أسوأ وأحقر سلوك يصيب أي مجتمع أن يتفرغ فيه الناس لانتقاد الناس… جميع العيون تخترق كل من حولها وتتهمهم بالخروج علي التقاليد أو الدين. إنه كابوس يصيب المجتمع بعدم الثقة في الآخرين وإحساسنا وهما أن كل واحد منا هو الصواب وغيرنا مخطئ أو آثم.
ركبت سيارة تاكسي صباحا في طريقي إلي عملي وكان يقودها شاب في سن أحفادي,وبادرته متبسطا بقولي صباح الخير. لم يرد التحية,وبعد فترة قصيرة قال بثقة كاملة يعلمني درسا الناس تقول في التحية – السلام عليكم – وليس صباح الخير.
أصابني عفريت من الجن وخصوصا أني مريض بالسكر,وجاء اليوم الذي يعلمني فيه أحد أحفادي ديني وخصوصا إذا كان جاهلا. فقلت له بحدة أنا آسف جدا يا ابني… صباح الزفت والقطران علي دماغك… صباح الطين والبلاوي. ولم أتوقف لغضبي الهائل إلي أن وصلت إلي مكان عملي.
تذكرت هذا الموقف عندما قرأت في الجرائد ذات صباح أخبار القبض علي المفطرين في رمضان في محافظة أسوان,وهي سابقة في منتهي الخطورة في بلد يعتمد في موارده علي السياحة,ويوجد بين مواطنيه أصحاب ديانة أخري,كما يمتلئ بالأمراض والمرضي.
علمتني خبرتي وتجاربي في الحياة أنه كلما زاد التزمت والتدقيق في كل التفاصيل سواء في الحياة العامة أو في أماكن العمل… كلما كان ذلك مؤشرا علي الانهيار أو مؤشرا علي وجود خلل فادح,فالسلاسة والسماحة دليل علي الصحة النفسية.
… وصباح الخير.