تجري انتخابات مجلس الشعب في نوفمبر من هذا العام مما يفتح المجال لترشح بعض الأشخاص المعاقين للفوز بعضوبة البرلمان. وأعلن 5مواطنين من ذوي الإعاقة ينتمون لمحافظات القاهرة والجيزة والمنوفية وسوهاج والغربية عن نيتهم خوض تجربة الانتخابات. وهي خطوة جيدة بكل تأكيد تمثل تحديا جديدا من نوعه. ولكن هل تكفي هذه الخطوة للتأثير إيجابيا وزيادة المشاركة السياسية للأشخاص المعاقين أم أن هناك خطوات أخري يجب أن تحدث بالتوازي معها لتحقيق المشاركة السياسية الفعالة للأشخاص المعاقين؟
حول هذا الموضوع تحدثنا إلي غريب سليمان المنسق العام للتحالف المصري لحقوق ذوي الإعاقة فقال: في حقيقة الأمر لا توجد مشاركة سياسة حقيقية في الوقت الحالي ولكن شهدت ساحة الاحتجاجات المصرية خلال الشهور القليلة الماضية عددا من التحركات المنظمة التي قام بها الأشخاص ذوو الإعاقة للمطالبة ببعض الحقوق الأساسية, وكان ذلك بمثابة مفاجأة غير متوقعة للكثيرين, فمن كان يتوقع أن الأشخاص ذوي الإعاقة المعزولين عن الحياة الاجتماعية, والمكبلين بصعوبات مادية وثقافية طاردة لهم, قادرون علي تنظيم أنفسهم وفرض مطالبهم علي أجندة الحركة الاجتماعية المصرية؟لقد توالت الحركات المناصرة لحقوق ذوي الإعاقة مثل حركة 7ملايين وغيرها.ولكن بالرغم مما حققته الحركة من نجاحات مهمة إلا أنها عانت من تباينات وتناقضات قللت من حجم المكاسب وعطلت من تقدم الحركة وتقويتها, فمن الناحية الإيجابية كسرت الحركة حاجز الصمت والعزلة الذي عانت منه طويلا, واستطاعت أن تبلور خبرة في التنظيم والتحرك, كما نجحت بالتأكيد في فرض وجودها ومطالبها علي مختلف المستويات الرسمية والأهلية علي السواء.
وأضاف غريب قائلا: نحن في التحالف المصري لحقوق ذوي الإعاقة نعمل علي ترسيخ وتدعيم مبدأ المشاركة السياسية للمعاقين ولكن ليس بمعني المشاركة في الانتخابات فقط إنما بمعني آخر أشمل ألا وهو تكوين جماعات الضغط من أجل الحصول علي الحقوق خاصة أنه كما أشرت لا توجد مشاركة سياسية حقيقية في مجتمعنا حتي الآن. أما من يقومون بإيهام الناس بأن المشاركة السياسية تتمثل بشكل أساسي في الانتخابات فهذا غير حقيقي ويعد أمرا لا يتناسب مع الواقع المصري الحالي. فنحن نعلم كيف سارت الانتخابات في مجلس الشوري وهي مؤشر لما سيحدث في انتخابات مجلس الشعب القادمة.
كما أوضح غريب: المشاركة السياسية لذوي الإعاقة يجب أن تبدأ بتعلمهم كيف يكونون جماعات ضغط وينظمون أنفسهم فهذا هو الهدف الحالي. لكن السؤال المطروح: هل الأفضل أننا نقوم بتدريبهم علي خوض تجربة الانتخابات أم أن هناك أولوية لتدريبهم علي تكوين جماعات ضغط وتنظيم أنفسهم أولا؟ بالإضافة إلي ذلك فإن المشاركة السياسية لها أوجه كثيرة سواء كانت بالانضمام للأحزاب أو التظاهر بالشارع أو التوجه لصناديق الانتخابات للإدلاء بأصواتهم فلماذا إذا نختصر المشاركة السياسية في الانتخابات أو الترشح فقط؟!!! وهي في النهاية مجرد جزء من المشاركة السياسية.
وتساءل غريب: هل يعني التحاق ذوي الإعاقة بالبرلمان نهاية لمشاكل ذوي الإعاقة؟! بالطبع لا فأي مواطن حينما يصبح عضوا بالبرلمان لا يتمثل دوره في التعبير عن الفئة التي ينتمي إليها والمطالبة بحقوقها, فالبرلمان ليس مجالا لذلك, فعلي سبيل المثال حينما تكون امرأة عضوة برلمانية فهل ينحصر دورها في الدفاع عن حقوق المرأة ومناهضة العنف ضدها؟ هذا لا يحدث فهي تطالب بحقوق المجتمع بشكل عام لأنها من المفترض تعبر عنه.
أضاف غريب: إنني لست ضد ترشح أشخاص من ذوي الإعاقة للبرلمان ولكني لست مع الذين يفهمون أن وجود ذوي الإعاقة بالبرلمان هو الذي سيحل جميع مشاكلهم الحالية والمستقبلية.