+ عناية وتحديد: وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلي مدينة من الجليل اسمها ناصرة إلي عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف واسم العذراء مريم (لو 1: 26- 27). إنها العناية الإلهية العجيبة بالبشرية التي سقطت وباتت تسبح في دياجير الظلام والخطية قابل الذل والهوان مكتوفة الأيدي عابثة بمستقبل لا تدرك نهايته فشكرا لمن يعتني ويدبر ومن أظهر عنايته الفائقة والتي تدل علي حبه العظيم في إرسال الأنبياء وإعطاء الرموز والنبوات ليعد قلبا وعقلا يستطيع أن يستوعب التجسد الإلهي ويعرف أنه دليل الحب الأبوي الذي يعتني بنا فهو وحده الذي حدد كيف يكون الفداء وبمن وفي أي زمان كما يقول الرسول: متبررين مجانا بنعتمه بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله. لإظهار بره في الزمان الحاضر ليكون بارا ويبرر من هو من الإيمان بيسوع (رو 4: 24- 26). وأيضا عنايته أرادت أن تحدد المكان الذي يأتي منه المخلص ليحقق تغييرا فكريا معروف عن تلك البقعة الأرضية التي كانت ثمارها في الماضي الشر والخطية بدليل ما ذكره البشير قائلا: فيلبس وجد نثنائيل وقال له وجدنا الذي كتب عنه موسي في الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة. فقال له نثنائيل أمن الناصرة يمكن أن يكون شئ صالح قال له فيلبس تعال وانظر (يو1: 45- 46). حقا إنها عناية إلهية منظمة حددت الزمان والمكان والنسل الذي يخدم الفداء.
+ ورعاية وتجديد: الله يعتني بنا فيدبر لنا طريق الخلاص وبرعايته لخدام سر التجسد دبر لعذراء الناصرة اليتيمة أن تكون أنيسة الهيكل ومشمولة برعايته كما أوضح لنا الحوار الذي دار بينها وبين الملاك جبرائيل المبشر سلام لك أيتها الممتلئة نعمة الرب معك مباركة أنت في النساء. فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسي أن تكون هذه التحية فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله. وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيما وابن العلي يدعي ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه. ويملك علي بيت يعقوب إلي الأبد ولا يكون لملكه نهاية (لو 1: 28- 33). نعم كانت رعاية فيها سلام سماوي طرد الخوف خارجا وفيها كلام صادق من إله محب وعد قديما فقال لموسي عن طريق العليقة: إني لقد رأيت مشقة شعبي الذين في مصر وسمعت أنينهم ونزلت لأنقذهم فهلم الآن أرسلك إلي مصر (أع 7: 30- 34). وبرعايته جدد الوعد ليأتي متأنسا عن طريق عليقة العهد الجديد وشورية هرون وسلم يعقوب والحمامة الحسنة الممتلئة نعمة ليبدأ بها طرق المصالحة ويضع عليه أو شارة وهي السلام والأمان السماوي كما برعايته جدد العهد وأبدله من عهد قديم وعتيق تسيطر عليه ظلمة الخطية والخوف إلي عهد جديد يعم فيه السلام والنور والحياة الحقيقية كما يقول الكتاب: الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة فإن الحياة أظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا (1يو 1: 1- 2). فيالها من رعاية عرفتنا الحياة الجديدة مع الله!.
+ وعطية وتأكيد: فأجاب الملاك وقال له الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعي ابن الله. وهوذا أليصابات نسيبتك هي أيضا حبلي بابن في شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقرا. لأنه ليس شئ غير ممكن لدي الله, فقالت مريم هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك فمضي من عندها الملاك (لو1: 35- 38). إنها قدرة إلهية عجيبة تستطيع أن تعتني بنا وترعانا وتعطينا عطايا عظيمة ولا سيما لكل من يخضع ويطيع ويؤمن ويعمل أعمالا تليق بأولاد الله كما رأينا في الحوار مع السيدة العذراء والملاك المبشر فبعد أن أعطاها السلام يعطيها ناقلا من بين يدي الله الروح القدس وقوة العلي ليؤكد لها أن المولود ابن العلي ويزيد التأكيد تأكيدا فيشير إلي عمل الله مع أليصابات التي كانت عاقرا والرب أعطاها وهي حبلي في شيخوختها. نعم إنه حوار موزون مبني علي حقائق إلهية بعيدة عن الكذب والتلفيق والشبهات كما يقول الكتاب: حاشا بل ليكن الله صادقا وكل إنسان كاذبا كما هو مكتوب لكي تتبرر في كلامك وتغلب متي حوكمت (رو 3: 4). وبجانب العطايا التي وهبها الله عن طريق الملاك إلي العذراء مريم كان هناك أيضا تأكيدات من الله أنه ماض في إتمام الخلاص ومن السيدة العذراء التي قبلت العطية مع أنها في نظرها لا تستحقها فحمدا علي عطية الأمومة للإله المتجسد وشكرا لكل إشارة تأكيد في الحديث تقول إن التجسد حقيقة حتمية أعطاها الله هدية لكل من يؤمن ويعمل. وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع زيارة مريمية ونماذج روحية ونهاية ضرورية.
[email protected]
طامية-فيوم