قامت وطني خلال مشوارها عبر نصف قرن بعدة جولات سياحية في أنحاء العالم,تعد سورية من أبرز تلك الدول التي حطت بها الجريدة وجالت في مدنها العريقة الزميلة سلوي رفعت والزميلة مارسيل نصر .
وكان لمدينة دمشق النصيب الأكبر من الزيارات السياحية ومعها بلدة معلولا التي يتحدث أهلها اللغة الآراميةلغة السيد المسيح فضلا عن زيارة الحصون والقلاع والجوامع الأثرية والكنائس الشهيرة ومشاهدة منزلشاول الطرسوسيالقديس بولس الرسول.
دمشق إحدي المدن التي شهدت تاريخا ممتدا في السياسة والثقافة والتجارة..تقبع في أحضان جبل قاسيون,والذي يزور دمشق لديه عدة خيارات للتنزه مابين غوطة دمشق ومتنزهات بلودان والذبداني وبقين وعين الفيجة.
إذا أردت التجول في الأسواق التقليدية أو الحديثة فيمكنك تحقيق ذلك حيث تضم مدينة دمشق عددا كبيرا من الأسواق الأثرية التي لايزال بعضها محافظا علي نمطه المعماري ووظيفته الاقتصادية رغم توالي السنوات كسوق الحميدية والقيمرية والبذورية والصالحية ومدحت باشا وبعضها فقد أهميته بسبب عوامل الطبيعة كالزلازل والدمار والحرائق الكبيرة وغزوات الجيوش الطامعة كالمغول والتتار والصليبيين ,ومن هذه الأسواق ساروجة الذي ارتبط اسمه بحي ساروجة ويعتبر نموذجا رائعا للأحياء التقليدية المميزة في دمشق القديمة من ناحية التخطيط والعمارة ,ولما تحتويه منأوابدتحمل أهمية تاريخية وفنية كبيرة.
وتعالت في السنوات الأخيرة الأصوات التي تدعو لحماية هذا الحي وأبنيته الأثرية وإعادة الاعتبار لما أهمل منها وجرت مبادرات فردية عدة في هذا الإطار من خلال دراسة المعالم الأثرية المهمة في سوق ساروجة وتوثيقها بالريشة والضوء والدراسة المعمارية والتاريخية للمنطقة التي يقع فيها حي ساروجة والتي يعيد العديد من المؤرخين ازدهارها إلي القرنين العاشر والسادس عشر الميلاديين,واستحوذت لفترة طويلة علي أفئدة رجال الجيش والإدارة العثمانيين واحتلت المركز الأهم الذي يفضله رجال الإدارة والجيش وأفراد البعثات الدبلوماسية الأجانب.بسبب وفرة الأراضي الواسعة والمجاري المائية وتنظيم الطرقات والأزقة والأبنية السكنية ومنشآت المرافق العامة المختلفة مثل الإدارات والجوامع والمدارس والحمامات…إلخ,وفق مخططات أكثر انتظاما بالمقارنة مع المدينة القديمة داخل السور.
المدرسة الشامية البرانية
تذكر المصادر التاريخية أن حي سوق ساروجة أنشيء في القرن الرابع عشر الميلادي في عهد الأمير المملوك سيف الدين تنكز الذي مكث في دمشق طويلا ويعود إلي عصره الكثير من الآثار المعمارية ,واسم الحي المنسوب إلي أحد قادته وهو صارم الدين ساروجة المتوفي سنة743هـ-1342م,واحتل الحي مكانة مرموقه فكان مجالا للتنافس بين الأمراء المملوكين الذين تسابقوا لبناء المنشآت فيه فأنشأوا المدارس والجوامع والحمامات التي لايزال الكثير منها قائما حتي الآن,وكانت المدرسة الشامية البرانية أساسا لإنشائه ,حيث أخذ بالاتساع حولها تدريجيا حتي اكتمل في عهد الأمير تنكزوأصبح له سوق خاصة به,لكن حي سوق ساروجة تعرض للتخريب نتيجة صراعات الأمراء في الفترة المملوكية,مما أدي إلي دمار المدرسة الشامية البرانية وازداد الحال سوءا بعد أن احتل تيمورلنك دمشق بإحراق دمشق بما فيها حي ساروجة قبل انسحابه منها.
