وكأنها علي موعد مع الاعتداءات والأحزان فمنذ أربع سنوات هاجم أحد الأشخاص الذي قيل عنه أنه مريض نفسيا كنيسة القديسين مارمرقس الرسولي والبابا بطرس خاتم الشهداء وقتل رجلا مسنا هو نصحي عطا وأصيب آخرون وهذه المرة جاء الاعتداء الآثيم مع الدقائق الأولي للعام الجديد بأشد قسوة حيث دوي انفجارهائل في تمام الساعة12.20 ارتجت علي إثره أركان الكنيسة. حاول الأب الكاهن في اللحظات الأولي أن يهديء من روع المصلين حيث لم يكن أحد بداخل الكنيسة يدري سبب الانفجار بالخارج وماهي إلا لحظات حتي ساد الذعر والهلع كل المصلين وسط ألسنة النار التي تصاعدت لأعلي مبني الكنيسة وتطايرت أشلاء الضحايا حتي ارتطمت علي ارتفاعات ترب من 10/9 أمتار بالواجهة التي تلطخت بالدماء.
أحد شهود العيان قال إن سيارة سوداء كانت تقف بجوار الرصيف المقابل للكنيسة ولكن قبل وقوع الانفجار بلحظات وقفت سيارة ماتريكس, زيتي اللون وخرج منها شخص تحدث في التليفون ثم اختفي والسيارة وبعدها دوي الانفجار من السيارة السوداء ثم أعقبه انفجار آخر بعد خمس دقائق وتردد أن الانفجار جاء نتيجة عمل انتحاري لكن التحقيقات الفنية تجري علي قدم وساق سعيا وراء الكشف عن ملابسات الحادث الأليم.
كانت محتويات القنبلة قد تناثرت بقوتها التدميرية الهائلة واندلعت النيران وكأنها الجحيم تلتهم وتحرق الناس والسيارات, كما أطاح الانفجار بالحاجز الحديدي أمام الكنيسة وتكسر زجاج الكنيسة وانتزعت النوافذ حتي الطابق الخامس وتساقطت أجزاء من واجهة الكنيسة التي تلطخت بدماء وأشلاء الضحايا حتي إن الأشجار علقت بها أشلاء ودماء كذلك تعلقت بغطاء بالوعة الصرف الصحي بالشارع تطاير. وحصد الانفجار أرواح 21 شخصا من الرجال والنساء والأطفال ومصابين توفيا الاثنين 3 يناير عدا الأشلاء المتناثرة التي تم تجميعها في أجوالة عدا إصابات تعدت المائة مصاب.بالإضافة إلي عدد من المجهولين والذين شوهت الجريمة معالمهم.
سارعت قوات الأمن وسيارات المطافيء والأسعاف إلي موقع الحادث لنقل القتلي والمصابين وفرضت إجراء أن أمنية شديدة حول الكنيسة والمستشفي التابع لها تحسبا لوقوع انفجارات أخري.
وسط المشهد الدامي تم نقل القتلي إلي مشرحة كوم الدكة والمصابين بسيارات الإسعاف إلي المستشفيات شرق المدينة-مارمرقس-فيكتوريا-الأنبا تكلا-الألماني-الميري-الحضرة وتم توجيه نداء للتبرع بالدم واستمر هذا الوضع حتي السابعة من صباح السبت2011/1/1 .
أيضا وصل المحافظ اللواء عادل لبيب للكنيسة في الخامسة فجرا يرافقه د. سلامة عبد المنعم وكيل وزارة الصحة حيث زارا موقع الحادث والمصابين لمستشفي شرق المدنية .
وكان قداسة البابا شنودة الثالث فور علمه بالحادث أوفد نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة وتوابعها والأنبا يوأنس سكرتير قداسته وانضم إليهما تباعا الأنبا كيرلس آفامينا رئيس دير مارمينا والأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة وعقد اجتماع لمجمع كهنة الإسكندرية بحضور القمص رويس مرقس والمجلس الملي والأساقفة وصدر بيان مجمع كهنة الإسكندرية والمجلس الملي السكندري.
قال التقرير المبدئي للمعمل الجنائي:إن الموجة الانفجارية وآثارها التدميرية تتطابق والوصف الجنائي للحادث كما أنها أحدثت تلفيات بأبواب السيارة وهو ما يعني أنها صادرة من خارج السيارة لأنها لو كانت من داخل السيارة لحدث العكس, أيضا لم تكن العبوة علي الأرض أو تحت السيارة لأنها في هذه الحالة كانت ستحدث تدميرا في الأرض.
يذكر أن ثلاث جهات أمنية سيادية تكثف جهودها لكشف ملابسات الحادث الدامي إضافة إلي جهازي الأمن العام ومباحث أمن الدولة سعيا للتوصل إلي هوية مرتكبي الحادث.
وكانت أجهزة الأمن قد استجوبت ضمن التحقيقات الجارية علي قدم وساق بعض المشتبه فيهم والقادمين من الخارج, كما تم تشديد الإجراءات الأمنية في المطارات وباقي منافذ الدخول لمصر.