يخطئ من يظن أن المعركة المستعرة في مصر حاليا هي معركة سيد القمني وحده,إنها معركة الدولة المدنية في مواجهة الدولة الدينية,معركة بين حب الحياة وبين الإزدراء بالحياة الإنسانية,معركة بين التفكير والتكفير,بين المستقبل والماضي , بين إعمال العقل والدوجما , بين المنطق والديماجوجية ,بين السلام والإرهاب,بين الإبداع والتحجر العقلي,بين الاستقرار والفوضي, بين العقل النقدي والعقل المتعصب المسطح ,بين التنوير والظلام,بين المستنيرين الحقيقيين ومدعي الاستنارة, بين الحداثي والظلامي,بين الليبرالي والاصولي… باختصار هي معركة حول مستقبل مصر.. وجاء موضوع سيد القمني ليفجرها فقط في هذه الفترة الانتقالية من تاريخ مصر.
للمفكرين الوطنيين الذي يكشفون هؤلاء القتلة نصيب الأسد من جرائم المتأسلمين,وقد طالت محاولاتهم العديد من رموز الفكر في مصر ونجحوا في اغتيال اقوي صوت كان يعريهم ويكشف الاعيبهم وهو الشهيد الوطني الكبير فرج فودة.
أرجعوا إلي كتابات فرج فودة وكيف كان يكشف تكتيكاتهم في الانقضاض علي ضحاياهم عبر الكذب الممنهج والشائعات المختلقة.. إنهم يطلقون سحابة كثيفة من الدخان ليعموا بها البصائر والعقول,ينشرون الكذبة ويتركونك تدافع عن نفسك في مواجهتها, وينثرون الشائعة وعليك أن تفعل المستحيل للسيطرة علي آثارها.
أثناء ترشح فرج فودة عن دائرة شبرا وزعوا منشورا يصفه بأنه مرشح الشيوعية الملحدة والعلمانية الكافرة والإمبريالية العالمية والصهيونية النجسة!!
وكما يفعلون مع سيد القمني الآن لا بد من نشر عبارات كاذبة ومختلقة في الإشارة إلي مصادر وهمية وصفحات وهمية من كتب الضحية للإيحاء للقارئ بالصدق والواقع انه سلوك يوضح إصرارهم علي الكذب. كما يقول فرج فودة كانوا يشيرون إلي صفحات وهمية من كتبي.
نفس الكلام كرروه عند محاولة اغتيال اللواء حسن ابو باشا, وزير الداخلية الراحل, وأثناء أزمة عميد كلية الطب الدكتورهاشم فؤاد. وعن الشائعات ضد الأقباط حدث ولا حرج.. وقس علي ذلك العديد من هذه الاقوال المرسلة, ويشيرون إلي مصادر وهمية وهم يعلمون أن الكتب توزع في أفضل الأحوال عدة الآف في حين أن الصحف والفضائيات يشاهدها الملايين ولن يتحقق هؤلاء كلهم مما كتبه سيد القمني. بل لم يتركوا شخصية لها علاقة بالموضوع إلا وكتبوا علي لسانها كلام مختلق…. المهم عندهم تحقيق الغاية.. إعطاء الضوء الأخضر لأي متهور لقتل ضحيتهم…ولا يخجلون من القول إنهم لا يدعون لاغتياله…. هم فقط يكفرونه ويتهمونه!!.
كان المرحوم فرج فودة محقا في توضيح العلاقة بين الاكاذيب والشائعات وبين الإرهاب بقوله ## الشائعة هي المدخل الآمن لتنفيذ العملية الإرهابية, ولو قدر للمتطرفين أن ينشئوا مدرسة للإرهاب لكان الدرس الأول فيها: لا تتسرع بإطلاق الرصاص علي الضحية, وابدأ أولا بإطلاق شائعة, وتعمد أن تكون فجة ومثيرة. وسوف تنتشر الشائعة كالنار في الهشيم, وبعدها لك ان تقدم آمنا مطمئنا علي إطلاق النار, وسوف تجد طريقك ممهدا وإرهابك مؤيدا##.
لقد كشفت معركة سيد القمني الخطر الأكبر كذلك من جماعة الإخوان المسلمين علي مصر, فتاريخهم في التكفير لم ينتهي من الخازندار إلي سيد القمني..في حين كما تقول فريدة النقاش في مجلة الهلال عدد يناير 2006 ## يري القطب الإخواني البارز عصام العريان أن أسامة بن لادن وأيمن الظواهري هما زعيمان إسلاميان جديران بالاحترام##!!.
أسامة بن لادن جدير بالاحترام وسيد القمني كافر يستحق القتل!!!
هل يتعاطف أحد بعد هذا الكلام مع هذه الجماعة الأصولية السلفية الخطيرة؟؟.
[email protected]