توارت الابتسامات علي الوجوه وخمدت القهقهات علي المقاهي وتغلبت الكآبة علي الأماني… ماذا يحدث في بلدي الحبيب؟!
وزيرة القوي العاملة زفت إلينا بشري بتوفير فرص عمل للنساء بوجود وظائف لهن في إحدي الدول العربية يعملن خادمات وعاملات نظافة!!, وتطالعنا الصحف بأخبار عن تقديم ضباط شرطة للمحاكمة بتهمة تعذيب بعض المواطنين وهم الأمناء علي أمنهم,ويقتل الأب أولاده وزوجته,وتدوس قطارات السكة الحديد قطارات أخري في ملهاة صراع الحديد بالحديد, وتوالت وقفات الاحتجاج من الموظفين علي سلالم الوزارات,وأصبحت الرشاوي والاختلاسات هي العرف السائد لقضاء المصالح,وانهارت العمارات الجديدة بسبب الغش في البنيان,وسقطت جامعاتنا في امتحانات التفوق العلمي ولم تدرج واحدة منها من بين أفضل 500 جامعة في أنحاء العالم ولم يعد معترف بشهاداتها,وأصبح القمح المستورد مليئا بالسموم,وامتلأت الشوارع بالمتشحات بالسواد باسم النقاب,وتعددت سيارات التاكسي ما بين الأصفر والأبيض والأزرق,وزعقت السماوات بالميكروفونات تؤذن للصلاة ورغم ذلك نامت الضمائر وكثر الغش والخداع.
جاءتني زوجتي بجرائد الصباح وأنا أتناول الإفطار وأشارت إلي آخر قصيدة شعرية جاءت بها قريحة شاعرنا الرقيق فاروق جويدة… ولم تعلق بكلمة واحدة فقد كانت تبكي بدموع ساخنة,غلبني فضولي فهجرت الطعام لأقرأ هذا عتاب الحب للأحباب هي ليست مجرد عتاب بل صرخة ألم وعذاب. جاء فيها:
شيعت أوهامي… وقلت لعلني
يوما أعود لحكمتي وصوابي
كيف ارتضيت ضلال عهد فاجر
وفساد طاغية… وغدر كلاب؟!
هجرت الطعام وأسندت رأسي علي كتف زوجتي… وبكينا معا.