مع ظهور أمراض جديدة وانتشار الأمراض القديمة في مجتمعنا سعي المتخصصون إلي إيجاد تطعيمات متطورة للحد من هذه الأمراض,ووقف انتشارها,خاصة بعد أن عادت الأمراض الوبائية مثل الحصبة والدرن والجدري والالتهاب السحائي تنتشر من جديد وكذلك إنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير وغيرها,لذا أصبح ضرورة إعداد برامج للوقاية والتطعيم.
وعن هذه الأمراض والأوبئة وبرامج التطعيمات اللازمة للحد منها والقضاء عليها أجرت وطني هذا التحقيق.
قال الدكتور مدحت حلمي رزق الله طبيب بإحدي المدارس:ظهور الأمراض أمر طبيعي,خاصة مع بداية فصل الربيع,فهذه الأمراض تنتقل عن طريق حبوب اللقاح التي تنشط مع حركة الرياح,فليس العيب في التطعيم,فالطالب يتميز بعدة تطعيمات كافية,ففي المرحلة الابتدائية يتم تطعيمه الثنائي(الدفتريا التيتانوس) وهي حقن عضل,وهو تطعيم صلاحيته ثلاث سنوات,وكذلك يطعم ضد مرض الحمي الشوكية(السحائي) وهو التهاب بالمخ,ويأخذ التطعيم عن طريق الحقن تحت الجلد.
التطعيم لباقي العمر
أما الدكتور محسن الزيات مدير مستشفي الطلبة بمسرة قال:هناك أمراض والتطعيم ضدها يكفي لباقي العمر ويأخذ لمرة واحدة مثل التطعيم ضد الدرن,ولكن باقي الأمراض تحتاج إلي جرعات تنشيطية لأن كل تطعيم له مدة صلاحية,وعن فساد بعض التطعيمات فهذا كلام غير صحيح,ولكن توجد احتمالية أن الشخص الذي طعم ضد الحصنة الألماني هناك احتمال قليل لإعادة الإصابة بها,وحاليا يتم التطعيم ضد الحصبة الألماني(MMR) عند سن سنة ونصف,والمرحلة الابتدائية من التعليم الأساسي,ففي الماضي كان التطعيم اختياريا أما الآن فهو إجباري,ولا نستطيع تطعيم كل الطلاب لأن مصل التطعيم يكون عبارة عن ميكروب ضعيف,وقد يكون الشخص في حالة احتضان للمرض فتأتي النتيجة عكسية وتؤثر عليه.
أضاف الدكتور الزيات: مديرية الشئون الصحية تقوم بإرسال الجرعات التطعيمية والمرحلة المراد التطعيم فيها,ويتم التطعيم للجميع أما نصيحتي لأولياء الأمور الاهتمام بغذاء أطفالهم والابتعاد عن الأماكن المزدحمة,والحرص علي إعطاء الجرعات في موعدها وعدم التراخي ليجنبوا أبنائهم الإصابة بالأمراض والحرص علي التواجد الدائم في بيئة نظيفة,والبعد عن أماكن الزهور في فصل الربيع بسبب انتشار حبوب اللقاح الحاملة للأمراض.
الجرعات التنشيطية
وقال الدكتور هاني ليون استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة توجد أمراض تنتشر سريعا في مواسم معينة وليس لها تطعيمات منها أمراض الإسهال الصيفي والنزلات المعوية والشعبية والإنفلونزا وكلها تأتي مع تغير الجو وليس لها تطعيمات خاصة في فصل الصيف,وهناك أمراض أخري سريعة الانتشار في الحضانات والمدارس,وأماكن التجمعات المغلقة,وهذه الأمراض لها تطعيمات أو التحصين ضدها وهذا التطعيم الخاص بالجديري ليس إجباري,لأنه غال الثمن,وتتم العدوي بسهولة في التجمعات عن طريق الرزاز أو النفس.
وعن تكلفة برامج التطعيمات أشار الدكتور هاني أن برنامج التطعيمات مكلف جدا علي الدولة,وتقوم بتخصيص التطعيمات الإجبارية حسب الأولويات,وأهمية التطعيمات الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها وحسب الإمكانات المادية,ومؤخرا أصبح التطعيم الثلاثي الفيروسي يقي من الحصبة العادية والنكسان والحصبة الألماني,إجباريا منذ أواخر التسعينيات تقريبا لكل الأطفال.
