استيقظت صباحا صافي الذهن نشيط البدن وأخذت أرشف بتلذذ فنجان الشاي,ثم تناولت واحدة من جرائد الصباح ووجدت ما أصابني بضيق عظيم.
في الصفحة الأولي وجدت إعلانا مدفوع الأجر نشره حفيدل عبود باشا يشكران فيه طوب الأرض والطير في السماء علي استعادتهما اعقار ورثاه عن جدهما.وغصت في الكرسي الذي أجلس عليه..هل هذا ما تفعله مصر مع حفيدي الرجل الذي أدخل الصناعة الحديثة لأول مرة,الرجل الذي أسس كشريك أول بنك وطني وهو بنك مصر,الرجل الذي أقام أول مؤسسة للسينما,الرجل الذي بني أسطولا بحريا للتجارة تجوب سفنه مواني العالم ويرفرف عليها العلم المصري.
الحق أقول…انقبض صدري
ووجدت خبرا كبيرا علي الصفحة الأولي أيضا يقول إن أسعار الأغذية تلهب ظهور الفقراء حول العالم.وتأكدتي ظنوني من العبث الذي نقوم به فإذا سقطت طائرة مصرية تنهال الأخبار عن سقوط طائرات في كل القارات,وإذا حكم علي مسئول في قضية فساد تنهمر الأخبار عن مسئولين فاسدين في دول العالم…وهكذا تدور سياسة النشر في صحافتنا القومية.
وأخذت أقلب صفحات الجريدة فوجدت نصف صفحة كاملة وبالألوان لاحتفال ضم كبار المسئولين في الجريدة ومعهم مدير جامعة القاهرة لأن الجريدة أصدرت موسوعة توثيقية لتاريخ الجامعة…وكأنما هذا العمل ينفي أن الجامعات المصرية سقطت في القاع ولم يعد معترفا بها أو بخريجيها في أي مكان في العالم.
ووجدت خبرا كبيرا يقول إن خمسة لاعبين مرشحين لنيل لقب سفير الطفولة العربية سنة2008,وفي الصفحة المقابلة خبرا آخر بالصورة وبالألوان يقولاليوم إعلان تفاصيل اختيار حسن حمدي سفيرا للأمم الأوربية.
لم أفهم شيئا…طويت صفحات الجريدة,وأزحت كل الجرائد من أمامي.
فتحت الراديو وبدأت أستمع للإذاعة البريطانية.