تحدثنافي المرات السابقة عن:1-البعد الروحي 2-البعد الكتابي, ونتحدث اليوم عن البعد الكنسي.
واضح أن حديثنا مع الشباب, سواء علي المستوي الجماعي أو الفردي, يجب أن تكون له أبعاده الكنسية, عن إيمان واقتناع بأن الشباب هو جزء من جسد السيد المسيح…الكنيسة,وأن كل شاب أو شابة يجب أن يقتنع بعضويته في هذا الجسد المقدس, التي أخذها بالمعمودية, وينميها من خلال الحياة الكنسية اليومية, سواء في الكنيسة…المبني, أو في الكنيسة…المنزل, أو حتي في الكنيسة…القلب
وأهم أبعاد الحياة الكنسية هي:
1-العقيدة الأرثوذكسية
2-الطقس الحي
3-الجذور الآبائية
1-العقيدة الأرثوذكسية
لاشك أن عقيدة كنيستنا هي العقيدة ذات السمات الإيجابية…منها أنها:
أ-عقيدة سليمة:
بمعني أنها مضبوطة بالكتاب المقدس والتقليد الرسولي, وكنيستنا تفخر- بنعمة الله- أنها قدمت للمسيحية علماء اللاهوت الذين استطاعوا أن يقتنوا الإيمان المسيحي والعقيدة السليمة, ويصيغوا قانون الإيمان وحقائق المسيحية بأسلوب دقيق شهد له العالم المسيحي آنذاك,وما يزال!!
ب- عقيدة مستقيمة:
وأقصد بذلك أنها لم تمل يمنة أو يسرة…بدأت من عصر الرسل, وحتي الآن,في خط مستقيم, محافظ بدون أدني انحراف, البعض انحرفوا يمينا, , واحتج عليهم بعض منهم فانحرفوا يسارا , فإذا ما جلسوا وتقاربوا للحوار, سيعودون إلي الجذور الأرثوذكسية.
ج- عقيدة شاملة:
فهي لا تميل إلي المبالغة في أمر علي حساب الآخر, فنراها تتحدث عن الإيمان دون أن تهمل الأعمال, وتكرم العذراء دون أن ترفعها إلي مصاف الألوهية…وتسمح بقراءة الكتاب المقدس والتأمل في كلماته, دون أن تعطي لكل فرد حرية التفسير, فالمسيحية لن تبدأ بنا…وتعطي الكهنوت سلطة وكرامة, دون أن تغمط الشعب حقه في صنع القرار الكنسي…تتحدث عن النعمة وتتحدث عن الجهاد أيضا..وهكذا في شمول يعطي المسيحية-وصورتها الشاملة المتكاملة.
د- عقيدة كتابية:
فمع أن الكنيسة القبطية كنيسة تقليدية, تؤمن بأهمية التقليد الكنسي, وأن الكتاب نفسه هو من تسليم التقليد لنا إلا أنها تؤمن أن الكتاب المقدس هو الحكم علي كل عقيدة أو تقليد أو طقس…لهذا فكل عقائد كنيستنا كتابية..مئات الآيات للأسرار والشفاعة والتقليد وتطويب العذراء ومسحة المرضي بالزيت والكهنوت والمذبح…إلخ.
لاشك أن عقيدة كنيستنا القبطية الأرثوذكسية, هي الفهم السليم للكتاب والحياة, ولانقصد بذلك تعصبا, ولكنه التراث الذي تسلمناه من الآباء دون زيادة أو نقصان. لقد عاش آباؤنا المسيحية والإنجيل والمجتمع, ونحن ندرس حياتهم وأقوالهم وتفسيراتهم للكتاب المقدس ولاهوتهم, ونجتهد أن نستمر في نفس الطريق. وهكذا إذ نضرب بجذورنا في عمق التاريخ, وفهم وسلوك الآباء, ترتفع الساق إلي فوق, وتورق وتزهر وتثمر لمجد السيد المسيح…وبناء ملكوت الله.