ذهب مجموعة من الصيادلة المصريين المهتمين بأحدث تكنولوجيا تصنيع الدواء إلي معرض الصناعات الدوائية في فرانكفورت بألمانيا والذي أقيم من 25 إلي 27أكتوبر الماضي.. وكانت المفاجأة.
وجد الصيادلة المصريون أن أحد أكبر الأجنحة هو الجناح الهندي.. فقد أصبحت الهند في مقدمة الدول الداعمة لهذه التكنولوجيا المتقدمة والتي تعتمد علي العلوم المتطورة.. فما هي الحكاية؟
تعتمد صناعة الدواء علي خامات أولية تجري عليها تجارب معقدة منها مزج هذه الخامات بجراثيم أو بكتيريا معينة حتي تتفاعل.. ثم يتم تنقيتها وتطهيرها من هذه الجراثيم حتي يمكن استخلاص مادة نقية تكون العنصر الأساسي في صناعة دواء معين.. وتصدرت الهند هذه الصناعة, وأصبحت الشركات الكبري العالمية تعتمد علي الهند وبعدها الصين وكوريا الجنوبية في الحصول علي المواد الأولية.. وبهذا تختصر شركات الدواء العالمية الجهد والوقت وتكرس نفسها لتصنيع الدواء نفسه ولا تقوم بتسويقه إلا بعد تجارب طويلة.
وعلينا أن نعرف أن المواد الأولية التي تصنعها الهند تخضع لموافقة منظمة الصحة العالمية وهيئة الدواء الأمريكية وهيئات أخري دولية.
وعلينا أن نعرف أيضا أن موارد الثروات في العالم تعتمد حاليا علي تكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا بيع الدواء وتجارة السلاح.. ومن هنا نعرف حجم الثروات التي تحصل عليها الهند عندما تكون المورد الرئيسي لأكبر شركات الدواء في أمريكا وسويسرا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا.
وعلينا أن نعرف ثالثا أن مصر قامت بإنشاء شركة لتصنيع المواد الأولية للدواء هي شركة النصر للصناعات الدوائية وكانت تغذي بمنتجاتها 12شركة أدوية مصرية.. وآن الأوان أن نبكي علي اللبن المسكوب بعد أن تنجزت أحلامنا.
كنا في يوم من الأيام عندما نتهم أحدا بالسذاجة فنقول أنت هندي.. أما اليوم فينصحك طبيبك بقوله: إذا أردت الشفاء فاشتر دواء مستوردا.