+ولد ليصير واحدا منا:لأنه لما سقطت البشرية في القديم عن طريق آدم وحواء كان لزاما علي آدم الثاني الرب من السماء أن يأتي علي عكس الطريقة التي سببت سقوط آدم الأول. فآدم الأول خلق ولم يولد لذلك جاء آدم الثاني (مولودا غير مخلوق) وكما أن حواء سبب السقوط جاءت من جسم رجل بغير امرأة هكذا المسيح سبب الخلاص جاء من جسم امرأة بغير رجل. وكما أن آدم الأول سقط عن طريق الكبرياء هكذا آدم الثاني نجح عن طريق التواضع. ولد من أم فقيرة يتيمة لم تكن تجد من يعولها عهد بها الكهنة ليوسف وخطبوها له لتعيش في كنفه وولد في قرية هي(الصغري بين رؤساء يهوذا – مت2:6) وسكن في الناصرة التي قيل عنها(هل يمكن أن يخرج منها شيئا صالحا-يو1:46) ودعي ناصريا وعاش في بيت نجار بسيط حتي كانوا يعيرونه قائلين:(أليس هذا هو ابن النجار -مت13:5) احتاج إلي رعاية أم وهو راعي الرعاة. احتاج إلي امرأة من صنع يديه تحمله علي يديها وتهتم به وهو المهتم بكل أحد وتغذيه وتعطيه ليأكل ويشرب وهو الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير.
+ولد ليصير معنا:(عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا) إنه معنا عاش بيننا(يشابه الناس في كل شئ ماعدا الخطية) ويحامي عنا( الرب يدافع عنكم وأنتم صامتون) ويدافع عن كنيسته(أبواب الجحيم لن تقوي عليها) إنه معنا عونا في الضيقات وجد شديد. إنه معنا يرثي لضعفائنا ويعيننا علي آلام الحياة(إن كان الرب معنا فمن علينا) ولد ليصير معنا ليس المقصود أن يكون معنا في فترة تجسده فقط وإنما علي الدوام وهكذا يقول الرب(أنا معكم كل الأيام وإلي انقضاء الدهر-مت28:20).
+ولد ليكون فينا:إنه ليس منا وليس معنا فحسب بل إنه أيضا فينا وقد وضح هذا في خطاب المسيح الوداعي حيث قال للآب مشيرا إلي تلاميذه( أنا فيهم وأنت في . ليكونوا مكملين إلي واحد…وأكون أنا فيهم -يو17:23, 16) ويقول الرسول بولس( أنتم هياكل الله وروح الله ساكن فيكم- 1كو3:16).
+ولد ليكون لنا: منا ومعنا وفينا ولنا أيضا يقول إشعياء النبي(لأنه يولد لنا ولد-إش 9:6) ويقول الملاك المبشر:( إنه ولد لكم اليوم مخلص هو المسيح الرب- لو2:11) يوم أن يكون المسيح لنا يكون السلام لنا والسلام ذخيرة المؤمن لا تسطيع الملايين أن تشتريه(إذ قد تبررنا بالإيمان فلنا سلام مع الله) (سلامي أعطيكم سلامي اترك لكم) لذلك نراه لم يستعمل العنف أبدا أو القسوة لم يلجأ إلي القهر بل كان يترك للبشر حرياتهم ويكتفي بأن ينير الطريق ويبشرهم بالخير ويقنعهم بالدليل والبرهان. لقد ذهب مره إلي بلد ورفض أهلها أن يستقبلوه فلم يشأ أن يدخلها ولو شاء لقدر فغضب تلميذان من تلاميذه وأرادا أن ينزل عليها نارا من السماء لتحرقها فأبي وقال(لستما تعلمان من أي روح أنتما) معلما إياهما أن روح المسيح سلام. لقد أعطانا المسيح ذاته ووهبنا حياته وجاد علينا بنفسه لأن أسمي معاني الميلاد (عطية الميلاد) لقد أعطت السماء الأرض خالقها لذلك يجب علينا أن نعطي أنفسنا لمولود المذود الذي أعطانا نفسه وأن نقدم إليه كل ما عندنا ذهبنا لبانا ومرنا فيقدس الذهب ويجعله بركه لنا ويقدس البان ويشمه في حياتنا رائحة حياة لحياة ويقدس مرنا فيساعدنا علي أن نقول(المر الذي يختاره لي الله خير من الحلو الذي اختاره أنا لنفسي).