300مليار دولار حجم رؤوس أموال المصارف العربية…و1.5تريليون دولار حجم الودائع
تركيا تبحث عن دور اقتصادي وتدعو رؤوس الأموال العربية للاستثمار فيها
أنهي المؤتمر المصرفي العربي السنوي للعام الحالي أعماله بالعاصمة اللبنانية بيروت بعدد من التوصيات شارك في صياغتها نخبة من كبار المصرفيين العرب.وأوصي المؤتمر المصارف العربية بضرورة استثمار الفرص التي وفرتها الأزمة المالية العالمية من أجل استقطابها للموارد المالية العربية وإدارتها وتوظيفها في اقتصاداتها الوطنية بشرط التزامها الضوابط المصرفية والمالية السليمة.
وطالب المؤتمر بأهمية توجيه رؤوس الأموال العربية للاستثمار في الاقتصاد الحقيقي في بلادها, وكذلك في عمليات الاستثمار البيني العربي لأن من شأن ذلك أن يؤدي ليس فقط لتحصين المصارف والاقتصادات العربية في وجه المخاطر والتحديات وإنما من شأنه أيضا المساهمة في تحقيق التنمية الشاملة للمجتمعات العربية, فضلا عن أن هذا الاستثمار أكثر ربحا وأمانا من الاستثمار في قطاعات ريعية في الخارج. ولعل من التوصيات التي حظيت بموافقة جماعية ضرورة مشاركة المصارف العربية في صياغة التشريعات والقرارات المالية والمصرفية وصولا إلي استراتيجية مصرفية ومالية عربية تتواءم مع متطلبات الانفتاح المصرفي العربي علي المجتمع الدولي.
الجديد بالذكر أن مؤتمر المصارف العربية لهذا العام عقد تحت عنوانالدور الدولي الجديد للمصارف العربية برعاية رئيس وزراء لبنانسعد الحرير ومشاركة رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا ولفيف من وزراء المال والاقتصاد العرب, وكذلك محافظي المصارف المركزية ورؤساء ومديري العديد من المصارف في الدول العربية. وقد نظم المؤتمر اتحاد المصارف العربية بالتنسيق والتعاون مع الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب, ومجلس الوحدة الاقتصادية العربية, ومصرف لبنان المركزي, وجمعية مصارف لبنان. وقد ناقش المؤتمر موضوعات عديدة تتعلق بالتكامل المصرفي العربي, وإنشاء تكتل مصرفي عربي, وآفاق التعاون بين الأسواق المالية العربية والدولية, وتأثير التدفقات المالية في الاقتصادات العربية.
وفي كلمته طالبسعيد الحريري رئيس وزراء لبنان بتطوير الرؤية الاقتصادية التكاملية العربية, والنظر لما هو أبعد من الحدود الجغرافية بتكوين تكتل اقتصادي ومصرفي, مشيرا إلي أن الأزمة المالية والاقتصادية كانت في إحدي مراحلها أزمة مصرفية دولية إلا أن المصارف العربية استطاعت أن تنأي بنفسها بدرجة كبيرة عن هذه الأزمة بفضل الإدارة الواعية لمصارفنا العربية والتي اعتمدت في سياساتها علي ما يسمي بالحذر في عملياتها التوسعية, مؤكدا في أهمية التعاون المالي والاقتصادي مع دول الجوار لتأسيس تكتل إقليمي قوي.
ولفت الحريري انتباه المشاركين إلي أن بلاده شهد مرحلة من النمو نسبته 8% خلال العامين الماضيين وهي أعلي من معدل النمو الاقتصادي العالمي, موضحا أن هذه المرحلة المزدهرة بدأت إبان الأزمة المالية العالمية إذ استقطبت المصارف اللبنانية التدفقات المالية الباحثة عن ملاذ آمن وعن بيئة مشجعة للاستثمار في قطاعات كثيرة واعدة.
وأكدالحريري التطلع إلي تعزيز قنوات التعاون بين لبنان وتركيا في المجالات الاقتصادية والتنموية والاستثمارية معتبرا أن بيئة الأعمال في لبنان باتت مهيأة لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية ومنها التركية.
من جانبه أكدأردوغان أن تركيا أنجزت إصلاحات جذرية في الاقتصاد واستطاعت اجتياز أزمة المال العالمية معلنا عن تسجيل زيادة في الدخل القومي التركي نسبتها 11.7% هذا العام, لافتا الانتباه كذلك إلي تراجع ملحوظ في نسبة البطالة مقارنة بالعام الماضي, حيث أوضح أنها بلغت 11.4% وستنخفض أكثر مع استمرار وتيرة النمو الاقتصادي, مؤكدا أن القطاع المصرفي في تركيا استطاع- برغم السلبيات علي الساحة الدولية- الصمود من دون أي دعم حكومي.
وتطرق رئيس وزراء تركيا للتعاون عربيا وآسيويا حيث أوضح أن إلغاء التأشيرات مع كل من لبنان وسورية والأردن وليبيا هو بمثابة رفع الحصار عن شعوبنا وهو حصار مفروض منذ مئات السنين, مؤكدا رغبته علي تأسيس مجلس تعاون رباعي بين بلاده وكل من سورية ولبنان والأردن فضلا عن بدأ آلية الحوار الاستراتيجي مع الجامعة العربية والتعاون الشامل مع دول مجلس التعاون.
من جانبه…اعتبر رئيس اتحاد المصارف العربية عدنان يوسف أن الدور الجديد للمصارف العربية يتطلب جهودا كبيرة, وأحد أهم الأساليب لتحقيق هذا الدور إقامة تكتلات مصرفية عربية ضخمة قادرة علي منافسة المجموعات المصرفية الدولية محليا ودوليا. وتوقع أن تزيد الموازنة المجمعة للمصارف العربية نهاية هذا العام عن 2.5 تريليون دولار, وأن يبلغ الناتج المحلي للدول العربية 2تريليون دولار فقط, مما يدل علي أن حجم القطاع المصرفي العربي يفوق حجم الاقتصاد العربي, مشيرا إلي توقعات بزيادة ودائع المصارف العربية عن 1.5 تريليون دولار, والقروض والتسليفات للقطاعين الخاص والعام عن 1.2 تريليون دولار, ورؤوس الأموال عن 300 مليار دولار.
رئيس جمعية مصارف لبنان ورئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العربجوزف طربيه أوضح أن نجاح المصارف العربية في دورها الجديد يتطلب تفعيل الدور العربي في صوغ القرارات المالية والنقدية والاقتصادية الصادرة عن المؤسسات الدولية, مؤكدا أن المنطقة العربية تزيد وحدها ودائع تقدر بنحو 104مليارات دولار, وموجودات تقارب 133مليار دولار.
واعتبر وزير الدولة اللبناني رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربيةعدنان القصار أن الوقت قد حان لتوجيه استثماراتنا العربية نحو منطقتنا التي تحتاج إلي رؤوس الأموال لتحقيق التنمية المستهدفة وتوفير فرص عمل وزيادة الإنتاجية في عالمنا العربي, داعيا الحكومات العربية لإزالة العراقيل لزيادة حجم التجارة البينية العربية والتأسيس علي منطقة التجارة العربية الحرة لإقامة الاتحاد الجمركي العربي عام2015, والسوق العربية المشتركة عام2020.