بعد 30 عاما من الصراعات والتزوير في كل الانتخابات تبدأ التيارات السياسية بالساحة تعريف الناخبين بأنشطتهم وأوكارهم إلا أنه لايزال هناك أغلبية تعتبر أغلبية صامتة بالرغم من وجود ثورة 25 يناير فكيف تصل هذه التيارات السياسية إلي الأغلبية الصامتة؟
في البداية أوضح الدكتور عمار علي حسن أستاذ علم الاجتماع السياسي أن الأغلبية الصامتة من الشباب تعتبر مسئولية الأحزاب السياسية حيث إن الأحزاب مدارس للتعليم السياسي وأضاف أن الأحزاب السياسية تعددت وزادت بعد الثورة ويجب عليها أن تؤدي دورها الطبيعي في أن تستهدف قطاعات عريضة من الشباب حيث إن الشباب يشكل النسبة الأكبر من حجم السكان وذلك لجذبهم إلي الحياة السياسية الحزبية ومحاولة توسيع قاعدتها الجماهيرية ولو أن الأحزاب تقوم بدورها علي أكمل وجه لكانت كافة قطاعات الشباب التي شاركت في الثورة انتظمت وتوزعت علي مختلف الأحزاب السياسية .
أما عن كيفية وصول التيارات السياسية المختلفة إلي الأغلبية الصامتة من الشباب حتي يكون للشباب فرصة الاختيار قال الدكتور عمار علي كافة التيارت أن تقوم بوضع خطة لجذب القطاعات الشعبية وأن يكون لها حضور منظم في الشارع المصري والبحث عن وسائل غير تقليدية للتواجد مع الشباب وذلك عن طريق تقديم بعض الخدمات في بعض المناطق والتواجد في الأزمات التي يتعرض لها المجتمع المحلي ومحاولة الاقتراب من التكوينات العائلية خاصة في الريف والصعيد .
أكد الدكتور عمار أن الحياة السياسية مليئة بالصراع سواء صراع مصالح أو صراع أيدولوجيات حيث إنه في أي مجتمع توجهات سياسية مختلفة تسعي للوصول إلي السلطة مضيفا أن الصراع والتنافس بين التيارات الليبرالية والاشتراكية والإسلامية ظاهرة صحية بشرط أن يكون التنافس علي أساس أن تمارس هذه التيارت السياسة من بابها الشرعي وهي تكوين أحزاب سياسية , وأن تؤمن بحق الآخر في الوجود وحقه في المنافسة بالإضافة إلي تكافؤ الفرص بين المتنافسين .
ويتوقع دكتورعمار أن المستقبل في مصر للتيار المدني والدليل علي ذلك جمعة 27 مايو التي شاركت فيها كافة التيارات المدنية وأن التيار المدني بدأ ينظم ذاته في أحزاب وأنه متواجد بقوة في مؤسسات المجتمع المدني ولكنه أكد أن الشعب المصري متدينا بالفطرة ولكن توجهه مدني وهذه مسألة يجب أن يلتفت إليها التيار المدني .
وقال الدكتورعماد جاد الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن الصراع والتنافس بين التيارات المدنية اليسارية والليبرالية والدينية سوف يستمر بتواجد كل من التيارين وتوقع أن الإخوان والسلفيين لن يفوزا بمقاعد في الانتخابات البرلمانية المقبلة
وأكد علي ضرورة مشاركة الأغلبية الصامتة من الشباب في الانتخابات البرلمانية المقبلة وأن يكون لهم دور في بناء بلدهم ومستقبلها وتحديد مصيرها وحذر من انخفاض معدل المشاركة في الانتخابات وأن انخفاض معدل المشاركة في الانتخابات سوف يكون في صالح التيار الديني .
وأشار إلي أن القوة المدنية تدعو إلي الدولة المدنية التي تقوم علي أساس المواطنة والمساواة وحقوق المواطنة ويقوموا بعمل اجتماعي من خلال قوافل وجهود وتوفير المواد الغذائية بأسعار معقولة للوصول إلي كافة فئات المجتمع ومنهم الشباب .
وعن رأي الشباب قال ## كريم محمد ## إن الأغلبية المغيبة سياسيا هي من ستملك كلمة الحسم وسترجح كفة دون أخري أو سيتم إغراؤها بالسلع الحياتية الأساسية وتوزيع الأموال مثلما كان في النظام السابق فالتغيير لم يحدث بشكل جذري وكبير ورأي أن الفكر الوحيد الواصل لأغلب الناس هو الإسلامي ولا يري ضرر في هذا ولكن يري أن الدين يتم استخدامه لأغراض تقلل منه ويتأثر الشباب بالدين نظرا لأننا شعب متدين بالطبيعة وعلي العكس معظم التيارات السياسية تجد صعوبة في التواصل مع المواطن والشباب جميعا ويجب ترك البرج العاجي والاتجاه مباشرة للشباب والنزول إليهم وبالنسبة للانتخابات القادمة يراها شرسة جدا.
ونفي ## علاء سلامة ## الذي يعمل بمحل لقطع غيار السيارات معرفته التامة ببعض المصطلحات السياسية كالليبرالية والعلمانية وإنه يسمع عنها فقط كأسماء بالتلفاز أو في أحاديث الناس المتضاربة وعن نفسه لا تشغله هذه التيارات التي يشعر بأنها بعيدة تماما عن من هم مثله و أكثر ما يشغله بحياته الشخصية توفير احتياجاته اليومية والحياتية وأي أحد سيقول له إنه سيوفر له ذلك سيكون معه وعن التيارات الدينية قال إنها ## ناس خير وبركة وأكيد مش هيخدعونا دول رجال دين يعني ## ورفض التعصب والعنف وأكد أنه سيشارك في الانتخابات القادمة لأول مرة في حياته .
فيما تكلمت بسخرية ## سهر سمير ## الطالبة بكلية الحقوق لأن بعض التيارات السياسية مجرد أسامي بالنسبة لها ولا تعلم عنها شيئا وأنها لا تهتم بالسياسة ولم تتجه إليها سوي أثناء الثورة وبعدها حيث كان شاغلها الشاغل أحوال البلد والظروف التي تمر بها وعبرت عن إحساسها أن هذه التيارات غريبة عنا نظرا لبعدها التام عنه وقالت إن السبب في هذا الطوفان نحن الشباب وكذلك هذه التيارات التي تعمل في نطاقات ضيقة علي عكس التيارات الدينية المنتشرة بين صفوف الأغلبية الصامتة وعن الانتخابات القادمة عبرت بأنها لا تدري صوتها سيذهب إلي من ولكنها ستحاول متابعة جميع البرامج أن أمكن لتقرر خيارها .
قال عبد الرحمن يوسف من شباب الإخوان إن بعد الثورة أصبح هناك مجال وحرية أكبر في عرض التوجهات السياسية المختلفة علي الشباب ويجب علي الشباب أن يختار التوجه السياسي الذي يناسبه ويناسب أفكاره مضيفا أن التيار الإخواني يعتمد بالأساس علي الفرد كناشر أساسي للفكره ويقوم الفرد بالدعاية للتوجه وفكر الإخوان.
وقال إن الإغلبية الصامتة من الشباب بمكن إن نطلق عليهم ## غير النشطاء## أو غير الفاعلين ولكن هذه الأغلبية الصامتة لديها قدر من الوعي وتستطيع أن تميز بوضوح بين التيارات .