باكية ودموع عينيها تفيض..هكذا كان حالها..حزينة وللحزن مائة سبب..هكذا كان شعورها ..فاقدة للأمل ولا حيلة بيديها..إنها فتاة في السادسة والعشرين من عمرها..حاصلة علي مؤهل عال..علي قدر من الجمال..علي قدر من المثابرة..تحلم بمستقبل مشرق لكنها لا تجده..تحلم برفيق العمر وإذا به يأتي سعيا لملامحها الملائكية بينما يهرول مسرعا وعائلته تدفعه خارج دائرة فتاتنا بكل قوة بعدما يعلم أنها مصابة منذ صغرها بشلل الأطفال في إحدي قدميها وترك عاهة خفيفة في حركتها.
حدثتني قائلة:أليس من حقي الزواج كأي فتاة في مثل عمري؟..أليس من حقي أن أحيا قصة حب وأصل لنهايتها الطبيعية أم أن إعاقتي هي شلل لمشاعري وليس لحركتي؟..أليس من حقي أن أشعر أنني محبوبة ومرغوبة لشخصي وروحي وثقافتي وليس فقط من أجل جسدي؟؟..أعلم أن الجسد مهم جدا لكنه ليس كل شيء..كما أنني لست معاقة بالمعني الكامل..لكن مجرد شعوري برفض عائلات من تقربوا إلي لدي معرفتهم بإصابتني بتلك العاهة يصيبني بجرح عميق..ولا أود بلجوئي إلي باب افتح قلبك سوي أن أوجه إلي هؤلاء القساة سؤالا واحدا:لماذا تجرحونني؟..لماذا تستبيحون مشاعري وتضيفون أحزانا إلي أحزاني وأحمالا فوق أحمالي؟..
رد المحررة:
عزيزتي: في كل زمان وكل مكان يتلازم الخير والشر..الحسن والقبيح ..الطيبون والعتاة القلوب الحنونة والقساة..كلاهما موجود وكلاهما نقابله كل يوم في حياتنا..فقط نصطدم أحيانا بنماذج متكررة من قساة القلب لاعلاقة لهم بما يخصنا علي الإطلاق..إنهم إفراز الخبرات السيئة التي تعلي الحسيات عن المعنويات..فلا تتصوري أن كل البشر مثلهم هناك كثيرون يرون ما تودين أن يرونه فيك من جمال الروح والخلق قبل جمال الجسد..لا ##أنكر أن مجتمعنا ينظر إلي مثل هذا العائق البسيط الذي تعانين منه علي أنه انتقاص من رصيد جمالك لابد في مقابله أن تقترن زيجتك برجل مخصوم من رصيده نفس القيمة..سواء كانت عاهة أو أي عيب ربما لاتقبله شخصية طبيعية مائة في المائة..تلك وجهة نظرهم هم يحسبون الأمور هكذا..ولأنك مختلفة تحسبينها حسبة أخري لذلك أسألك سؤالا وأجيبي علي نفسك: هل تودين الارتباط بشخص يحسبها هكذا أم تودين الارتباط بآخر له نفس حساباتك ورؤاك في الحياة؟ربما لانملك أن نوجه أفكار الآخرين لكننا نملك الأمل في أن نلتقي يوما ما مع من له مثل توجهاتنا وأفكارنا ورؤانا لننسج حياة مختلفة بدلا من أن نلتقي بأي منهم في تحد لذويه قد يراه الآن رجولة ثم يندم غدا..وتصبح حياتك نموذجا متكررا من حيوات طالما فشلت بين أزواج أصحاء في البدن لكنهم مرضي النفوس.
ردود سريعة:
إلي السيدة ع-س-ل
لم أكن أعلم عندما قرأت رسالتك أنني لن أستطيع نشر سطر واحد منها..لكن يعلم الله كم تألمت لأجلك..وكم شعرت بوخز الآلام في قلبي مثلما تشعرين..وكم احترت في الرد عليك فهل أقولها لك بصراحة شديدة أم أصمت ربما تفهمين الصمت؟إلي أن وصلت إلي الحل النهائي واخترت أن أرد علي رسالتك الطويلة..عزيزتي أطرح عليك تساؤلات ربما تجدينها قاسية لكن عليك الإجابة عليها بينك وبين نفسك..
هل يعلم زوجك بما جاء في رسالتك؟هل يعلم إخوتك؟ ربما يجد القراء في ردي غموضا يثير الفضول في نفوسهم لكنني بالفعل لن أستطيع الإيضاح لكن عدم وجود أرقام تليفونات مع رسالتك توجب علي الرد هنا بين سطور الباب..هل يعلم أن شخصا ما خطه قلمك؟إن لم يعلم أحد فنصيحتي لك مزقي رسائلك جميعها وأدلتك تلك التي تتحدثين عنها مزقيها وأنثريها في عواصف الزمن لتذروها رياح الأيام وعودي إلي ما قبل عام مضي..ولا تحدثي نفسك بما جري فالعمر الماضي لن يعود والعمر الآتي علينا ألا نضيعه بحثا عن عمر لن يعود فعودي إلي نفسك بلا ذكريات.
—-
إلي ف-ط-هـ
الخوف من الطائفية
يا سيدي ألم يكن من الأجدر بك الإبلاغ عن هذا الرجل بدلا من مداهنته تحت دعوي أنه من فلول الحزب المنحل وتخشي بطشه..وتحت دعوي أنك قبطي وتخشي الاضطهاد..كفانا تلاعبا بورقة الاضطهاد وكفانا تلاعبا بورقة الخوف..مصر كسرت الخوف يوم25 يناير وانطلقت إلي آفاق جديدة من تاريخها لماذا يصر الناس علي إعادتنا إلي ما قبل هذا التاريخ..يبدو أن الشعب يريد تغيير أفكاره وليس فقط أنظمته وحكامه.
يبدو أننا نود جرعة مكثفة من الجرأة والشجاعة لنقول للفاسد أنت فاسد في وجهه طالما الحق معنا والمناخ مواتيا..عزيزي دع الخوف جانبا وأبلغ عما تراه من تجاوزات فلن يحدث أكثر مما حدث..كن قويا في الحق..فلا يوجد شيء يؤلم بقدر ما يؤلمك أنك تعلم الحق لكنك صامت عنه فتترك الزور يرعي وآخرين يدفعون الثمن ولا ذنب لهم..ويبقي الذنب كل الذنب علي كاهلك.
فرئيسك المسلم فاسد ومن فلول الحزب المنحل..والأدلة قائمة لكنك قد تعتقد أن المناخ الطائفي ربما يكون غير موات…فهذا غير صحيح لأن الواقعة محل الشكوي ليست طائفية وإنما وطنية..فلن يقف مع الفاسد إلا الفاسدون ولن يقف ضدك إلا الكارهون للخير لمصر فتوكل علي ربك واتخذ الإجراءات القانونية.
———-
إيد الحب
امتدت أيادي الحب بالمبالغ التالية:
100 جنيه ماري حليم
700 جنيه جورج سمير
2000 جنيه فاعل خير
400 جنيه من عطايا الرب
1000 جنيه علي روح المرحومة إميلة فهيم جريس بالبلينة.
ر