أسطنبول الصغري:
مع انتهاء العصر المملوكي ودخول العثمانيين إلي دمشق أخذت الكثير من ملامح الحي والسوق تتبدل,ونظرا لوقوع الحي خارج سور المدينة فقد تميز بسوقه الكبيرة ومنازله الواسعة وحماماته ومساجدة الفخمة…وهذا مادفع رجال الدولة العثمانية إلي التمركز فيه بعد أن أجلوا العائلات المملوكية منه وأطلقوا علي الحي اسماسطنبول الكبرينسبة إلي الطبقات الأرستقراطية العثمانية التي كانت تقطنه.وحي ساروجة به مجموعة من المباني الأثرية التي تعطينا صورة حية عن تاريخ الحي ومنها المدرسة الشامية البرانية التي اكتسبت شهرة واسعة حيث كان الأمراء والعلماء يقيمون الحفلات الرسمية عند افتتاحها وإغلاقها وجامع الورد المعروف باسمبرسباينسبة للأمير المملوكي برسباي الناصري نائب طرابلس وحلب في العهد المملوكي الذي شيد سنة 1428م ويعرف أيضا بجامع الورد,والمدرسة المرادية البرانية التي أقيمت في منزل الشيخ مراد علي البخاري.
ويقع حمام الورد خلف جامع برسباي حيث يعتقد أن الأمير صارم الدين ساروجة هو من بناه.
,سواء كنت في سوق ساروجة أو أي سوق غيرها فيمكنك شراء ماتشاء من المشغولات اليدوية المطعمة بالصدف والسيوف الدمشقية والمشغولات النحاسية والحلويات بالإضافة إلي الملابس التقليدية والحديثة…كلها بأسعار مناسبة لجميع المستويات ولايستطيع زائر دمشق القديمة العربي أو الأجنبي إلا أن يقصد سوق العصروانية بفروعه المتعددة التي كانت ومازالت تعج بالعائلات الدمشقية التقليدية .
المشهد يكتمل بمتعة الفرجة داخل سوق الحميدية حيث سحر المكان القديم الذي يحوي محالا تبيع كل شيء يخطر علي البال…السوق تقع وسط أماكن أثرية وتاريخية مما يدفع السياح الذين يقصدون دمشق القديمة إلي المرور عبر أزقته وشراء المفروشات والملابس والستائر المنزلية.وإذا اتجهت شمالا تجد شارع الكلاسة وسوق المناخلية,ومن الغرب قلعة دمشق,ومن الشرق الجامع الأموي والذي يعد درة دمشق ورائعة الفن المعماري الإسلامي في سورية,والذي شيده الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك ,والجامع الأموي يعتبرونه هناك شقيق المسجد الأقصي ومسجد قبة الصخرة في القدس,ويتميز باتساعه وجمال مآذنه ويوجد بداخله مزار ليوحنا المعمدان يتردد أنه يحوي رأسه, وإلي الشمال من الجامع يقع ضريح صلاح الدين الأيوبي .
…وتوجد في دمشق كنائس عريقة منها كنيسة المريمية وكنيسة حنانيا وكنيسة القديس بولس الرسول,ومن أهم المعالم السياحية في دمشق المتحف الوطني الذي يعد أحد أهم المتاحف في العالم,ويضم الكثير من التماثيل والحلي والأسلحة واللوحات والمنحوتات والمخطوطات.
,في غرب المدينة تقع قلعة دمشق الأيوبية الشهيرة,وفي جبل قاسيون الذي يشرف علي دمشق مزار ومغارة الأربعين ويقال إن أمنا حواء لجأت إليها بعد أن قتل فيها ابنها قايين أخاه هابيل,فكان أول ضحية في التاريخ وتتناثر في أحياء دمشق البيوت التراثية والحانات والمدارس التاريخية من العهود الإسلامية المتلاحقة.
