من الجبال المغطاة بالثلوج إلي الشواطئ الرملية المسترخية تحت أشعة الشمس تزخر هذه البلاد بالمناظر المتنوعة, وتشتهر بالأراضي المنبسطة العشبية وتعج بالحيوانات والطيور البرية وفيها منحدرات جبلية خصبة تخفي وراءها طرائد الصيد أسودا رابضة في ظلال أشجار السنط وفهودا تجري خلف فريستها… هذا أيضا مكان قبائل الماساي المحاربين المزينين بعقود الخرز يحملون رماحهم ويعتمدون في معيشتهم علي فطنتهم وشجاعتهم… إنها عالم التباين المثير والمناظر الطبيعية الخلابة.
وتبدأ أرضها بمستنقعات ساحلية تنمو بها غابات المنجروف يليها سهل ساحلي يمتد بطول البلاد من الشمال إلي الجنوب, وتنتشر التكوينات المرجانية قرب الساحل, ويزداد ارتفاع السطح نحو الغرب والشمال حيث الهضبة الكينية التي يزيد ارتفاعها نحو الغرب والجنوب الغربي, ويتراوح الارتفاع بين 1.500م و2.500م, وأعلي جبالها كينيا ويبلغ ارتفاعه 5196 مترا, وفي الشمال الغربي من كينياتسير الحافة الأخدودية حيث توجد بحيرة ردلف, وقد برزت منها حافات عالية تصل أحيانا إلي 3000 متر.
ويتشكل السكان من حوالي أربعين قبيلة من أبرزها قبائل الكيكويو والوو والكاما والكيس وميرو والتركانا والناندي ثم الماساي, وهناك جمعات آسيوية من العرب حوالي 50 ألف نسمة والهنود, والباكستانيين والإيرانيين, وعدد الآسيويين حوالي 60 ألف نسمة يضاف إلي هذا القطاع أربعون ألفا من الأوربيين.
الزراعة عصب الاقتصاد الكيني, ويعمل بالزراعة 78% من القوي العاملة وتقوم علي المطر وحول الأنهار, وتزرع الأذرة والكاسافا والموز والأرز والقمح علي المرتفعات, ولقد ازدهرت بكينيا حاصلات نقدية مثل البن والشاي وقصب السكر والسيسل والقطن, ويشكل البن ربع صادراتها, والرعي حرفة هامة في كينيا وثروتها من الأبقار حوالي 11 مليونا, ومن الماعز والأغنام 9 ملايين وتربي الإبل وقد بدأت نهضة في كينيا بعد إقامة عدة مشاريع للكهرباء.
المدن السياحية
نيروبي عاصمة كينيا وتوجد بالمرتفعات الداخلية, ويفصلها عن الساحل خمسمائة كيلومتر, بحيرة فكتوريا وتطل علي وكيسومو تقريب, ويليها مدينة ممباسا الواقعة علي الساحل ثم مدينة تاكورو كما أنها مركز للأعمال المزدهرة المفعمة بالنشاط وقلب التجارة في شرق أفريقيا بمبانيها الشاهقة التي تشرف علي شوارع فسيحة مصفوفة بالأشجار تعتبر من أجمل المدن وأمتعها لمن يحب التسوق فمحلاتها تترواح بين الحديثة العصريةودكاكين الأسواق خذ مثلا طريق كينياتا الذي أنشئ في الأصل ليسمح لفريق مكون من 12 ثورا بالدوران للخلف بسهولة هو الآن مرآة العاصمة المفضلة… ماسحو الأحذية يرون من علي بعد 200 متر الأحذية التي تحتاج للتلميع والتجار الصغار يبيعون أنواعا هائلة من الهدايا التذكارية… لا تنس زيارة متحف كينيا الوطني لتري المعروضات التاريخية والثقافة المحلية.
بحيرة ناكورو
هناك أكثر من 370 طائرا من مختلف الأنواع عند بحيرة ناكورو المشهورة حيث تتجمع أعداد ضخمة من البشروس (طائر الفلامينجو) التي تغمر شاطئ البحيرة بلونها القرنفلي بينما تترصد النمور في غابات السنط علي طول حافة البحيرة وإذا تنزهت في قارب استطعت أن تري فرس النهر وطيور البحيرات الجميلة عن كثب.
ماساي مارا
يعتقد الكثيرون أن ماساي مارا أفضل الأماكن لصيانة الطرائد في كينيا وتوجد بجوار سيرينجيتي وتشكلان معا مساحة واسعة من السهول العشبية الواسعة التي لا مثيل لها في أفريقيا… إن الطيور والحيوانات في هذا الجزء من أفريقيا كثيرة ومتنوعة لدرجة لا يمكن تخيلها إلا إذا رأيتها.
السفاري بالمنطاد
لا شك في أن القيام برحلة في منطاد الهواء الساخن تجربة فريدة لاستكشاف جمال الماساي مارا شاهد موطن الحيوانات البرية من مقعدك في الهواء… ابدا مبكرا في الصباح لتستفد من وقت الطقس الأنسب, ولظروف الرؤية الجوية يستمرالطيران لنحو ساعة ويتيح لك فرصة لا تضارع لمشاهدة الحيوانات البرية ولالتقاط الصور من الجوء, بعد الهبوط استمتع بالاحتفالات قبل العودة إلي السكن.
رحلة السكة الحديد
من أمتع الرحلات بالسكة الحديد في أي مكان بالعالم هو ركوب بين نيروبي ومومباسا… ابدأ في السماء قبل أن تستقر في مقصورة النوم الفاخرة التي تذكرك بتاريخ البلاد الحافل, استيقظ عند الفجر لتري المتغيرة من مقصورتك الخاصة وأنت جالس ترشف القهوة, ستصل إلي نهاية الرحلة وقت الضحي.
مومباسا
ثاني مدن كينيا ومن أروعها وذات تاريخ عميق… إنها مدينة ساحرة شبه جزيرة وتربطها بالأرض الأم ممرات مائية, المدينة القديمة عبارة عن حارات متشابكة ومساجد ومنازل قديمة ضيقة تنحدر تدريجيا إلي المرفأ… أما المدينة الجديدة فشوارعها واسعة ومريحة وجوها لطيف معتدل.
ساحل مومباسا
وفي ساحل مومباسا ستجد شواطئ لم يفسدها العمران ونباتات مرجانية لم تمس وجماعات بشرية علي طبيعتها… هذا ما ينتظرك علي شاطئ كينيا المطل علي المحيط الهندي الدافئ, علي بعد ساعات من متنزهات الحيوانات البرية توجد شواطئ كأنها ذهب تزينها أشجار النخيل تحميها سلسة صخور مرجانية كأنها جنة في الأرض, بعيدا عن الشاطئ يوجد عالم المغامرات, ساحل كينيا علي المحيط الهندي من أفضل الأماكن في العالم للصيد والغطس تحت الماء وفيه أجمل النباتات المرجانية ذات الألوان البديعة تحفها أفواج من الأسماك الدوامة المختلفة الأشكال والألوان ويمكن أن يراها الغطاسون والسباحون علي السواء, بجانب المنتجعات والمطاعم, وإن كنت من محبي الغطس ستجد أنواعا لا تضارع من تسهيلات الألعاب المائية أما إن كنت تريد رياضة ركوب الأمواج فهي متوفرة هنا مع التدريب أيضا… هل تريد الغطس بجهاز التنفس, كل الأجهزة والمعدات متوفرة أيضا لتأخذها معك إلي البحر وذلك في جو يسوده الجمال في أفضل مكان في العالم ذي الطبيعة الساحرة.