هم
كم فيك يا مصر من المضحكات المبكيات. العلم نور, والجميع يسعون إليه ويلتمسونه. ويتسابق أولادنا وينشدون النجاح والتفوق, ويبتسمون في سعادة عندما يحصلون علي الثانوية العامة بتفوق بفضل الدروس الخصوصية. اليوم يمكنهم الالتحاق بواحدة من كليات القمة, كما أطلق عليها, وأفضلها بالطبع كيلة الطب. يتفوق في هذه الكلية سنوات طويلة من الدراسة, ست سنوات كاملة من أجل الحصول علي لقب دكتور طبيب. لن نذكر ما تم صرفه من أموال علي مستلزمات هذه الكلية المكلفة, ولا سنوات المعاناة والسهر, وفي النهاية يتحقق المأمول, وتصبح والدة الخريج أم الدكتور, ووالده والد الدكتور. بالطبع لقد وصل الخريج إلي القمة التي سعي إليها, وبدأ يمارس هذه المهنة النبيلة وبقي طبيبا قد الدنيا علي رأي المثل الجميل؟, لا ليس جميلا. لأن هذه المهنة وهذا العمل الشاق وسهر الليالي. انتهي إلي نهاية مضحكة وهزلية, أجر الطبيب مائة وخمسين جنيها بالتمام!!.
هذا هو الميري والقول المأثور: إن فاتك المسري اتمرغ في ترابه.
ننتقل إلي الخبر الذي آثار هذه الشجون. بقول الخبر إنه تم تعيين عددا كبيرا من عمال النظافة لزوم تحقيق النظافة غير الموجودة بأجر 700 جنيه في الشهر.. نعم 700 جنيه. وقبل ذلك استعانت الدولة بشركات أجنبية, ودفعت لها آلاف الجنيهات لتقوم بمهمة النظافة وجمع القمامة من الشوارع, ورغم هذه الآلاف لم تتحقق النظافة, ومازالت إلي اليوم أكوام القمامة علي نواصي الشوارع وأمام المدارس وفي الشوارع عامة, وأصبحنا نصرخ من منظر الشوارع حتي في أرقي الأحياء التي تتناثر وتنتشر بها القمامة.
ولا اعتراض علي أن يحصل عامل النظافة علي 700 جنيه أجرا له كل شهر, إنما الدهشة والاعتراض علي حصول الخريج في كلية الطب علي هدا الأجر المتدني وهو 150 جنيها بعد ما بذله من جهد وما تكبدت أسرته من نفقات لأنه مرتب مخجل لا يكفي حتي العيش الحاف, ويحرم الطبيب حتي من ارتداء بدلة لائقة.
ألم أقل أن في مصر عجائب مضحكة ومبكية, هل لابد أن يتجمع الأطباء الجدد ويقفون وقفة احتجاج مطالبين بإنصافهم.. أم تتدارك الحكومة الموقف وتسرع بإنصافهم وتمحو عن وجههم حمرة الخجل كلما مدوا أيديهم للحصول علي مرتبهم العجيب؟!.
ليلي..