نبدأ اليوم تأملنا في المزمور السابع والستين,وهو مزمور فرح,كانوا ينشدونه بعد الحصاد,فيه يقول المرنم:الأرض أعطت غلتها.يباركنا الرب إلهنا(آية 6).ففي قمة الابتهاج,بعد الاحتفال بعيدي الخمسين والمظال,يصف المرنم بركة الله للعالم بواسطة المؤمنين,فيطلب وجهه ليعرف الناس منه شخص الرب وخلاصه وسلطانه,فيتحقق وعد الله لإبراهيم:أجعلك أمة عظيمة,وأباركك,وأعظم اسمك وتكون بركة,وأبارك مباركيك ولاعنك ألعنه.وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض(تك 12:2, 3).
وترتفع في هذا المزمور صلاة لأجل العالم,لأن المؤمنين عندما يتباركون يباركون غيرهم,فيصيرون مثل الملح الذي يملح المجتمع,ومثل النور الذي ينير العالم!.
عادة تسقط الأمطار علي القمم تغمر الوديان.والمؤمنون هم قمم العالم,لأنهم الأكثر قربا من الله.وهم الذين ينالون البركة من الله أولا ثم يوزعونها علي الآخرين,كما أخذ التلاميذ الطعام من المسيح ليقدموه للجياع.وليسمح القارئ لي أن أسأله:هل يري الناس فيك يسوع؟.
يبدأ المرنم مزموره بطلب ثلاث بركات وعد الله أن يمنحها لشعبه في البركة الكهنوتية,والتي تقول:يباركك الرب ويحرسك,يضئ الرب بوجهه عليك ويرحمك.يرفع الرب وجهه عليك ويمنحك سلاما(عدد 6:24-26).وكنتيجة لنوالها يذكر المرنم سبع بركات يقدمها المؤمنون للعالم.وعلي المؤمنين أن يعرفوا أنهم كلما فكروا في غيرهم أكثر تضاعفت البركات التي عندهم استمتعوا بها أكثر!.وإليك هذه البركات الثلاث:
1- حنان الله:ليتحنن الله علينا(آيه 1أ).يطلب حنان الله عليه وعلي إخوته لأنه يدرك أنه لا يستحق,فالرحمة تمنع عنا العقاب الذي نستحقه,والنعمة تمنحنا البركة التي لا نستحقها..وأول ما يحتاجه الإنسان من مراحم الله هو غفران خطاياه,ولن يصير الإنسان أهلا للحنان الإلهي إلا بعد أن يصلي:اللهم ارحمني أنا الخاطئ(لو 18:13).وقد دعا الله شعبه مجازا:رحامةفقال:قولوا لإخوتكم عمي(شعبي)ولأخواتكم رحامة(مرحومون)(هوشع 2:1).كانوا غير مستحقين الرحمة ولكنه تحنن عليهم ورحمهم,فصار لقبرحامةكلمة تحية بين المؤمنين وبعضهم.
2- بركة الله:ليباركنا(آية 1 ب).يطلب البركة لنفسه وللمؤمنين,وهي بركة النصر علي عدو النفوس.عندما جاء الموآبيون والعمونيون لمحاربة الملك يهوشافاط خاف,فصام وصلي,فأرسل له الرب النبي يحزئيل ليشجعه.وخرج بنو إسرائيل يقفون ويرتلون:احمدوا الرب لأن إلي الأبد رحمتهفأعطي الرب نصرة لشعبه القديم علي أعدائهم,فشبع الجائعون,واغتني المفلسون,وتشجع الخائفون,وأطلقوا علي المكان اسموادي بركة,لأنهم هناك باركوا الربفباركهم الرب!(2 أي 20).ويتناول المؤمنون اليوم كأس البركة كلما جلسوا حول مائدة عشاء الرب,يشبعون بالمسيح,ويقولون:كأس البركة التي نباركها أليست هي شركة دم المسيح؟(1 كو 10:16)فيتباركون بالرب,وبالشركة بعضهم مع بعض,وبالحضور الإلهي وسطهم.
3- رضي الله:لينر بوجهه علينا(آيه 1 ج).يطلب رضي الرب بأن ينير عليه وعلي سائر المؤمنين فيبتسم لهم ليدركوا أنه راض عنهم,ويتحقق لهم الوعديضئ الرب بوجهه عليك ويرحمكبنور المسيح الذي قال:أنا هو نور العالم.من يتبعني فلا يمشي في الظلمة,بل يكون له نور الحياة..ما دمت في العالم فأنا نور العالم(يو 8:12 و9:5).
وينير الرب بوجهه علينا عندما يرشدنا,لأن الله الذي قال إن يشرق نور من ظلمة,هو الذي أشرف في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح(2 كو 4:6).لقد أشرف الله علي الأرض الخربة والخالية بنوره فغمرها بالحياة والجمال,وهكذا يفعل بالخاطئ التائب.