+الميراث المرغوب:-
وفيما هو خارج إلي الطريق ركض واحد وجثا له وسأله أيها المعلم الصالح ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية(مر10:17) أكيد عرف هذا الواحد قيمة هذا الميراث الأبدي الذي وصفه الكتاب علي لسان الرسول بطرس قائلا:مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات لميراث لا يفني ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السموات لأجلكم(1بط1:3-4) فهو ميراث من نوع خاص بديل لهذه الحياة التي لا يوجد فيها راحة وغير مضمونة عبر عنها سفر الجامعة فقالثم التفت أنا إلي كل أعمالي التي عملتها يداي وإلي التعب الذي تعبته في عمله فإذا الكل باطل وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس(جا2:11) وبجانب أن الميراث المرغوب هو راحة ومضمون فهو أيضا يصفه الكتاب قائلا:ثم رأيت سماء جديدة وأرضا جديدة لأن السماء الأولي والأرض الأولي مضتا والبحر لا يوجد فيما بعد…وسمعت صوتا عظيما من السماء قائلا هوذا مسكن الله مع الناس وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعبا والله نفسه يكون معهم إلها لهم. وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لايكون فيما بعد ولايكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد لأن الأمور الأولي قد مضت(رؤ21:1-4) فالميراث المرغوب والذي كان يبحث عنه هذا الرجل هو مشتهي كل الأجيال التي أحبت المسيح.
+والشرط المطلوب:-
أنت تعرف الوصايا لاتزن لا تقتل ولاتسرق لاتشهد بالزور لا تسلب أكرم أباك وأمك. فأجاب وقال له يا معلم هذه كلها حفظتها منذ حداثتي. فنظر إليه يسوع وأحبه وقال له يعوزك شئ واحد اذهب بع كل مالك وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني حاملا الصليب(مر10:19-21) أوضح المخلص له المجد شروط الميراث في الحياة الأبدية, فكان أولها حفظ الوصية والإيمان به والعمل بها, ثم أكد فضيلة العطاء والمحبة والاحتمال والترك والجهاد التي يجب أن يتحلي بها كل إنسان يرغب في الحياة الأبدية فهكذا كان صريحا الرسول بطرس في رسالته قائلا:كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ماهو للحياة والتقوي بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمي والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة. ولهذا عينه وأنتم باذلون كل اجتهاد قدموا في إيمانكم فضيلة وفي الفضيلة معرفة, والمعرفة تعففا وفي التعفف صبرا وفي الصبر تقوي. وفي التقوي مودة أخوية وفي المودة الأخوية محبة(2بط1:3-7) وكأن المخلص يقول لنا بصراحة إن الإيمان والحفظ للوصية لايكفي بل لابد من أن يكون الإيمان عاملا فالإيمان بدون أعمال ميت, فنعم الشروط التي تقودنا إلي طريق السيد الذي يعرفنا فيؤهلنا للميراث في الحياة الأبدية.
+والعطاء المحبوب:-
وابتدأ بطرس يقول له ها نحن قد تركنا كل شئ وتبعناك فأجاب يسوع وقال الحق أقول لكم ليس أحد ترك بيتا أو إخوة أو أخوات أو أبا أو أما أو امرأة أو أولادا أو حقولا لأجلي ولأجل الأنجيل إلا ويأخذ مئة ضعف الآن في هذا الزمان بيوتا وإخوة وأخوات وأمهات وأولادا وحقولا مع اضطهادات وفي الدهر الآتي الحياة الأبدية. ولكن كثيرون أولون يكونون أخرين والآخرون أولين(مر10:28-31) عطاء العالم فان وملوث بالخطية ولايستمر بل يزول بزوال العالم المادي معه كما تعلمنا الكنيسة في كل قداسلاتحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم لأن العالم يزول وشهوته معه وأما من يصنع مشيئة الله فإنه يبقي إلي الأبد فعطاء السماء الذي قال عنه السيد له المجد عطاء محبوب لأنه جاء إلينا عن طريق الحب الإلهي كما يقول الكتاب هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد لكي لايهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية(يو3:16) وهو باق وليس ماديا ينتهي بانتهاء العالم لأنه أبدي روحي ينتظر كل مؤمن آمن وعمل وحفظ وترك العالم المادي مستثمرا الفضائل الراكزة علي الإيمان في الكنز الذي لايفني في الحياة الأبدية, فنعم العطاء الذي يحصل عليه الإنسان المؤمن من بين يدي الله المحب الذي يعطي حكمة نسير بها في وسط عالم مظلم فان ويعطي بسخاء كما يقول الكتابوإنما إن كان أحدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولايعير فسيعطي له(يع1:5) فياليتنا نطلب ميراثا في الأبدية ونعمل بالشروط الإلهية ليكون لنا عطاء محبوبا تشتهيه الروح من الله العاطي. وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع وثيقة رسولية…واستجابة ربانية…وأشارة سماوية.
[email protected]
طامية-فيوم