أشاد الدكتور هاني بدور الطب الوقائي,وطالب بضرورة توضيح هذا الدور إعلاميا,وأن يكون هناك الإعلام الوقائي حتي يعرف الجمهور ما تم عمله,وما يجب عليه أن يساعد فيه حتي تكتمل الصورة بتضافر كل الجهود كل المشكلات التي تطرأ علي الساحة.
جهاز رصد حالات مرضية
واتفق في الرأي كل من الدكتور عبد الحليم بحيري وكيل أول وزارة الصحة بالطب الوقائي بمديرية الصحة بالجيزة,والدكتور سيف الدين السيد مدير إدارة مكافحة الأمراض المعدية بالطب الوقائي في أن هناك برنامج تطعيمي كبير لجميع الأطفال المستهدفين وهي تطعيمات روتينية يتم أخذها ضد تسعة أمراض وهي(الدرن, شلل الأطفال, الدفتريا, التيتانوس, السعال الديكي, والالتهاب الكبديB, الحصبة, الحصبة الألماني, التهاب الغدة النكافية),وكذلك تطعيم السيدات الحوامل,والحجاج والمعتمرين,والمسافرين للخارج ,وأيضا التجمعات منها المعسكرات والأمن المركزي والسجون,وأن تجمعات يحتمل الإصابة بالعدوي فيها,وكذلك هناك برنامج خاص وهو برنامج مراقبة الأوبئة ومراقبة الأطعمة والمياه,والآثار الجانبية للتعطيمات والتفتيش الدوري علي المقاهي وأصحاب المهن الحرفيين.
وأشار إلي أن هناك برنامج يطلق عليه برنامج الترصد(جهاز الترصد) وهو عبارة عن رصد إحصائية حدوث حالات لأمراض معينة للتأكد من عدم وجود أوبئة,وبالتالي وجود مؤشر علي عملية التطعيم,هذا الجهاز يعمل بصفة يومية,ويصدر تقايره شهريا,ومتابعة الأمراض المستجدة مثل إنفلونزا الطيور,وإنفلونزا الخنازير.
أضافا أن جميع برامج الطب الوقائي هي عالمية تشارك في وضعها وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية,وبرنامج التطعيمات من البرامج المعمول بها في مصر وله بريق خلال العشر سنوات الأخيرة.بدليل القضاء علي مرض شلل الأطفال تماما,وكذلك التيتانوس,وملاحظة انخفاض الإصابة بالأمراض التسعة السابقة.
وفيما يتعلق بظهور وانتشار الأمراض مرة أخري بعد اختفائها قالا: إن الفيروس موجود وهو دائما يأتي كل ثلاثة أو أربعة أعوام في الموسم الخاص بالفيروس ثم ينشط ويبحث عن فئة غير ضعيفة ,وإذا وجد هذه الفئة يستوطن بها وينتشر.
وهناك ما يسمي بأسبوع التطعيمات يحدث كل عام في شهر أبريل علي مستوي العالم كله,بإشراف منظمة الصحة العالمية,ويتم فيه أخذ الطعوم والتوعية الإعلامية,بأهميتها والوقاية من الأمراض.
وعن آراء المواطنين وأولياء الأمور عن التطعيمات ضد بعض الأمراض قالت إحدي أولياء الأمور:أنا أتابع برنامج التطعيمات جيدا في جميع المراحل المختلفة لأبنائي خاصة ضد الحصبة وشلل الأطفال وغيرها من الأمراض,ولكن أخشي من التطعيم ضد إنفلونزا الخنازير خاصة بعد تضارب الأقوال حوله,وتصريح وزارة الصحة بسحب عنيات من المصل لمطابقتها للمواصفات من عدمه,فلماذا أوافق علي أن يأخذ أبنائي تطيعما لم تجر عليه الاختبارات الكافية,ولا أحد إلي الآن يعرف الأعراض والآثار الجانبية التي يمكن أن تحدث لمن يتناوله,وقد يصاب بعدها بأمراض أخطر من إنفلونزا الحنازير؟!.