+جموع وسفينة:-
في ذلك اليوم خرج يسوع من البيت وجلس عند البحر فاجتمع إليه جموع كثيرة حتي إنه دخل السفينة وجلس والجمع كله واقف علي الشاطئ(مت13:1-2). جاء يسوع من عند الآب السماوي إلي بحر العالم الهائج والذي طوي بين أمواجه كثيرا من البشر حاملين علي أكتافهم هموما ومشاكل لا يستطيع أحد أن يرفعها عنهم إلا المخلص وحده الذي جاء ليخلص من قد هلك فهو الذي كتب عنه البشير قائلا:لأنه هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية(يو3:16), وهذا الابن الوحيد عند الشاطئ تلامس مع قلوب جعلته يدخل السفينة أي ليعرفهم أن خلاصهم لابد أن يبدأ من سفينة العهد الجديد التي يجلس فيها المخلص معلما وراعيا ومناديا علي كل من هو علي الشاطئ قائلا:تعال واقترب مني لكي تتبرر من خطاياك دخل الرب السفينة لكي يجعلنا من خلالها(أي الكنيسة) مؤهلين أن نقف أمام مجد الآب بلاعيب كما يقول الرسولوالقادر أن يحفظكم غير عاثرين ويوقفكم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج الإله الحكيم الوحيد مخلصنا له المجد والعظمة والقدرة والسلطان الآن وإلي كل الدهور(يه1:24-25) فنعم السفينة وقائدها الذي يقود الجموع إلي الحياة الأبدية بكلماته وبذل ذاته.
+وكلماته أمينة:-
فكلمهم كثيرا بأمثال قائلا هوذا الزارع قد خرج ليزرع(مت13:3) لقد كانت البشرية محتاجة إلي كلمات أمينة صادقة فيها الشبع الروحي كما تنبأ النبي القائلهوذا أيام تأتي يقول السيد الرب أرسل جوعا في الأرض لا جوعا للخبز ولا عطشا للماء بل لاستماع كلمات الرب(عا8:11) لذلك كانت جولات الرب الكرازية في كل مكان يذهب إليه فيها القدوة الحسنة والكلمة الأمينة كما قال صاحب المزمورأعمال يديه أمانة وحق كل وصاياه أمينة(مز111:7) فهكذا جلس السيد في السفينة وعلم بمثل لكي يفهم كل واحد جاء ليفهم فالخادم الأعظم جاء بنفسه ليقول إني أبذر بذاري بكرم ولم أمنعها عن أحدا مع أن القلوب تختلف إنما أعطي كل واحد من بذاره أعطي القلب الطريق والقلب الحجر والقلب الممتلئ بالشوك وأيضا القلب الصالح الجيد لم يحرم أحد من كلماته وكأنه يقول مع الكتاباقتن الحكمة اقتن الفهم ولا تعرض عن كلمات فمي(أم4:5) نعم فهي كلمات قوية وفعالة يحتاج إليها كل عطشان لقول الحق كما يقول عنها الكتابكل كلمات فمي بالحق ليس فيها عوج ولا التواء(أم8:8) ويصدق عليها ما جاء في سفر الرؤيا في أكثر من آية عندما يقول في واحدة منهاهذه الأقوال أمينة وصادقة(رؤ22:6) فيا عزيزي وأنت تستعد لاستقبال صوم الميلاد الذي يذكرنا باستقبال موسي لشريعة وكلمة العهد العتيق ليتك تجهز قلبك وتخرجه من دائرة القلوب المداسة والحجرية والممتلئة بالشوك وتجعله ضمن القلوب الجيدة التي تميز بين الكلمات الأمينة وغيرها.
+وثمار ثمينة:-
وسقط آخر علي الأرض الجيدة فأعطي ثمرا بعض مئة وآخر ستين وآخر ثلاثين(مت13:8) أكيد الأرض الجيدة أي القلب الجيد يعطي ثمرا جيدا ثمينا يؤهلنا للحصول علي بركة خاصة كما يقول الرسوللأن أرضا قد شربت المطر الآتي عليها مرارا كثيرة وانتجت عشبا صالحا للذين فلحت من أجلهم تنال بركة من الله(عب6:7) وتنال أيضا المواعيد كما شرح لنا القديس بولس في رسالتهولكننا نشتهي أن كل واحد منكم يظهر هذا الاجتهاد عينه ليقين الرجاء إلي النهاية. لكي لا تكونوا متباطئين بل متمثلين بالذين بالإيمان والأناة يرثون المواعيد. فإنه لما وعد الله إبراهيم إذ لم يكن له أعظم يقسم به أقسم بنفسه. قائلا: إني لأباركنك بركة وأكثرنك تكثيرا وهكذا أذ تأتي نال الموعد(عب6:11-15) ما أجملها تلك الثمار الحسنة التي حصدتها تلك المرأة التي دخلت بيت سمعان الفريسي ساجدة معترفة بخطاياها وما أعظمها ثمار حصل عليها زكا العشار بعد أن تنازل عن كل ما فعله في العالم من اغتصاب للأموال والسطو علي الفقراء وحق الرب وما أروع ثمار الطاعة لكلمة الله التي لمسها بطرس ومن معه في صيد السمك الكثير حتي إن شباكهم كادت أن تتمزق من كثرة البركة بل نادوا علي السفن المجاورة ليحملوا معهم ثمار الطاعة وهي السمك الكثير الذي يشير إلي الخير والبركة…هلما نسمع كلمة الرب بقلب جيد وصالح لنثمر بالثمر الثمين المطلوب والذي يؤهلنا إلي البركة والحياة الأبدية.وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع شروط السعادة…وكلام للقادة…وختام وإفادة.
[email protected]
طامية-فيوم