يبدو أن المناطق الجليدية في القطب الجنوبي تضم كنوزا بيولوجية غنية لمستقبل الطب لكن الخبراء عبروا عن خوفهم من أن يؤدي تهافت غير منظم علي هذه الثروة الجديدة إلي تقويض الجهود الدولية لتنظيم استثماره.
وقال تقرير للأمم المتحدة إن المنقبين الجدد يبحثون عن ثروات وراثية وبيولوجية لمواد عضوية قادرة علي البقاء علي واحدة من أكثر البيئات قسوة في العالم.
وقالت الدراسة لإحدي معاهد الأمم المتحدة في كوالالمبور إن عددا كبيرا من العلماء يعتقدون إن العزل واستخراج المواد التي تسمح للعناصر العضوية بالازدهار يمكن أن يكون له انعكاسات مهمة في مجال الأبحاث التقنية للبيولوجيا وقد يؤدي إلي أدوية جديدة ضد السرطان أو مضادات حيوية أو مركبات صناعية.
وتابعت أن الجهود لاستغلال هذه الحدود الجديدة, تهدد بتجاوز قدرة القانون الدولي علي تنظيم مجالات مثل ملكية المواد الوراثية وإصدار البراءات والنتائج التي يمكن أن تنجم عن جمع ثروات القطب الجنوبي.
وهناك سبع دول تطالب بأراضي في القطب الجنوبي لكن البلدان الأخري لا تعترف بهذه المطالب في القطب الذي تتولي إدارته 45 دولة موقعة للاتفاقية حول القطب الجنوبي.
تدعو الدراسة التي أعدتها الأمم المتحدة إلي زيادة المبادرات للتوصل إلي اتفاق دولي ينظم الأبحاث التي يمكن أن تنجم عنها مليارات الدولارات من مبيعات المنتجات التجارية المشتقة من ثروات وراثية وعمليات بيوكيميائية.
وقد نشر التقرير الذي أعده معهد علمي في ماليزيا قبل اجتماع دولي حول التنوع الحيوي عقد مؤخرا في كوالالمبور, وشارك فيه 2500 من المسئولين والخبراء وممثلين عن ستين دولة.
وأشارت الدراسة إلي أن ذلك يجعل من الصعب رسم حدود بين البحث العلمي والنشاطات التجارية مع أن جزءا كبيرا من النشاطات البحثية التي جرت مؤخرا أدت إلي تطبيقات تجارية ومثال علي ذلك مادة الغليكوبروتين التي تستخدم لمكافحة التجمد في بعض الأسماك ويمكن أن تستخدم في مجالات عدة من بينها تأمين مقاومة البرد لدي النباتات والأسماك في مزارع تربيتها.
ويمكن أن تسمح هذه المادة بتجديد فترة الاحتفاظ بالمواد الغذائية المجمدة وتحسين الجراحة التي تستخدم فيها أنسجة مجمدة وزيادة مدة صلاحية الأنسجة الخاصة بزراعة الأعضاء البشرية.
وأشار التقرير إلي أن أكثر من 150 طلب للحصول علي براءات تتعلق بالقطب الجنوبي قدمت من الولايات المتحدة وأوربا.
وأضاف أن اتفاقية القطب الجنوبي لا تنظم بشكل واضح عمليات التنقيب البيولوجية ولا ملكية الموارد الوراثية للقارة.
عن: B.B.C