تستدعي كنيستنا القبطية في مثل هذه الأيام تذكارات السيرة العطرة التي لأبينا قداسة البابا كيرلس السادس: رعويته, صلواته, خدمته وكلماته وافتقاداته لأبنائه حتي بعد نياحته… يصنع شهادة علي ذلك تزاحم مئات الآلاف من محبيه من سائر الأقاليم ليلتفوا حول مزاره بدير شفيعه الشهيد مارمينا العجايبي بمريوط لنتذكر سيرته وغني تراثه.
وإذا كانت علاقة المتنيح البابا كيرلس السادس بشعبه هكذا فكم بالحري علاقته مع آباء الكنيسة المطارنة والأساقفة المعاصرين لحبريته.. اخترنا جوانب من هذه العلاقة بشيخ المطارنة نيافة أنبا ميخائيل مطران أسيوط…
يروي لنا الشماس الإكليركي صفوت فكري بمطرانية أسيوط قصة بعض اللقطات النادرة التي تعود إلي الزمن الجميل في بدايات حقبة الستينيات من القرن الماضي ويجمع ما بين المتنيح البابا كيرلس السادس ونيافة أنبا ميخائيل مطران أسيوط.
* اللقطة الأولي: صورة نادرة للمجمع المقدس الذي انعقد في يناير 1960 بمقر البطريركية القديمة الكاتدرائية المرقسية بكلوت بك والصورة يتوسطها المتنيح البابا كيرلس السادس مع بعض المشاركين في المجمع ومنهم الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج والأنبا مرقس مطران أبوتيج والأنبا أثناسيوس مطران بني سويف والأنبا لوكاس العلامة مطران منفلوط والأنبا بطرس مطران أخميم والأنبا يوأنس مطران الجيزة والأنبا تيموثاوس أسقف دمياط ثم أنبا ميخائيل مطران أسيوط.
ومن المجامع القليلة التي انعقدت في حبرية المتنيح البابا كيرلس السادس مجمع عام 1963 الذي اعترف فيه الآباء الأساقفة بقداسة الأنبا إبرآم أسقف الفيوم وأبونا ميخائيل البحيري والأنبا صرابامون أبوطرحة, وكان ذلك أول مجمع مقدس يحضر فيه قداسة البابا شنودة الثالث بصفته أسقفا للتعليم, وتم تسجيل قراراته بناء علي طلبه, والمجمع الثاني الذي سجلت قراراته أيضا الذي انعقد عام 1965 بعد عودة قداسة البابا كيرلس السادس من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا حيث انعقد المؤتمر الكنسي العالمي الذي ضم الكنائس الأرثوذكسية وبحضور الإمبراطور هيلا سيلاسي والذي طلب فيه أن تكون الرئاسة لقداسة البابا كيرلس السادس ودعي إليه كل بطاركة العالم حيث وقع قداسته علي اتفاقية الحوار الكنسي التي تعمل بها الكنائس القبطية حتي الآن في حواراتها اللاهوتية.
بدأ نشر قرارات المجامع المقدسة التي انعقدت في عهد البابا كيرلس السادس بيد نيافة الأنبا غوريغوريوس في باب وثائق المجامع المقدسة في كتابه الرائع وثائق الوطن الذي يضم ثمانية مجلدات كبيرة وهذه المجامع كان قد حضرها بنفسه مشاركا بصفته أرشيدياكون. ثم بصفته أبونا باخوم المحرقي ثم بصفته نيافة الأنبا غوريغوريوس أسقف الدراسات اللاهوتية والبحث العلمي.
جمعت البابا كيرلس السادس بنيافة أنبا ميخائيل مطران أسيوط علاقة حميمية فكان رفيقا لسفريات قداسته في رحلة الفاتيكان عام 1973 ورحلة لندن 1979, كما كان ضمن الوفد الرسمي الذي رافق جسد القديس مرقس الرسول في رحلة عودته إلي القاهرة عام 1968, كما عهد إليه قداسة البابا كيرلس السادس بالإشراف علي بناء الكاتدرائية المرقسية بالأنبا رويس بالقاهرة حيث أقام متفرغا إقامة دائمة للإشراف علي عمليات البناء ومن الجدير بالذكر أن لنيافته مقرا خاصا بمبني المطارنة بالكاتدرائية المرقسية بكلوت بك والذي شيدت في عهد البابا يوساب.
* اللقطة الثانية: جمعت ما بين قداسة البابا كيرلس السادس ونيافة أنبا ميخائيل مطران أسيوط, كان ذلك عام 1960 يوم سيامة الأنبا مينا مطران جرجا ونجع حمادي والذي يظهر في الصورة ساجدا وبحضور نيافة أنبا ميخائيل مطران أسيوط بصفته رئيسا لدير الأنبا مقار ببرية شيهيت فكان ضمن طقس السيامة أن يقوم رئيس الدير بتسليم ابنه في الرهبنة لقداسة البابا ويزكيه لديه, ومن المعروف أن ذلك تزامن مع سيامة أنبا ميخائيل مطرانا لأسيوط في 25 أغسطس 1946 وحينها عهد إليه قداسة البابا يوساب: برئاسة دير الأنبا مقار رسميا.
* اللقطة الثالثة: يجمع طقس التناول في إحدي المناسبات ما بين قداسة البابا كيرلس السادس ونيافة أنبا ميخائيل.