تأكدنا من وجود افتقار للمعلومات الصحيحة عن المرض. فغالبيتنا كانت معلوماته مشوهة.. سار هذا بالتوازي مع الخوف من انتشار المرض في مصر والمسئولية في ذلك تقع علي عاتق وزارة الصحة…والتقينا بالدكتور مصطفي مراد نائب مدير البرنامج الوطني للإيدز بالوزارة. وأوضح أن مصر لا يوجد بها سوي 3151 مريضا بالإيدز منهم 2348 مصريا و803 أجانب وقد تم ترحيلهم! وذلك حتي 30 يونية 2008. توفي منهم 1054 مريضا.
تصل نسبة الذكور فيهم إلي 81.2% والإناث 18.8%. وتشكل الممارسات الجنسية 60% من طرق الإصابة بالمرض. ثم عاد د. مصطفي ليقول إن نسبة الوفيات بين المرضي وصلت إلي 45%!! والغريب أيضا أن هناك 79% من المرضي لا يأخذون العلاج والسبب علي حد قوله عدم الرغبة في التقيد بمواعيد العلاج!!! من المعروف أن العالم بدأ في استخدام أدوية الإيدز بداية من عام 1996 بينما في مصر بدأ استخدامه في عام 2002.
تنفذ وزارة الصحة برنامجا للترصد الوبائي للمرض يتضمن العاملين بالسياحة والتي انعدمت في أوساطهم نسبة المرض! والمرضي المترددين علي عيادات الأمراض التناسلية ومرضي الدرن المترددين علي مستوصفات ومستشفيات الصدر والحوامل المترددات علي مراكز الأمومة والطفولة ومدمني المخدرات الذين يعالجون بمراكز علاج الإدمان ومرضي الفشل الكلوي وأمراض الدم والمسافرين للعمل بالخارج والحالات المرضية المشتبه فيها,التي تعاني من أعراض الإيدز والأجانب القادمين للدراسة أو التدريب أو العمل. ويتم التركيز علي مدمني المخدرات بالحقن والرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال وممارسات الجنس التجاري.
استرسل د. مصطفي موضحا أنه يتم فحص أكثر من مليون و200 ألف وحدة دم سنويا ببنوك الدم الحكومية والخاصة فنسبة تأمين الدم وصلت إلي 90% ولا تتعدي نسبة تسببه في نقل الإصابة بالإيدز 3% من إجمالي الأسباب. بالإضافة إلي توفير العلاج بالمجان وإنشاء ستة مراكز طبية موزعة علي الجمهورية تقدم خدمة الرعاية الإكلينيكية لمرضي الإيدز. وهناك أيضا 14 وحدة ثابتة في مصر و9 وحدات متنقلة تقدم الفحص والمشورة للمواطنين.
هنا قاطعنا د. مصطفي فالأعداد التي يسردها لا يمكن أن تغطي مصر كلها فيما تزهو وزارة الصحة؟! وكأنه لم يسمعنا أكمل حديثه: لم يقف دور البرنامج الوطني عند هذا الحد الجبار!! بل اقتحم عقول جميع المصريين وتجاوز كافة العقبات من خلال طباعة كتيبات ومطويات وعقد ندوات – هذا لدي شعب تفشت فيه الأمية وقل فيه من يطلع علي الكتيبات من الأوساط التي يستهدفها المرض وتصميم لوحات إعلانية وبث إعلانات في محطات المترو بالقاهرة وإذاعة العديد من برامج التوعية في التليفزيون المصري – الذي قلت جدا نسبة مشاهدته – فتحول الجميع للفضائيات!! هذا ما أنجزته وزارة الصحة وكأننا نعيش في كوكب آخر!!!
فمن المعلومات الغريبة التي ذكرها لنا د. مصطفي أن نسبة الإصابة بين العالين في مجال السياحة صفر!, وأنه يعتمد علي التوعية من خلال مترو الأنفاق الذي لا يتجاوز القاهرة الكبري! كما أن نسبة الإصابة بين المصريين لم تتعد 3151 مصابا, ورفض الانصياع للمنطق العلمي للتقديرات وهو أن يتم ضرب أعداد المصابين في 20 لنصل للرقم الحقيقي.
الغريب أنه أكد أن أطفال الشوارع لا يعانون من الإيدز ففي عينة قوامها 400 فرد لم يجد الباحثون إصابة واحدة بينهم!! فهل حقا أن جميع أطفال الشوارع لا توجد بينهم إصابة واحدة؟!
التقديرات الحكومية :3151 مريضا والتقديرات الدولية 5400 مريض في مصر