أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة ارتفاع نسبة الإصابة بهشاشة العظام التي تؤدي إلي الكساح, والسبب هو نقص فيتامين د… فما أهميته وأسباب نقصه والمشاكل والمضاعفات المترتبة علي ذلك؟
أجاب د.رائف ملاك بطرس أستاذ الأمراض الباطنة بكلية طب جامعة عين شمس واستشاري السكر والغدد الصماء قائلا:
فيتامين د هو المسئول عن دخول الكالسيوم جسم الإنسان ونقصه يعني عدم استفادة الجسم بالكالسيوم, والمصدر الغذائي لفيتامين د متواضع جدا, فهو متوفر في بعض الأسماك كالماكريل والتونة والقراميط والسالمون وكذلك زيت كبد الحوت والكبده البقري وصفار البيض.
أما المصدر الأساسي لفيتامين د فهو التعرض لأشعة الشمس وهذا ضروري جدا للإنسان الذي يحتاج للتعرض لأشعة الشمس لمدة لا تقل عن عشرين دقيقة يوميا مع ضرورة تجنب الوضع العمودي للشمس لأنه ضار علي الإنسان.
تظهر أعراض نقص فيتامين د علي شكل مرض في ثلاث مراحل من عمر الإنسان:
* الطفولة في السنة الأولي من العمر: تأخر المشي والتسنين, إعوجاج العظام, وقصر القامة.
* مرحلة البلوغ: عند الإناث ما بين سن العاشرة والرابعة عشر, وعند الذكور ما بين الثانية عشر والسادسة عشر. ونقص فيتامين د يسبب آلاما مبرحة في العظام وقصر القامة.
* مرحلة الشيخوخة: وتتلخص الأعراض في هشاشة العظام والكسور.
يلاحظ ازدياد حاجة حواء أثناء الحمل وفترة الرضاعة إلي فيتامين د بنسبة عالية, لأن الجنين يحصل علي احتياجاته من فيتامين د من الأم, فتعاني نقصا فيه… وتلاحظ أعراضه عند السيدات الحوامل أثناء المشي حيث تكون مثل مشية البطة, لأن نقص فيتامين د يؤدي إلي وهن العظام وبالتالي لا تتحمل عضلات الساق وزن الجسم وينعكس ذلك علي مشية حواء.
كانت السيدات الأكثر تعرضا للإصابة بنقص فيتامين د خاصة في مراحل البلوغ والحمل والرضاعة, أما الآن فالجميع يعاني من ذلك بسبب غياب المصدر الأساسي وهو الشمس.
تتلخص أعراض الإصابة في آلام بالركبتين والفخذين, وهذا يقتضي ضرورة التعرض لأشعة الشمس يوميا, وأن يكون 15 في المائة من جسم الإنسان علي الأقل مكشوفا لاستقبال هذه الأشعة, مع التركيز علي الاهتمام بالأغذية التي تحتوي علي هذا الفيتامين وتناول الأدوية التي يحددها الطبيب الإخصائي وتكون عن طريق الفم بالنسبة للأطفال حيث يحتاج الطفل إلي 200 وحدة فيتامين يوميا, أما البالغين والكبار والحوامل فتكون في صورة حقن, ويحتاج الإنسان إلي 500 وحدة يوميا علي الأقل… أما الحوامل والمسنين الذين يتجاوز أعمارهم الستين عاما فيحتاج كل منهم إلي ألف وحدة يوميا.
قد يعاني البعض من عدم توفر هذه الحقن نظرا لأنها رخيصة جدا فلا يتجاوز سعرها جنيها ونصف الجنيه, وبالتالي تهمل إنتاجها بعض شركات الأدوية, علما بأن بدائلها كالأقراص والشراب لن تزود جسم الإنسان باحتياجاته من فيتامين د… لأن نسبته في الأدوية البديلة تكون أقل بالإضافة إلي أنها تكون مخلوطة ببعض الفيتامينات الأخري كفيتامين أ فإذا حاول بعض المرضي تعويض هذا النقص بزيادة الجرعات لرفع نسبة فيتامين د سيتعرض لمشاكل صحية جسيمة لأنه سيتناول نسبة مفرطة من بعض الفيتامينات الأخري, بالإضافة إلي احتواء بعضها علي نسب عالية من الحديد والنحاس والإفراط في تناولهما يسبب نتائج خطيرة.
يلاحظ أن الإفراط في تناول فيتامين د قد يسبب تسمم فيتامين د ولكنه نادر, لأنه لا يحدث إلا إذا تناول الإنسان خمسين مثل الحد المطلوب وهي حالات نادرة جدا, ولذلك فإن الحقن هي أمثل المصادر لجسم الإنسان لأنها تغطي احتياجاته بدقة أما إذا تعرض الإنسان للإصابة بتسمم فيتامين د فإنه يؤدي للإصابة بحصوات في الكلي وارتفاع في ضغط الدم وعتامة في عدسة العين.