بلدة معلولا
معلولا…قرية في جنوب سورية تبعد50كم شمال دمشق,مبنية علي سفوح هضاب تحيط بها من كل جانب,ويعود تاريخها إلي القرن العاشر قبل الميلاد,وسكانها من الروم الكاثوليك الذين يحتفظون بلغتهمالآراميةاللغة التي استخدمها السيد المسيح في عصره,البلدة لن تعد مركزا دينيا فقط,وإنما مركز سياحي مهم يؤمها السياح من جميع أنحاء العالم.
معلولاكلمة آرامية تعنيالمدخلوتعود تسميتها في المعجم السرياني إلي معلاوتعني المكان المرتفع أو الهواء العليل.وترتفع معاولو 1500 متر عن سطح البحر,وسط جبال القلمون الصخرية الجرداء,ومناخها معتدل الحرارة صيفا وشديد البرودة شتاء وتحصر الجبال بينها واديا تنتشر فيه الأشجار المثمرة وتنساب فيه الينابيع الباردة.
وتشكل بيوتمعلولا المشيدة علي السفوح لوحة رائعة الجمال حيث تأخذ شكلا متدرجا,وبسبب ضيق الوادي حول أهالي معلولا المغاور القديمة المحفورة في الصخور إلي بيوت حديثة صالحة للسكن.
وجذبت الطبيعة المنيعة لهذه الكهوف والمغاور القديسين المسيحيين الذين احتموا فيها هربا من الوثنية والاضطهاد الروماني الذي لاحقهم قبل أن تتخذ الإمبراطورية الرومانية من المسيحية ديانة رسمية لها,لذلك لم يكن غريبا أن تضم معلولا العديد من الأديرة والكنائس القديمة التي تعد من معالم الجذب الديني والسياحي للمنطقة,أهمها دير سيدة معلولا القديسة تقلا والذي يقع في مكان بارز من البلدة ويطل من جوف الكهف الصخري الذي عاشت القديسة فيه بالقرن الأول الميلادي وولدت القديسة تقلا في مدينة أيقونة تركياوكان أبواها وثنيين شأنهما شأن أكثر سكان تلك المنطقة,وكان والد القديسة ذا مقام مرموق في الدولة الرومانية الحاكمة آنذاك وواليا عليأيقونةذاتها إلي أن آمنت بالمسيح علي يد بولس الرسول ويقال إن تقلا فرت من اضطهاد والديها الوثنيين والجنود الذين كانوا يلاحقونها ليقتلوها ,ولما بلغت هذا المكان ورأت الجبل يسد عليها طريق النجاة ابتهلت إلي الله لينقذها فانشق الجبل أمامها وتوارت فيالفجفنجدت من أيدي المضطهدين. وشيد دير تابع لطائفة الروم الأرثوذكس تكريما لهذه القديسة العظيمة.
تضم معلولاأيضا ديرمارسركيسوالذي شيد في بداية القرن الرابع الميلادي تكريما للقديسين الشهيدين سرجيوس وباخوس وهما سوريان من المدينة المعروفة حاليا بالرصافة,وكانا قائدين في الجيش الروماني واستشهدا في عصر القيصر مكسيميانوس لرفضهما أن يجحدا إيمانهما بالمسيح وأن يعبدا الأوثان,واستشهد القديسان عام 297 في الرصافة التي عرفت في العهد البيزنطي باسمسرجيوبوليسأي مدينة سرجيوس نظرا لشهرة كنيسة الشهيد المذكور التي شيدت هناك تكريما له,وضمت قبره ورفاته المقدس,ويتوافد علي دير مارسركيس سنويا أعداد هائلة من السياح للاطلاع علي معالمه الأثرية ولاسيما الكنيسة الشهيرة العريقة في القدم,فهي تضم جسورا خشبية مدرجة في الجدران,وقد أرسلت عينات من خشبها إلي المعامل العلمية الحديثة في ألمانيا لفحصها فتبين أن عمرها يزيد علي ألفي سنة.
