جلست وحدي وراء النافذة أحتسي فنجان قهوة الصباح…كنت عكر المزاج بغير سبب واضح,وراودتني فكرة أن حالي هذا ناتج عن مضاعفات الشيخوخة فلها أحكامها.هبطا أمامي عنكبوت صغير علي خيط رفيع من صنعه مشبوك علي فرع الشجرة التي تمتد فروعها حولي.
ونتيجة لحالتي السوداوية تذكرت وأنا أتامل العنكبوت الصغير نوعا آخر من العناكب ويسميالأرملة السوداءوتشتهر بأن الأنثي لونها أسود وبعد أن ينتهي الذكر من تخصيبها تستدير إليه وقبل أن ينتبه تلدغه بمادة سامة وتقتله علي الفور ثم تأكله.
بدأت خواطري تعقد مقارنة بين هذه العناكب القاتلة وحياة بعض البشر.
تذكرت صراع السلطة علي حدودنا بين الأسرة الفلسطينية…نشأت حماس في حضن منظمة التحرير الفلسطينية وترعرعت ونمت,وبعد أن اشتد عودها استقلت ثم قفزت علي غزة وعزلتها عن السلطة الفلسطينية الشرعية المعترف بها عربيا ودوليا,وأقامت كيانا مستقلا تحت شعارات براقة بغير مضمون يصلح للتطبيق,ولم تستطع أن تلدغ بالسم السلطة الفلسطينية الشرعية التي خصبتها فبدأت تدعي النضال بالصواريخ المستفزة وليست المؤثرة علي أراضي إسرائيل فكان ما كان.
ماذا كان يحدث لو نجحت الأرملة السوداء في السيطرة علي مقدرات كل الشعب الفلسطيني؟…ماذا كان يحدث لو نجحت حماس في مخططها وأقامت دولة علي حدود مصر والأردن والسعودية؟
قمت من جلستي وراء النافذة ومزاجي أكثر سوداوية.