نحن في حاجة ماسة إلي المال بعد ثورة 25يناير, وزيادة وانطلاق طلبات زيادة الأجور والمطالب الفئوية مع قلة السياح وزيادة الديون, ولكننا لا نحسن التصرف بل نسرع إلي أنفسنا ونخطئ خطأ جسيما لأمن وسلام الوطن. ما حدث من إساءة إلي السياح غريبا ولا يتلاءم مع أخلاق المصريين وفطنتهم وترحيبهم بالسياح الضيوف الوافدين إلي مصر للسياحة لرؤية الآثار التاريخية الفريدة, وهم يدركون احتياجات مصر إلي السياحة ومن هنا كانت المفاجأة شديدة فقد قام أصحاب المحلات والبازارات السياحية بكوم إمبو يوم الأربعاء الماضي باحتجاز ما يقرب من 2000 سائح من جنسيات مختلفة وأكثرهم من الجنسيات الإيطالية ومنعوهم من النزول من المراكب السياحية التي أقلتهم لزيارة معبد كوم إمبو بأسوان لأن السادة أصحاب المحلات والبازارات السياحية فكروا في حل غريب بعيدا عن أخلاق الشعب المصري للضغط علي الحكومة والشرطة لحل الأزمة التي حدثت بينهم من جهة وبين شرطة السياحة التي طالبت أصحاب المحلات بتوحيد ألوان بازاراتهم, فكان الحل لهم هو احتجاز السياح وإغلاق بوابة المعبد لحسم الأزمة لصالحهم. وما حدث كان غريبا جدا وغير مقبول ولا يليق بالتعامل مع السياح ضيوف مصر, فما حدث هو ممارسة غير مشروعة وتتعارض مع قيم وأخلاق وحضارة المصريين.
وهكذا أفسدوا بهذا العمل غير المشروع وغير المبرر والذي قدم للسياح صورة مرفوضة وبعيدة عن الأخلاق المصرية, ولا أظن أن هؤلاء السياح الذين تم حجزهم بجهل وتم حرمانهم من زيارة المعبد سوف يزوروا مصر مرة ثانية وسوف يحملون رؤيتهم إلي آخرين.
وهكذا في الوقت الذي نريد فيه أن نجتذب السياح ساهم الذين لا رؤية لهم بعمل غير منطقي في هروب السياح ورفض العودة إلي زيارة مصر وخسر الذين فعلوا هذه الفعلة المزيد من هروب السياحة والان هل يأمنوا بفعلتهم أم سينالهم العقاب والتأديب والجزاء؟!