+ فكر شيطاني:
وأما الكتبة الذين نزلوا من أورشليم فقالوا إن معه بعلزبول وأنه برئيس الشياطين يخرج الشياطين (مر 3: 22) هذا هو الفكر الشيطاني الذي لا يقبل الخير إنما طريقة التشكيك والتشهير والترويج لطريق الشيطان وللأسف كان من أهله كبار قادة اليهود الذين كانوا يترصدون للسيد المسيح في محاولات كثيرة لرد الشعب بعيدا عنه وهؤلاء وأمثالهم يزرعهم الشيطان في كل زمان وفي كل مكان يشعرون أن عمل الله ناجح فيه فهكذا حاربوا إرميا كما قال الكتاب فقالوا هلم فنفكر علي إرميا أفكارا لأن الشريعة لا تبيد عن الكاهن ولا المشورة عن الحكيم ولا الكلمة عن النبي هلم فنضربه باللسان ولكل كلامه لا نصغ (إر 18: 18) وكأن التاريخ يعيد نفسه ويتكرر الأمر ويحذرنا الرسول بولس قائلا وأطلب إليكم أيها الإخوة أن تلاحظوا الذين يصنعون الشقاقات والعثرات خلافا للتعليم الذي تعلمتموه واعرضوا عنهم لأن مثل هولاء لا يخدمون ربنا يسوع المسيح بل بطونهم وبالكلام الطيب والأقوال الحسنة يخدعون قلوب السلماء (رو 16: 17-18) ياليتنا نحترس من الشيطان وأفكاره الهدامة البعيدة عن طريق الخير.
+ ودرس إيماني:
فدعاهم وقال لهم بأمثال كيف يقدر شيطان أن يخرج شيطانا وإن انقسمت مملكة علي ذاتها لا تقدر تلك المملكة أن تثبت وإن انقسم بيت علي ذاته لا يقدر ذلك البيت أن يثبت وإن قام الشيطان علي ذاته وانقسم لا يقدر أن يثبت بل يكون له القضاء لا يستطيع أحد أن يدخل بيت قوي وينهب أمتعته إن لم يربط القوي أولا وحينئذ ينهب بيته الحق أقول لكم إن جميع الخطايا تغفر لبني البشر والتجاديف التي يجدفونها ولكن من جدف علي الروح القدس فليس له مغفرة إلي الأبد بل هو مستوجب دينونة أبدية لأنهم قالوا إن معه روحا نجسا (مر 3: 23-30) لقد لقن السيد أولئك الأشرار درسا إيمانيا واجتماعيا وعرفهم أن الانقسام أساس الفشل والضلالة تقود إلي جهنم وعدم الإيمان بالروح القدس ودوره في حياة المؤمنين يقود إلي الدينونة لقد كان مخلصنا يسوع المسيح نموذجا حيا وعمليا لكل فضيلة ودرس كما قال الرسول بطرس لأنكم لهذا دعيتم فإن المسيح أيضا تألم لأجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته. الذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر الذي إذ شتم لم يكن يشتم عوضا وإذ تألم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل (1بط2: 21-23).
+ ونيشان رباني:
وكان الجمع جالسا حوله فقالوا له هوذا أمك وإخوتك خارجا يطلبونك فأجابهم قائلا من أمي وإخوتي ثم نظر حوله إلي الجالسين وقال ها أمي وإخوتي لأن من يصنع مشيئة الله هو أخي وأختي وأمي (مر 3: 32-35) إنه نيشان العضوية السماوي الذي منحه ربنا ومخلصنا لكل من يعمل مشيئة الله في حياته فكانت شروطه كما يقول المزمور يارب من ينزل في مسكنك من يسكن في جبل قدسك السالك بالكمال والعامل الحق والمتكلم بالصدق في قلبه الذي لا يشي بلسانه ولا يصنع شرا بصاحبه ولا يحمل تعييرا علي قريبه والرذيل محتقر في عينيه ويكرم خائفي الرب يحلف للضرر ولا يغير فضته لا يعطيها بالربا ولا يأخذ الرشوة علي البرئ الذي يصنع هذا لا يتزعزع إلي الدهر (مز 15: 1-5) لقد فاز بهذا النيشان كل من ترك العالم بما فيه وعمل مشيئة الله وكانت أمنا العذراء مريم خير مثال ومعها الآباء الشهداء والقديسون الذين تفتخر بهم الكنيسة وتتشفع بهم. وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع فكر مشغول وزمان يطول وتنبيه للعقول.
للقمص روفائيل سامي
طامية – فيوم