مفاعيل دم المسيح
إن دم المسيح هو سر خلاصنا. وله في حياتنا مفاعيل كثيرة:
1- يغفر لأنهبدون سفك دم, لا تحصل مغفرة (عب 9:22), فيه لنا لفداء, بدمه غفران الخطايا (أف 1:7- كو 1:14)…
لقد كان الدم منذ القديم وسيلة غفران, رمزا لذبيحة المسيح الكفارية, لهذا رأيناخيط الدم يخترق كل صفحات الكتاب المقدس… رأيناه في ذبيحة الله عن آدم (تك 3:21), ثم في ذبيحة هابيل (تك 4:10), ونوح (تك 8:20), وإبراهيم (تك22), وإسحق (تك 26:25), ويعقوب (تك 31:54) واستمر الأمر كذلك حتي أيام موسي (خروف الفصح- خروج12) ثم نظام الذبائح الدموية: وفي ذبائح أيوب (أي 1:5), المحرقة (لا1), والخطية (لا4), والإثم (لا7), والسلامة (لا3), وفي يوم الكفارة العظيم (لا16). كما رأينا الدم في الحبل القرمزي الذي أنقذ راحاب (يش 2:18), والحية النحاسية (عب 21:9), وبركة يعقوب لابني يوسف علي شكل صليب (تك 48:14)….
2- يطهر لأندم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية (1يو 1:7). وهنا نلفت نظر القارئ الحبيب إلي كلمة كل … فلا توجد خطية تستعصي علي دم المسيح!!, وليست خطية بلا مغفرة إلا التي بلا توبة (من أقوال القديسين).
إن دم المسيح يطهر ويغسل الإنسان من كل خطاياه, لهذا قال الرسول مخاطبا أهل كورنثوس: هكذا كان أناس منكم (يمارسون الخطايا), لكن اغتسلتم, بل تقدستم, بل تبررتم, باسم الرب يسوع, وبروح إلهنا (1كو 6:11). وهكذا فكل من يغتسل بدم المسيح, يتطهر من خطاياه. والغفران يخص الماضي, أما التطهير فيخص الحاضر, تطلعا إلي مستقبل طاهر, أي القداسة…
3- يقدس: والتقديس هنا معناه التخصيص والملكية … فدم المسيح لا يغفر لنا الماضي فحسب, ولا يطهر حاضرنا فقط, بل هو يقدس مستقبلنا أيضا, إذ يجعلنا ملكا للمسيح. لهذا قال الرسول بولس: يسوع.. لكي يقدس الشعب بدم نفسه, تألم خارج الباب (عب13:12), طالبا منا أن اتبعوا السلام مع الجميع, والقداسة التي بدونها لن يري أحد الرب (عب12:14), وقال أيضا: نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة (عب 10:10), لأنه بقربان واحد, قد أكمل إلي الأبد المقدسين (عب 10:14). مسكين إذن من يرتد عن الإيمان, إذ أنهداس ابن الله, وحسب دم العهد الذي قدس به دنسا, وازدري بروح النعمة (عب 10:29).
4- يثبتا في المسيح: فهو الذي أوصانا قائلا:من يأكل جسدي ويشرب دمي, يثبت في وأنا فيه (يو 6:56)…. وهكذا بالتناول ننفذ وصية الرب:اثبتوا في وأنا فيكم. كما أن الغصن لايقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة, كذلك أنتم أيضا إن لم تثبتوا في .أنا الكرمة وأنتم الأغصان. الذي يثبت في وأنا فيه, هذا يأتي بثمر كثير (يو 5, 15:4)… ويحذرنا الرب قائلا: إن كان أحد لا يثبت في, يطرح خارجا كالغصن, قيجف, ويجمعونه, ويطرحونه في النار, فيحترق!! (يو 15:6). ثم يعود فيوصينا قائلا: اثبتوا في محبتي (يو 15:9). وهكذا يحب أولاد الله أن يتناولوا بكثرة, ليزدادوا ثباتا في المسيح.
5- يعطينا حياة أبدية: إذ قال الرب بفمه الطاهر:من يأكل جسدي ويشرب دمي, فله حياة أبدية, وأنا أقيمه في اليوم الأخير (يو 6:54). لهذا فالجسد والدم الأقدسان, هما طريق الخلود, وسبيل الحياة الأبدية. ألم يقل الرب عن نفسه:أنا هو خبز الحياة. آباؤكم أكلو المن في البرية وماتوا. هذا هو الخبز النازل من السماء, لكي يأكل منه الإنسان, ولايموت. أنا هو الخبز الحي, الذي نزل من السماء. إن أكل احد من الخبز, يحيا إلي الأبد. والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي, الذي أبذله من أجل حياة العالم (يو 6:48-51).
وهكذا تظل الإفخارستيا طريقا للخلود, لأن الرب قال: من يأكلني فهو يحيا بي (يو 6:57), إني أنا حي, فأنتم ستحيون (يو 14:19)… و هذه هي الحياة الأبدية, أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك, ويسوع المسيح الذي أرسلته (يو 17:3).