ظاهرة فريدة:
هناك ظاهرة فريدة تتميز بها كنيسة دير مارسركيس عن سائر الكنائس في العالم وهي شكل هياكلها,فالبلاط الذي يغطي الهيكل الأوسط المكرس لشفيع الكنيسة مارسركيس منحوت بشكل نصف دائري ومجوفة ذات حافة عمودية يبلغ ارتفاعها 7سم تقريبا,وكذلك بلاط الهيكل الشمالي المكرس للسيدة العذراء مجوفة ذات حافة عمودية يبلغ عمقها 4سم.
أيقونات الدير
يضم الدير كذلك عددا من الأيقونات البيزنطية الأصلية الأثرية الرائعة المحفوظة في الدير وأشهرها أيقونة السيدة العذراء وهي تحمل الطفل يسوع,ويعتقد أنها منقولة عن الأصل المنسوب إلي القديس لوقا الإنجيلي-الطبيب والرسام…وأيقونة الصلب والعشاء الأخير فهي تمثل في نصفها الأعلي المسيح مصلوبا وإلي جواره مريم العذراء ويوحنا الحبيب وفي النصف الأسفل مشهد العشاء الأخير بحيث تظهر المائدة بشكل نصف دائرة تماما كبلاطة هيكل مارسركيس ,وكذلك يضم الدير أيقونة يوحنا المعمدان الذي يبدو في وضع فريد مبتسما تعبيرا عن فرحته بأداء مهمته بتمهيد الطريق للسيد المسيح,ومن أجمل أيقونات الدير أيضا المجموعة القيمة التي تزين حامل الأيقونات بالكنيسة وهي بريشة الرسام الشهير ميخائيل الكريتي الذي رسمها خصيصا للدير عام 1813م ومرسومة علي الذهب.
وهناك ثلاثة مواسم دينية شهيرة في معلولا..عيد رفع الصليب المقدس في 14 سبتمبر وتقام فيه مهرجانات شعبية وتوقد النيران في قمم الجبال وتطلق الأسهم النارية,وعيد القديسة تقلا في 24 سبتمبر وفي 17 أكتوبر عيد القديسين الشهيدين سرجيوسسركيسوباخوس وفي هذه المناسبات تتوافد علي معلولا جماهير غفيرة لزيارتها والصلاة في كنائسها وحضور المهرجانات الشعبية بها.
مدينة الرقة:
أما مدينة الرقة السورية فتقع في شمال سورية علي الضفة الشمالية لنهر الفرات,علي بعد حوالي 160كم شرق مدينة حلب,ومنذ أواسط سبعينيات القرن الماضي يعتمد اقتصاد الرقة علي سد الفرات وعلي الحقول النفطية المجاورة وكشفت الحفريات في المدينة عن آثار تعود إلي العصر العباسي750-1258مومن أهم الآثار الباقية بها حتي الآن قصر البنات وقلعة جعبر وأسوار الرافقة وقصر هرقلة .
أنشئت الرقة عام 244 أو 242 قبل الميلاد وسميت في البداية كالينيكوسنسبة إلي سلوقس الأول مؤسس المدينة,الذي كان يعرف أيضا بهذا الاسم واحتلت المدينة في العصر البيزنطي مركزا اقتصاديا وعسكريا مهما,وتحولت تسميتها إليالرقةالتي تعني الصخرة المسطحة بعد أن فتحتها الجيوش العربية الإسلامية في عام 639م وبدأ الخليفة العباسي المنصور في عام 772م ببناء عاصمة صيفية للدولة العباسية بالقرب من الرقة سميتالرافقةوبنيت هذه المدينة الجديدة علي شكل حدوة فرس علي الطراز المعماري لبغداد ولكنها سرعان ما اندمجت مع الرقة وفي عام 796م اتخذ الخليفة العباسي هارون الرشيد مدينة الرقة عاصمة له أيضا وأصبحت المدينة مركزا علميا مهما.
