فاجأتني شخصية الرئيس أوباما أثناء زيارته لمصر وذكرني بشخصيتين سياسيتين من الزعماء الذين تركوا بصمة في بلديهما وهما مصطفي النحاس في مصر والحبيب بورقيبة في تونس.كانت لكل منهما شعبية جارفة كاسحة بسبب البساطة والتواضع والتلقائية,فتشعر معهما أنك في لقاء مع أحد أفراد أسرتك.
أتذكر الآن أن النحاس باشا أثناء لقاءاته مع الجماهير الضخمة المحتشدة كان يتوقف أثناء خطبته ليصيح في الباعة الذين يتجولون في السرادق الضخم وهم ينادون علي مضاعتهماسكت ياتباع اللبويدوي السرادق بالتصفيق والضحك.
وأتذكر بورقيبة أثناء خطاب له في الحشوط التونسية عندما كان يتكلم عن سياساته الداخلية والخارجية وقالحتي نتمكن من عمل إصلاحات اقتصادية يجب أن نبحث عن وسيلة لتنشيط برامجنا…وهنا ارتفعت هتافات الجماهير التونسية تداعبة عاشت وسيلة…عاشت وسيلةفرد عليهم بورقيبة قائلاأقصد وسيلة بمعني طريقة…وليست مراتي ياغجر.
هذه الشعبية والبساطة والتواضع والقبول والذكاء الحاد التي يتمتع بها أوباما رفعت الحواجز والتحفظات بينه شخصيا وبين شخصه.
جاء أوباما إلينا يحمل غصن الزيتون ويتصور المتشددون أنه يخفي سيفا داخل غصن الزيتون…ولكن أتذكر دخوله إلي المسرح الكبير في قاعة جامعة القاهرة بغير مقدمات وبغير بروتوكولات وبغيرزفةحتي فوجئ به الحاضرون أمامهم يلقي من الذاكرة كلمة في منتهي الحساسية والأهمية لأنها ترسم خريطة لعالم جديد.
…هذا الرجل أحبه.