليم.