.. وصرخ صبري.. يا آستاذ ماجد وطني طلعت
هذه مجرد حكاية أرويها عن صبري.. حكاية لهذا الجيل لكي يعرف معني الانتماء…
عودة وطني للصدور قصة يمكن أن نحكيها فيما بعد.. الذي أحكيه اليوم عن ليلة طباعة أول عدد بعد المصادرة عدد 14/ 10/ 1984..
حين دخلت الجريدة ومعي المرحوم صبري لم أجد ورقة واحدة صالحة للنشر.. وكان علي أن أخطط للعدد وأكتب ما أستطيع كتابته وأستعين بمن أستطيع خاصة الصديق سعد هجرس والراحلة سناء المصري.. وفي الأعداد التالية كان معنا الزميل العزيز صفوت عبدالحليم متعه الله بالصحة..
كان علينا أن ننتهي من العدد جمعا وتصويرا قبل الساعة الثامنة مساء السبت ليدخل المطبعة ودارت المطبعة علي عدة أعداد وتوقفت.. وقيل لنا إن السبب عطل مفاجئ في المطبعة.. ومضي الزمن بطيئا حتي الساعة الحادية عشرة مساء.. وكانت الأهرام قد انتهت من طباعة الطبعة الثالثة.. وكان لابد من حل وتصرف لمواجهة الأمر وفي داخلي خوف أن يكون قد حدث تراجع عن قرار الصدور, مع أن الذي أعطي القرار هو رئيس الوزراء كمال حسن علي وفي حضور الأستاذ مكرم محمد أحمد رئيس تحرير المصور ونقيب الصحفيين الحالي.
السيد كمال حسن علي ينام مبكرا.. وقررت الاتصال بمنزل المرحوم الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب وقتئذ وأجابني الرجل إجابة غريبة فسرت لي توقف المطبعة بعد طباعة عدد قليل.. وطني أمامي وليس فيها ما يمنع الطباعة والصدور والتفت ناحية ماكينة الطباعة فإذا بها تدور وتطبع.. ولا أكتحكم أن الدموع قد ملأت عيناي.. وقررت مغادرة مبني الأهرام..
وقبل الوصول إلي الطابق الأول سمعت صوتا يصرخ: يا أستاذ ماجد وطني طلعت.. حملوها علي سيارات التوزيع.. حتتوزع.. وطني طلعت.
صوت صبري أحال دموعي فرحا.. وأحسست براحة ملأت صدري.. ولكني وجدت نفسي أحتضن صبري وأقبله.. لروحه الرحمة..
ماجد عطية