لاشك أن رؤية القيامة ومجدها كانت أمنية سعي إليها تلاميذ المخلص والمريمات بذهابهم وترددهم علي القبر, وأنها رغبة كل إنسان أن يبصر المسيح القائم من الأموات في مجده ويشارك التلاميذ في فرحهم في العلية كما شهد القديس يوحنا (ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب) (يو20: 20). إنها طلبة نصليها طوال أيام البصخة المقدسة قائلين: (ويرينا فرح قيامته) ومن يبصر هذا الفرح يقول مع الرسول بولس (لأعرفه وقوة قيامته) (في 3: 10). ولكي تتمكن من رؤية القيامة في حياتك وتتذوق مجدها عليك أن تتبع الخطوط التي سلكها التلاميذ والمريمات لرؤية القيامة والمسيح المنتصر.
وأننا نقدم لك سبع خطوات بها تري القيامة وهي نفس الخطوت التي اتبعها التلاميذ لرؤية القيامة ومن خلالها تعيش حياة النصرة وتقول بثقة مع القديس يوحنا (الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة (1يو 1: 1). وهذه الخطوات السبع هي:
أولا: قم والظلام باق
كما فعلت المجدلية إذ يقول عنها القديس يوحنا: (وفي أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلي القبر باكرا والظلام باق) (يو20: 1).
وبهذا لا تجعل الظلام يعيق أو يحجب عنك نور القيامة فالذين تحجبهم الظلمة ويفضلون البقاء فيها هم الأشرار. أما أولاد الله فهم أولاد النور ومدعوون لتبديد الظلام سالكين حسب وصية أبيهم السماوي (سيروا في النور مادام لكم النور لئلا يدرككم الظلام) (يو12: 35).
قم والظلام باق أي لا يكون لك ارتباط بالنيام ولكن تكون شريكا لليقظين مرددا معهم (قوموا يا بني النور لنسبح رب القوات). إنها صفة روحية ألا تشابه تصرفات الأشرار ولا تشترك في تراخيهم بل تستيقظ والناس نيام عملا بقول الرسول (لا تشاكلوا أهل هذا الدهر) (رو12: 2). بل تردد مع صاحب الشعر الروحي قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث: سأطيع الله حتي لو أطعت الله وحدي.
ثانيا: اركض وراء يسوع
كما فعلت مريم المجدلية (فركضت وجاءت إلي سمعان بطرس) (يو20: 2). وهكذا فعل بطرس ويوحنا وكان الاثنان يركضان معا (يو 20: 4). تسعي إليه لأنه ينتظرك بل هو الذي سعي إليك أولا. لأن التكاسل وعدم السعي والجهاد والمثابرة هي أسباب تحول دون رؤيتك أمجاد القيامة.
ثالثا: آمن به
فإنه عندما دخل يوحنا بعد أن دخل بطرس رأي فآمن (الإيمان هو الثقة بما يرجي والإيقان بأمور لا تري) (عب11: 1). فإن لم يكن لك الثقة واليقين في الرب وفي قيامته فسوف تتمثل أمامك العقبات المعطلة التي تصور أمامك صعوبة القيامة واستحالتها.
آمن بوعوده فهو الذي وعد أن يهدم هذا الهيكل (هيكل جسده) ويقيمه في ثلاثة أيام عندما تؤمن ستري مجد القيامة بكل وضوح في حياتك وتكون قد سلكت حسب القاعدة الجديدة التي وضعها السيد المسيح بعد لقائه بتوما إذ قال له: (لأنك رأيتني يا توما آمنت طوبي للذين آمنوا ولم يروا) (يو20: 29). فتوما رأي ثم آمن ولكن المطلوب أن تؤمن ثم تري.
رابعا: اعرف الكتب المقدسة
فقد بين القديس يوحنا السبب في ضعف التلاميذ بقوله: (لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب أنه ينبغي أن يقوم من الأموات) (يو20: 9). إن معرفة الكتاب المقدس فيها حياة والحياة هي القيامة وكان اللوم الذي لام به السيد المسيح تلميذي عمواس هو عدم الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء (لو24: 25).
ثم ابتدأ من موسي ومن جميع الأنبياء يفسر لهم الأمور المختصة به في جميع الكتب (لو24: 27).