لا توجد نتائج
شاهد كل النتائج
في مطلع مزمور73 بدأ المرنم رحلة خطيرة كادت تزل فيها قدماه,لأنه سار في أرض موحلة.ولكن في بيت الرب اكتشف أنه ثابت علي صخرة,وعرف أن الأشرار هم الذين سينزلقون إلي الهاوية فإذا نجاحهم حلم,وإذا هم أشباح يوجدون اليوم ويتدمرون فورا لأن شمس الحقيقة تنهي وجودهم الوهمي, ولأن الشر لا يمكن أن يسود,كما قال الله عن الأشرار:يكون طريقهم لهم كمزالق في ظلام دامس,فيطردون ويسقطون فيها,لأني أجلب عليهم شرا سنة عقابهم,يقول الرب(إر23:12).
ونتيجة لذلك تعلق المرنم بالرب(آيات 21-28).
(أ)اعترف له:لأنه تمرمر قلبي وانتخست في كليتي,وأنا بليد ولا أعرف.صرت كبهيم عندك(آيتا21, 22).تألم المرنم لأنه كان متعجلا فلم ير عدالة الله وحقه إلي أن دخل مقادس الله,فبكته ضميره,وتمرمر قلبه,وانتخس في كليتيه.وكان الأقدمون يعتبرون الكلية مركز العواطف,كما نتحدث نحن اليوم عن القلب.واعترف المرنم أنه كان بليدا غبيا كالبهيم الذي لا يدرك.وقد ميز الله الإنسان عن الحيوان بنعمة العقل فكيف فات المرنم تاريخ الله الرقيق شعبه؟وكيف نسي معاملات الله الصالحة معه؟حقاالرجل البليد لا يعرف,والجاهل لا يفهم هذا(مز92:6).
(ب)ائتنس به:ولكني دائما معك.أمسكت بيدي اليمني.برأيك تهديني,وبعد إلي مجد تأخذني.من لي في السماء؟ومعك لا أريد شيئا في الأرض.قد فني لحمي وقلبي.صخرة قلبي ونصيبي الله إلي الدهر(آيات23-26).عاد المرنم يقارن بين نفسه والأشرار,فقالولكني دائما معكفقد عزم أن يسير مع الرب,ولسان حاله:التصقت نفسي بك.يمينك تعضدني(مز63:8).وقرر أن تكون شريعة الرب سراجا لرجله ونورا لسبيله(مز119:105)فيطيع وصايا الرب لتكون بركة لحاضره ومستقبله,فيهتدي برأي الرب هنا ويدخل مجده هناك,كما سار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه(تك5:24).ويا له من مجد أن يمسك ملك الملوك يمين المرنم ليؤكد له محبته ورعايته..وفي صحبة الرب للمرنم,وصحبة المرنم للرب عرف أنه إن كان الرب ساكن السماء له,فلن تكون به حاجة إلي شئ أو شخص في الأرض,لأن الرب خيره ومصدر سعادته,فيقول:قلت للرب:أنت سيدي .خيري لا شئ غيرك(مز16:2).لم يعد يعنيه إن نجح الأشرار أو إن تألم هو,لأنه في صحبة الرب…ومع أن جسده وقواه يخوران إلا أن الرب سيبقي ملجأه الحصين يحميه من كل خطر,فيقول:إنما الرب صخرتي وخلاصي,ملجأي فلا اتزعزع.علي الله خلاصي ومجدي.صخرة قوتي محتماي في الله(مز62:6).الرب نصيبه إلي الأبد,فلا ينزعه أحد من الرب,ولا الرب منه.إنه في هذا يعبر عن انتمائه للرب كأحد كهنة الرب,الذين لم يكن لهم نصيب في الأرض,لأن الرب نصيبهم(تث10:9), ونعم النصيب!.
(ج)اقترب منه:هوذا البعداء عنك يبيدون.تهلك كل من يزني عنك.أما أنا فالاقتراب إلي الله حسن لي.جعلت بالسيد الرب ملجأي لأخبر بكل صنائعك(آيتا27, 28).لما كان الله مصدر الحياة فإن كل بعيد عنه ميت في ذنوبه وخطاياه.ولما كان البشر جميعا ملك لله لأنهم خلقهم واعتني بهم وافتداهم,فإن كل من يبتعد عنه يعتبر خائنا له ولملكوته.وكان بنو إسرائيل يعتبرون أنفسهم عروس اللهفكل ابتعاد عن الله خيانة وزني روحي(هو2:2-4)…أما كل من يقترب إليه فينال الحياة الفضلي ,فقد جاء المسيح ليعطينا حياة وحياة أفضل (يو10:10).ومن اختبر الحياة في المسيح لا يتوقف عن الحديث عنها,فيخبر بكم صنع الرب معه.
تعالوا بنا ندخل مقادس العلي دائما فنجد إجابات شافية لأسئلتنا,ونتمتع بصحبته الرقيقة,ونخبر بفضائل الذي دعانا من الظلمة إلي نوره العجيب.وإن كان أحدنا بعيدا عن الرب,فليقترب إليه تائبا.وإن كان أحدنا حائرا فالرب يطمئن قلبه.
ليثبت الرب إيماننا,وليعمق رجاءنا به,مهما بدت الظروف من حولنا صعبة أو قاسية.
لا توجد نتائج
شاهد كل النتائج