يدهشني أن أجد بعض المسلمين يرفعون أصابع الاتهام للأقباط بأنهم يمتلكون ثروات كبيرة..يدهشني أكثر أن أجد الأقباط يستنكرون بل وينكرون هذه الأقوال كما لو كانت نوعا من الخطايا.
الواقع العلمي في كل المجتمعات يقف علي مفاهيم أخري.. فإننا نجد الأقليات في الدول العالم تتفجر فيها طاقات ومواهب واضحة تجعل لها الريادة والقيادة في بعض الميادين,وأبرز هذه الأمثلة موقف الزنوج في الولايات المتحدة الذين يتفوقون في الألعاب الرياضية ويحصدون معظم الميداليات بأنوعها في المسابقات الدولية ويجلبون أكاليل الغار لبلادهم.
وفي مصر تفوق الأقباط علي مدي عقود طويلة في أعمال الصيدلة والهندسة والترجمة والبنوك والصرافة حتي أن الولاة علي مدي التاريخ الوسيط والحديث أسندوا أعمال الجباية لأموال الدولة من الأقاليم والأرياف لصيارفة كلهم من الأقباط,بسبب مهارتهم وأمانتهم.
كتبت في مقال سابق أتساءل عن الأسباب التي تجعل العائدين من الدول العربية يكرسون كل جهودهم لشراء أراض زراعية أو البناء ويتفرغون لمعايرة الأهل والأصدقاء بثرائهم..وتساءلت عن الأسباب التي تجعل العائدين من الدول الغربية يكرسون جهودهم في إقامة مشاريع إنتاجية كالمصانع.
براعتنا أن نرعي ونساند المواهب الكامنة حتي تتفجر وتجلب أكاليل الغار لبلادنا..وبنظرة خاطفة نجد أن بعض الشركات التي يمتلكها أقباط يمتد نشاطها وفروعها إلي دول الشرق الأوسط ودول أفريقيا..إنه استثمار ذكي وناجح وتشغيل للأيدي العملة وعائد من العملات الصعبة يدخل خزائن بنوكنا.
دعونا نتفرغ للبناء..ونلقي من أيدينا معاول الهدم والتخريب.