زادت الإصابة بمرض إنفلونزا الخنازير بعد أن كانت محدودة في البداية, ومع كل إصابة كان المتحدث الرسمي يحذر أعداد المصابين الذين يتعرضون للإصابة بالمرض, ولا تذكر الظروف والأسباب التي تمت بسببها الإصابة, وزادت المخاوف والتحذيرات من خطورة الموقف, وتضاربت القرارات, خاصة فيما يتعلق بالدراسة والعمرة والحج والمولد والتجمعات, فقد أعلن المسئولون أن الدراسة سوف تبدأ في موعدها بعد إجازة عيد الفطر, وبعدها بأيام قليلة تم تغيير الموعد إلي شهر أكتوبر, ثم أصبحت عناوين الصحف تنبئ برصد واستعدادات مكثقة لمواجهة احتمالات تأجيل الدراسة, وتقليل كثافة الفصول إلي 40 طالبا في الفصل الواحد, ودراسة العمل بنظام الفترتين, بينما صرحت منظمة الصحة العالمية أن إغلاق المدارس قرار فعال ضد انتشار وباء إنفلونزا الخنازير, ويتم حاليا عقد اجتماعات بين وزير التعليم ووزير الصحة حول هذا الموضوع يحضره مديرو المديريات التعليمية والصحة وكبار المسئولين بالوزارتين وذلك لمتابعة استعدادات المدارس بصورة أفضل لمواجهة المرض وتأكيد النظافة والتهوية وتقليل الكثافات في الفصول, وربما تعمل المدارس 3 أيام في الأسبوع أو العمل بنظام الفترتين.
ولا يستطيع أحد أن ينكر أن كل ما يكتب ويذاع يحدث نوعا من البلبلة والخوف, وبعض الأسر أصابها الفزع والخوف علي أبنائها, خاصة بتكرار التأجيل, وتصريح بزيادة خطورة المرض, والأسر في حاجة إلي أن تطمئن علي فلذات أكبادها, وعدم تعرضهم للخطر, وحمايتهم من الإصابة إذا تحققت خطورة المرض وانتشاره بالشكل الوبائي. إن الدراسة علي الأبواب والمواجهة مع الوباء تقترب. إن مدارسنا تحتاج بالفعل إلي النظافة المفتقدة, ودورات المياه في هذه المدارس لا يستطع أحد أن يرتادها لفرط قذارتها الروائح السيئة التي تدعو أي فرد إلي أن يهرب منها, وهي تحتاج إلي نظافتها عدة مرات يوميا وتطهيرها من أي شئ تتلوث به. والفصول التي عندما يدخلها إنسان يتصور أنها عشة للدجاج برائحتها النفاذة, والخطورة من سوء التهوية وتكدس الفصول يدعو إلي التفكير الجدي في أن تتم العملية التعليمية عن بعد والطلبة والتلاميذ في منازلهم يتلقون العلم عن طريق القنوات التليفزيونية التعليمية, خاصة الصغار الذين في سنوات التعليم الأولي والذين لا يعرفون كيف يحمون أنفسهم أو يبتعدون عن أماكن التقاط المرض.
إن طمئنة الأسر علي حياة وسلامة فلذات أكبادها أول ما يجب أن تسعي إليه وزارة الصحة ووزارة التعليم وتؤكدان عليه. وفي انتظار الأيام المقبلة داعين الله أن يسلم من الخطر.