باب بغداد
باب بغداد يعد من أهم الآثار التي مازالت قائمة في سورية ويقع في الزاوية الجنوبية الشرقية وعرض واجهته 7.57م بارتفاع 5.2م وفتحه الباب بارتفاع 2.5م يعلوها قنطرة ذات قوس مكسور وعلي جانبي الباب حنيتان زخرفيتان, وينفتح الباب من الداخل إلي دركاه ضمن صوان بعمق متر كانت تعلوه قبة.
قصور الرقة:
في الشمال من باب بغداد تم الكشف عن آثار ثلاثة قصور,أطلق علي أحد هذه القصور اسم قصر المعتصم ويعد قصرا كبير المساحة وفي الجهة الشمالية يقع مدخله الرئيسي المؤلف من ثلاثة أبواب مدعمة بأبراج نصف دائرية ويتقدم القصر حديقة كبيرة تقع في القسم الشمالي من القصر.
الجامع العتيق:
يرتبط تاريخ بناء المسجدالجامع العتيقبتاريخ بناء مدينة الرافقة في عصر أبي جعفر المنصور سنة 772م والمسجد في الرقة علي غرار مسجد دمشق مؤلف من صحن وحرم مستطيل محاط بجدارين ومدعم بأبراج نصف دائرية وفي كل زاوية برج مستدير ومجموع الأبراج عشرون برجا وفي الصحن توجد المئذنة التي أنشئت في القرن الثاني عشر وتتشابه مع مآذن قلعة جعبر التي تقع علي الضفة اليسري لنهر الفرات.
قلعة حلب
تتميز سورية بعدد كبير من القلاع لعل أهمها قلعة حلب,فتتوسط هذه القلعة مدينة حلب وتشرف علي أرجاء المدينة كلها وتعد ذات أهمية معمارية كبيرة باعتبارها صرحا هندسيا إسلاميا رائعا من طراز فريد فضلا عن قيمتها العسكرية البارزة,ورغم أن تخطيط القلعة وبناءها الحالي عربي إسلامي أصيل, لكن الحفائر الأثرية التي جرت في قلعة حلب أظهرت وجود آثار تعود إلي القرن الثامن قبل الميلاد,فالقلعة قديمة جدا حيث إنها بنيت فوق تل طبيعي.
تقع قلعة حلب علي رابية مرتفعة وتأخذ شكلا جميلا ومنيعا من خلال سفوح الرابية المكسوة بالحجارة المنحوتة بطريقة هندسية,وهناك برجان ضخمان يقومان علي السفح تم بناؤهما في عهد قنصوة الغوري عام 1508م أحدهما يقع في الشمال والآخر في الجنوب,وأهم أقسام القلعة وأبرزها المدخل الضخم الذي يتكون من عدة أبواب وقاعات إضافة إلي ممرات مخصصة للدفاع,وكذلك للتخزين الأسلحة والذخيرة وفي أعلي المدخل تقع قاعة العرش وهي قاعة كبيرة مزينة بزخارف وكتابات مجرية,وللقاعة ست نوافذ تطل علي مدينة حلب القديمة ويقدر ارتفاع القلعة بـ 13 مترا.
قلعة الحصن:
أما قلعة الحصن فتعد إحدي أجمل قلاع العالم وتقع في وادي النضارة بالقرب من الساحل السوري,وتعتبر هذه القلعة أهم قلاع القرونالوسطي إن لم تكن أهمها علي الإطلاق وتحتل موقعا استراتيجيا مهما إذ ترتفع عن سطح البحر ب800مويحيط بها من جميع الجهات منحدرات متوسطة يمكن منها رؤية قلعة صافيتاالقصر الأبيض.تبعد قلعة الحصن عن حمص حوالي60كمويؤدي إليها طريق متفرع من طريق حمص طرابلس وقد شيدت القلعة علي مراحل متعددة فوق قاعدة من الصخر البركاني واتخذت شكل مضلع غير منتظم طول قطرة الكبير 200 متر والصغيرة 140 مترا.وفي عام 1031موضع أساسات القلعة أمير حمص وشغلتها جالية كردية ومن هنا سنيت بحصن الأكراد وربما كان هذا الموقع مسكونا قبل ذلك ولكن لايعرف شيءئ عن تلك الفترة ولما كانت الحامية الكردية ضعيفة سلمت الحصن إلي القائد الصليبي تانكريدأمير أنطاكية عام 1110م فأعجبه موقعها وإشرافها علي مسافات واسعة إذ من خلالها يمكن مراقبة الطريق الذي يصل الساحل السوري فباشر تانكريدبإضافة الأسوار والأبراج عليه,وراح يشن من خلاله هجماته علي الساحل.وخلال وجود الصليبيين جاءت الحملة الثانية من مدينة تولوزالفرنسية بقيادة ريمون جنجيل الثانيعام1142م.فسلمهم تانكريد الحصن وشيدوا في موضعه القلعة ويقال إن بناء القلعة آنذاك استغرق 75 عاما رشارك فيه أكثر من 11ألف عامل وفي عام 1163 هاجم القلعة نور الدين زنكي فاشتبك مع الصليبيين في معركة استطاع فيخها دخول القلعة من عدة منافذ موجودة فيها ولكن الوقت كان ضيقا فأعادها الصليبيون مرة أخري وغزوا مناطق الضعف فيها وأضاعوا عليها تحسينات جديدة.
قلعة سمعان
تقع قلعة سمعان في أقصي النهاية الجنوبية من قسم جبل ليون وهي مبنية علي نتوء صخري يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر564موكان القديس سمعان قد اختار المكان المنهزل بقصد التقرب إلي الله للصلاة والعبادة.
ولد سمعان أو سيمون في عام 368مفي بلدة سيسالقريبة من مدينة أضنة الحالية في تركيا وكان منذ صغرة راعيا للماشية وأتضم في ريعان شبابه إلي جماعة من النساك قرب سيسهوبقي معهم مدة سنتين ثم انتقل إلي منطقة ويرتلعادة جنوبي جبل شيخ بركات وأمضي هناك عشر سنوات في الصلاة والتقشف حيث كان يتناول الطعام مرة واحدة أسبوعيا لذلك طلب منه مغادرة الدير بشدة تحامله علي نفسه قلجأ عام 412م إلي بلدة تيلانيسوس دير سمعانالحالية وعاش فيها ثلاث سنوات وصام هناك أربعين يوما ذون أن يأكل أو يشرب إلي أن أصبحت عادة لديه ثم ارتقي إلي قمة الجبل وربط نفسه هناك بسلسلة حديدية إلي صخرة وراح الناس بقصدونه فبني لنفسه عمودا ليقيم عليه تلافيا لازدحام الناس وتقربا إلي الله وظل يعلو العمود بين الحين والآخر إلي أن وصل ارتفاعه إلي 16 متراص وأمضي عليه أثنين وأربعون عاما لحين وفاته وهو علي عموده عام 459م.
يصل موقع القلعة في الشمال بامتداد تضاريس سطح الجبل,وتتحدد الجهات الثلاث الأخري بحروف صخرية عالية خاصة من الناحية الغربية حيث يزيد ارتفاعه علي 100 متر القلعة تنتصب علي نتوء صخري يطل من جهة الغرب علي سهل جومه هفرين الفسيح لتشكل لوحة طبيعية رائعة خاصة وقت الغروب فاللغرب في القلعة سرخاص وجمال لايوصف وهذا الجمال الطبيعي الأخاذ كان يؤجج نار الإيمان قلب سمعان القديس مع كل إطلالة شمس أو غروبها حينما كان يتأمل من فوق عموده هذه الطبيعة المدهشة من حوله.
…وإذا أردت زيارة سورية فلا توجد مشكلة في توفر السكن المريح للقادمين لزيارتها فهناك أكثر من 400 فندق تناسب جميع مستويات السائحين أما إذا أردت الإقامة في خيمتك فهناك مجال لنصب الخيمة علي مشارف المدن السورية خصوصا في فصل الصيف ,وتتوفر المخيمات بكثرة في الشواطيء السورية وتختلف من حيث مستواها والخدمات والأسعار.